ترجمة: قصة إهانة الحريري في الرياض لا تعني فشل المهمة كما فشل صالح
ترجمة خاصة من الديلي ميل، نيويورك تايمز، هاف بوست لوكالة الصحافة اليمنية //
ما ظهر حتى الآن من قصة دارت رحاها خلف الأبواب المغلقة في الرياض. الأوامر جاءت من الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى رجله في المنطقة، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلال زيارة ترمب إلى الرياض.
بعد ذلك، تم استدعاء رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى الرياض في نوفمبر بصورة مفاجئة. الحريري هو رجل بن سلمان في لبنان. وهناك في الرياض دار نقاش حاد بين الحريري وبن سلمان ورجاله. الحريري بدأ يشعر بالخطر على حياته وحيات أسرته، وقال إن إشعال الحرب في لبنان فور عودته إليها وبقاءه في بيته في بيروت سيؤول مصيره وعائلته حتما إلى الإعدام رميا بالرصاص ثم القبر … فما كان من رجال بن سلمان إلى أن أهانوه وضربوه ووصموه بالجبان الرعديد.
أخيرا وتحت ضغط شديد ومهين وتهديد وصل حد تلويح السلاح من قبل رجال بن سلمان، قبل سعد الحريري بالمهمة وكانت أولى خطواتها قراءة استقالة من منصبه على الهواء مباشرة في الرابع من نوفمبر من الرياض، تم صياغتها مسبقا من مقبل مكتب بن سلمان.
لقد فهم الحريري أنه مجرد كبش فداء لإرضاء سيد البيت الأبيض، وليس له أهمية أكثر من ذلك. لقد كبلوا سواعد الحريري الناعمتين بالقيود الحديدية ورموه بادئ الأمر في غرفة قذرة، ثم نزعوا عنه القيود وسجنوه في غرفة فندق فارهة وجردوه من تلفونه الخلوي وحراسه، حتى تأكد بن سلمان أن الرجل الناعم سعد الحريري سيمضي قدما لتنفيذ المهمة.
لقد حاول رجال بن سلمان إقناع الحريري أن المهمة تهدف بشكل رئيس إلى تقليص نفوذ إيران في المنطقة وفقط. لكن الحريري يبدو أنه استوعب أبعاد الخطة التي ولا شك ستجره وأسرته حتما إلى مصير بطعم الموت الشنيع.
لقد كلفوا الحريري بمهمة هي شبيهة بمهمة لرئيس اليمن الأسبق صالح، فكان صالح صالحاَ لإطاعة الأمر واستعد لشهور عديدة لتصعيد التوتر إلى نقطة تنفيذ المهمة. وأخيرا أعلن صالح على الهواء مباشرة الحرب الأهلية والانقلاب على حلفائه أنصار الله الحوثيين في الثاني من ديسمبر، وتحرك فورا الإسناد السياسي والإعلامية واللوجستي والإعلامي والغطاء العسكري الجوي لطائرات قوات التحالف بقيادة السعودية والإمارات.
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فشل صالح ولقي مصرعه فورا على حين غفله من قادته في التحالف الأميركي-السعودي-الإماراتي رغم كل الدعم والمساندة، وذلك بعد يومين فقط من إعلانه الحرب والانقلاب على حلفائه أنصار الله الذين أفشلوا الخطة بالتركيز على الرأس المحلي.
عودة إلى سعد الحريري، لقد كانت الخطة محبكة جيدا، وكان بن سلمان على يقين أن فتيل الحرب الطائفية الأهلية بين حزب الله ومعسكر الحريري السني في لبنان سيشتعل لا محالة، بل وسيشعل المنطقة بأكملها. لكن انتشار اخبار ممارسة الضغط على الحريري وإهانته من قبل رجال بن سلمان في الرياض أثارت ردة فعل عنيفة من شعب ومسؤولي وأحزاب لبنان والحكومات الغربية الذين جميعهم ضغطوا على السعودية للسماح بعودة الحريري إلى منزله سالماَ بعد اعلان الاستقالة. وكانت المفاجأة المحبطة لبن سلمان، حيث سحب الحريري استقالته فور وصوله بيروت.
ووفقا للديلي ميل، فقد كان التحرك الدبلوماسي السريع لفرنسا والولايات المتحدة ومصر الفضل في إطلاق سراح الحريري من السعودية وعودته إلى لبنان. ولكن منذ متى كان لرئيس مصر عبدالفتاح السيسي أي كلمة وهو الذي عينه ودعمه السعوديون والأميركيون على حد سواء.
الحريري الذي يحمل الجنسية اللبنانية والسعودية معا لكونه ولد في السعودية، ورث عن أباه أموالاَ طائلة وشركات ومؤسسات اقتصادية في السعودية وهو لا يزال يديرها من بيروت. وسعدٌ كأبيه، هو رجل السعودية الأول وحليفها السني الموثوق به في لبنان لمواجهة حزب الله ومنافسة إيران في بسط النفوذ على بلاد الأرز.
ووفقا لمسؤولين في البيت الأبيض، فقد أبرق بن سلمان مرارا وتكرارا لترمب مفصحاَ عن مدى إحباطه الشديد بفشل الحريري في تنفيذ المهمة. لكن يظل الحريري رجل السعودية والمهمة سيتم تنفيذها في الوقت المناسب.
فإشعال حرب طائفية في المنطقة لإهلاك العرب وإعادة رسم الخارطة هو خط استراتيجي قائم يضمن قيام إمبراطورية عظمى عاصمتها أورشليم.