الدولار يتهاوى أمام الريال اليمني.. من المستفيد ومن الضحايا ؟
تحقيق خاص: وكالة الصحافة اليمنية// في اليمن فقط، كبار التجار والصرافين هم المستفيدين من ارتفاع أسعار الصرف أو من انخفاضها، أما المواطن فيتم تخديره بإعلانات عن تخفيضات في أسعار السلع والمواد الغذائية، وفي الواقع لا تزيد نسبة التخفيضات عن 3%. تلك النسبة لا تتناسب أبداً مع التراجع المتسارع في أسعار الصرف، وهي أقل بكثير جداً […]
تحقيق خاص: وكالة الصحافة اليمنية//
في اليمن فقط، كبار التجار والصرافين هم المستفيدين من ارتفاع أسعار الصرف أو من انخفاضها، أما المواطن فيتم تخديره بإعلانات عن تخفيضات في أسعار السلع والمواد الغذائية، وفي الواقع لا تزيد نسبة التخفيضات عن 3%.
تلك النسبة لا تتناسب أبداً مع التراجع المتسارع في أسعار الصرف، وهي أقل بكثير جداً مما ينبغي أن تكون عليه غير أن المسألة تحتاج إلى تدخل السلطات في البلاد ووضع تسعيرات جديدة تسير بصورة موازية مع التراجع الحاصل في أسعار الصرف.
يبدو الأمر مريب ومقلق، ويوم أمس الأربعاء كانت اللجنة الاقتصادية العليا في العاصمة صنعاء قد وضعت الرأي العام المحلي وحتى الدولي أمام حقيقة ما يجري من انخفاض للعملة وجملة قضايا اقتصادية شائكة بشفافية عالية وكشفت الكثير من الحقائق، التي سنتطرق إليها في سياق التحقيق التالي بالإضافة إلى فتح اسئلة كبيرة ستقوم وكالة الصحافة اليمنية بمتابعتها والإجابة عنها في سلسلة تحقيقات مقبلة.
المستفيدون دائماً
وقال المحاسب في إحدى الشركات التجارية الكبيرة إيهاب عبدالله أن الانخفاض المتسارع في سعر صرف الدولار أمام الريال اليمني سيستفيد منه التجار الكبار وفي الفترات المقبلة قد يكون المواطن هو أكبر المتضررين.
إيهاب شدد على ضرورة وجود رقابة وفق آلية معينة تقوم بها الدولة لضبط السوق والأسعار وكذلك التجار.
ولفت إيهاب إلى أن التجار يقومون بسحب الدولار فيما الأسعار تنخفض بصورة بطيئة جداً تمكن أولئك التجار من التخلص من بضائعهم القديمة وعندما سينزلون بضائعهم الجديدة للأسواق سيعود الدولار إلى الأرتفاع بصورة مفاجئة وسريعة، وسيبيع التجار بضائعهم بأسعار كبيرة تتناسب مع الزيادة والارتفاع في سعر الصرف وليس بذات القيمة التي كان موجودة وتم تقدير قيمة السلع وفقاً لها.
وجهات نظر مختلفة
ناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي في معرض تعليقهم على الانخفاض المتسارع في أسعار الصرف قالوا ” ما يحصل لا يمكن تسميته توصيفه باقتصاد سوق”.. الناشطون عبروا عن مخاوفهم من هذا التسارع في انخفاض اسعار النقد مؤكدين أنه أمراً غير مطمئن إطلاقاً.
وذهب بعضهم إلى القول بأن ثمة صرافين وتجار كبار تركوا المواطن يقوم بصرف العملة التي بحوزته وكان يدخرها للزمن لكنهم الآن كانوا هم أكثر المتضررين.
وقال الصحفي عبدالرحمن بجاش على صفحته في الفيس بوك:” لماذا أسعاركم ما تزال مرتفعة في حين أن سعر الدولار تراجع أمام الريال..ومارأيك في إغلاق بعض المحال والمولات؟..قال الأمر ببساطة أنني كتاجر اشتريت سلعتي والدولار مرتفع جداً كيف تريدني أبيع بضاعتي حسب سعر الدولار هذه اللحظة؟!.
كيف يعوض الصيارفة خسائرهم؟
ويتساءل الكثيرين ، كيف يعوض الصيارفة خسائرهم؟..يقول أحدهم:” في صباح اليوم الخميس وقفت أمام محل أحدهم كان يشتري السعودي 125، ولم أشاهد أي شخص اشترى منه سعودي..وبعد ساعة اشترى من 115 ولم يبع ريالاً واحداً من السعودي التي اشتراهاثم 110وكان الحال نفس الحال يشتري ولا أحد يشتري منه، ووصل الصرف إلى ثمانين وهو يشتري ولا يجد أحداً يبيع له”.
وأضاف:” يفترض أن يفلس ويغلق المحل، لا أن يستمر في الشراء بلا بيع..!..من يدفع لهم فوارق الصرف وما يتكبدونه من خسائر..وكيف يستمروا في العمل رغم أن خسائرهم تبدو كبيرة؟!.
تحسن طبيعي وعوامل مساعدة
وكشف مصطفى نصر رئيس مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي عن أسباب تحسن الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، وقال :”إنه من الطبيعي أن يستمر هذا التحسن في سعر الريال اليمني مقابل الدولار والعملات الصعبة طالما وأن البنك المركزي في عدن مستمر في تمويل استيراد السلع الأساسية وتغطية احتياجات التجار من الدولار”.
وأكد أن من أسباب التحسن سحب الريال من السوق من خلال بيع السندات والصكوك حيث تم بيع شراء مائة مليار ريال خلال الفترة الماضية ويتعزم البنك شراء كمية أخرى من الريال مقابل فائدة مرتفعة.
وذكر أن التوقف عن طباعة مزيد من العملة المحلية وطرح كميات كبيرة من النقود المحلية في السوق ساعد في تحسن سعر صرف الريال.
وأشار إلى أن ضبط العملة المحلية المسلمة لبعض الجهات الحكومية بالريال اليمني كمرتبات وغيره، مثلت احد أدوات المضاربة بالعملة في السوق.
لافتاً إلى أن كل تلك العوامل ساهمت في تحسن الريال بالإضافة الى العامل السياسي المتمثل في التوجه الذي يبدو جادا لدعم حكومة معين عبدالملك من قبل الإمارات والسعودية.
وتوقع نصر أن هذا التحسن سيبقى مؤقتا وغير قابل للديمومة ما لم يتم إيجاد مصادر مستدامة لتمويل احتياجات البلد من العملة الصعبة.
رسائل تطمين وتحذير
في العاصمة صنعاء أكدت اللجنة الاقتصادية العليا أنه يمكن العودة بسعر صرف الدولار إلى 300 ريال مقابل الدولار الواحد في حال توقف العدوان واسترجاع عوائد النفط والغاز لصالح الشعب، أوضح عضو اللجنة الدكتور رشيد عبود أبولحوم، جملة من الأسباب التي أدت للانخفاض الحاصل لسعر صرف الدولار مقابل الريال اليمني، كاشفا عن كواليس المفاوضات التي تمت بهذا الشأن مع مكتب المبعوث الأممي بصنعاء.