” أبو العباس ” يشن حرباً عاشرة على “الإصلاح” .. انتقم “لجامل ” بقتل قائد حراسة “سرحان” وأعدم أحد جنوده.. وقطع خطوط الامداد عن اللواء 22 لانتزاع مواقع عسكرية هامة
تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية
تتكبد “تعز ” معاناة مستمرة منذ عامين ونصف ، أطرافها مليشيات لعملاء ،وإرهابيين بأعداد كبيرة حولوا المدينة إلى ساحة دامية لتصفية الحسابات فيما بينهم ، مخلفين وراءهم قتلى وجرحى ودمار ..ورعب بحجم “تعز”.
ومنذ يومين تشهد عدد من أحياء ” تعز ” الواقعة تحت سيطرة المليشيات المدعومة من “الإمارات” و “السعودية” اشتباكات عنيفة بين مليشيات أبو العباس وحلفائه المدعومين من “أبوظبي”، وبين مليشيات “الإصلاح” المدعومة من الرياض والرئيس الفار عبدربه منصور هادي ، علي خلفية محاولة سيطرة طرفا الصراع هناك على مساحات أكبر ومواقع مهمة عسكرياً .
وقال مراسل وكالة الصحافة اليمنية في تعز أنه وفي تمام الساعة الواحدة ظهر أمس الأربعاء بدأت اشتباكات قوية بين مسلحو ابو العباس ومسلحو الاصلاح الذين يصفون أنفسهم بالجيش الوطني كونهم يتبعون لقيادة اللواء 22 ميكا ، أدت الاشتباكات إلى مقتل بدر القيسي ، قائد حراسة العميد صادق سرحان واختطاف جندي تابع للواء 22ميكا وقتله مغرب أمس أسفل إدارة أمن تعز ورموا جثته أمام مبنى المطافئ مدخل حارة سوق الصميل الذي تسيطر عليه “القاعدة”.
ونقل مراسل وكالة الصحافة اليمنية في تعز عن مصدر من المنتسبين للواء 22 ميكا أن مليشيات أبو العباس قامت بمهاجمة نقطة للقطاع الأول على خط المستشفى العسكري –الجحملية وأصابت أحد أفراد النقطة ،ثم اتبعت ذلك بإطلاق نار بالرشاشات إلى موقع القطاع الثاني من مواقع المليشيات في حي بازرعة مسنودين بمدرعة تابعة لبشير دبوان من كتائب أبو العباس التي حصلوا عليها من “التحالف”.
مؤكداً أن ذلك الهجوم يحمل رقم 10و صاحبه اختطافات وقطع للطرق بغرض قطع طريق الإمدادات إلى المواقع في مناطق صالة و ثعبات والعسكري وحصن المكلكل.
واعتبر المصدر أن ماحصل يأتي ضمن هاجس الانتقام المسيطر على عقول الجماعات المتطرفة منذ أن تلقت صفعة جراء محاولتها التمركز في مواقع اللواء 22 ميكا ( القطاع السادس ) في جبل صبر وذلك بدعم من كتائب أبو العباس وغطاء من حليف تلك التنظيمات الشيخ عارف جامل.
مضيفاً: ” من أجل ذلك الهدف اتخذت تلك المليشيات قرارها بضرورة فصل القطاعين الأول والسادس عن القطاع الرئيسي للاستفراد بهما بعد قطع الإمداد عنهما…ولذلك قاموا بالدفع بالمجاميع المسلحة إلى مربع حي بازرعة الواقع على الطريق الرابط بين قطاع المحافظة وقطاع ثعبات وذلك بالتعاون مع بشير دبوان أحد القيادات الميدانية في مليشيات أبو العباس “.
لافتاً إلى أن تلك المجاميع ستكون مهمتها السيطرة على أحد خطوط الإمداد للقطاع السادس وقطاع ثعبات بالتزامن مع بداية الهجوم على نقطة الدمغة بعد إغلاق مربع بازرعة بالكامل لصالح التنظيمات الإرهابية.
ويبدو أن الاشتباكات المتواصلة منذ يوم أمس الاربعاء وحتى اليوم تأتي في إطار الصراع المسلح الذي أرادته قيادة التحالف في مدينة تعز لفرض سيطرتها التامة هناك عبر مليشياتها المدعومة منها وعلى رأسها مليشيات أبو العباس والشيخ عارف جامل وتنظيمي القاعدة وداعش .
ويدرك “الإصلاح ” خطر سيطرة خصومهم المدعومين من “الإمارات ” بشكل علني ، على مواقع هامة في تعز خاصة المواقع العسكرية في جبل العروس وصالة وثعبات ووسط المدينة ، ولذلك فإن مليشيات الاصلاح تستميت في سبيل الحفاظ على تلك المواقع ..
ويشهد الصراع المسلح بين أطراف المليشيات المدعومة من “دول التحالف ” أعمالاً انتقامية ، كان آخرها يوم الخميس الاسبوع الفائت حيث تعرض عارف جامل لمحاولة اغتيال وإصابة مرافقه الشخصي بجروح خطيرة ، على خلفية نزاع بين جامل و اللواء 22 ميكا الذي يقوده صادق سرحان المعين من دول التحالف، والذي شكل مؤخرا من مليشيات الاصلاح ، على النقاط المنتشرة في جبل صبر ، وقد اتهمت مليشيات الإصلاح جامل بمحاولة السيطرة على تلك النقاط و استبدال أفرادهابمباركة من دول التحالف التي قصفت طائراتهم الشهر الماضي المؤخرة العسكرية للواء 22 ميكا في منطقة العروس قمة جبل صبر .
وفي ظرف اسبوع انتقمت مليشيات أبو العباس وجامل من مليشيات الاصلاح ممثلة بعناصر اللواء 22 ميكا وقتلت الضابط بدر القيسي قائد الحراسة الشخصية لصادق سرحان واختطفت آخر ، وجد مقتولاً أسفل أدارة أمن المحافظة عند مدخل سوق الصميل الذي تسيطر عليه “القاعدة” و “داعش”.
صراع الانتقامات والسيطرة الدامي المستمر منذ عامين، يبدو الآن أنه في طريقه إلى مرحلة جديدة من حرب المليشيات التي استنزفت وقتلت أبناء تعز في المناطق الواقعة تحت سيطرة ما يسمى بالشرعية ، تلك الشرعية لا تملك حتى حق دخول عدن أو تعز وحين تتدخل فكل ما تعمله مضاعفة معاناة “تعز ” وناسها.
ويبدي السكان قلقهم ومخاوفهم الكبيرة في مناطق الصراع من معارك أشد عنفاً عن سابقاتها ، بين مليشيات الاصلاح وحلفائهم ، ومليشيات أبو العباس السلفية ومن معها من ناصريين ومؤتمريين ..وبينهم تنظيمات القاعدة وداعش التي تقاتل بتوجيهات سعودية – اماراتية، مع الجميع وضد الجميع وتتربص بالجميع متحينة الفرصة السانحة لفرض نطاق سيطرتها على كامل المدينة خاصة بعد سيطرتها على أجزاء ومناطق كثيرة في قلب “تعز”.