كشف مسؤول تركي بارز، أن الإمارات دعمت محاولة انقلاب ضد الرئيس «عمر البشير» في السودان قبل أشهر، متهما أبوظبي بالتسبب في دعم انقلابات العالم العربي ضد الثورات الشعبية، وسفك دماء العالم العربي.
وفي تصريحات لصحيفة «الشرق» القطرية، قال رئيس لجنة العلاقات التركية القطرية في البرلمان التركي «ياسين أقطاي»، إن الإمارات سعت قبل أشهر إلى جر السودان إلى حالة من الفوضى (دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل).
كما اتهم الإمارات بأن لها دورا فيما تشهده أنقرة عن طريق تنظيمي «كولن» و«بي كا كا».
دعم الانقلابات
ولفت «أقطاي» إلى أن «للإمارات نصيب من كل قطرة دماء بريئة سفكت على كل بقعة من بقاع العالم الإسلامي في السنوات القليلة الماضية»، مضيفا أنها «حرضت على تنفيذ الانقلاب العسكري في مصر، ضد أول رئيس منتخب في انتخابات حرة ونزيهة، بل وساهمت في تنظيم شؤون الانقلاب وتمويله لتمهد الطريق أمام سفك دماء المظلومين من أفراد الشعب المصري».
وأشار إلى أن «أبوظبي لم تكتف بما فعلته في مصر، بل أرسلت خليفة حفتر إلى ليبيا ومولته لتؤجج الفوضى والحرب الأهلية، بالتعاون مع الجارة مصر، بعدما كانت ليبيا قد تخلصت من الاستبداد لصالح إرادتها الحرة، وبدأت مرحلة من الحوار والتوافق الوطني».
وأضاف: «كما واصلت مخططها التخريبي بأن اتجهت إلى اليمن، لتقلب ثورتها الشعبية رأساً على عقب، وتجرها إلى حرب أهلية ذات طريق مسدود».
وتابع «أقطاي» وهو مستشار الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» لشؤون الشرق الأوسط ونائب رئيس حزب «العدالة والتنمية» التركي الحاكم: «إذا كان هناك ثمة قلاقل في تونس، فإن للإمارات حتماً إصبع فيها، كما كانت هناك محاولة إثارة للفوضى في المغرب».
وأشار إلى أنه عندما تقصى المختصون وجدوا للإمارات دورا في ذلك، مضيفاً: «لقد كُشف النقاب عن تنظيم المؤامرات والتدخل في شؤون البلاد، لدرجة أن اسم الإمارات تحول بين المواطنين العرب إلى اسم المؤامرات».
وأوضح أن «الإمارات تحاول التخلص من تاريخها وتعذيب ضميرها والجرائم والخيانات التي ارتكبتها قبل قرن من الزمان، ولهذا فهي تهاجم تركيا بشكل أشرس من أمريكا و(إسرائيل)، ودون حتى أن تشعر بحاجة لستر هويتها».
وأشار إلى أن أهم ما يقلق حكام الإمارات ويسيطر على أذهانهم هو خوفهم من الحساب على تلك الجرائم التي ارتكبوها عاجلا أو آجلا.
وأضاف: «للهروب من ذلك، يزيد عدوانهم وهجومهم بتصرفات مستكبرة، وينعتون المسلمين بصفات الإرهاب، فهم يعرفونهم جيداً، وفي الواقع فإن الجرائم التي ارتكبوها ضد المسلمين ستسلبهم عقولهم».
وأوضح أن «هذه المخاوف التي ظهرت على السطح اليوم في صورة الإسلاموفوبيا، هي ذاتها شبح الأطفال المسلمين المظلومين الذين يعتقد أنهم قتلوا بوحشية قبل مائة عام، علماً بأن هذا الشبح يذكرنا بجميع الجرائم التي ارتكبت ضد الإسلام».
«فخر الدين باشا»
ووصف الهجوم الذي شنته الإمارات على القائد «فخر الدين باشا» بـ«الجيد»، وقال: «من الجيد أن يذكروا فخر الدين باشا بهذه الطريقة؛ إذ أتيحت للشعوب فرصة التعرف عن قرب على جريمة متستر عليها وضحيتها فخر الدين باشا ومهمته، كما أنهم أدركوا جيدا الدور الذي تلعبه اليوم الإمارات بصفتها وريث من خانوا ذلك القائد العثماني».
وأوضح أن «التاريخ فرع معرفي ذو وجهان، فتارة نقرأ الماضي في ضوء الحاضر، وتارة أخرى يرسل الماضي أشباحه إلى الحاضر».
وتساءل «أقطاي»: «لماذا يلعب هذا البلد، دور حصان طروادة للمخطط الصهيوني في العالم الإسلامي؟»، مضيفا: «لقد أصبحنا نفكر في سبب هذا الجهد الذي تبذله الإمارات للعدوان على الإسلام، فمن أين سُلط الخوف من الإسلام، أكثر من أمريكا و(إسرائيل)، على الأسرة الحاكمة لدولة يحمل معظم أفرادها اسم نبي هذا الدين؟».
وأوضح أن «مشاركة حساب وزير الخارجية الإماراتي على تويتر، بموافقة شخصية منه، تغريدة عن القائد العثماني فخر الدين باشا، كانت أكثر التفسيرات المنطقية لتلك المخاوف التي ذكرتها آنفا».
وتابع: «كلما علا صوت أردوغان الجهور أكثر ليكون أملا للشعوب المظلومة في العالم الإسلامي، تتردد في آذان أبناء الإمارات عبارة (إنه صوت فخر الدين باشا الذي عاد لينتقم من خيانتكم للأتراك وسائر شعوب وبلاد المسلمين)، وكلما علا الصوت زاد الضيق، ولهذا يهاجمون تركيا وشخص أردوغان»، لافتا إلى أنهم «يتصورون بذلك أنهم يطلقون النار في خوف وقلة حيلة على شبح فخر الدين باشا».
وقبل أيام، نشبت أزمة دبلوماسية بين الإمارات وتركيا، على خلفية قيام وزير الخارجية الإماراتي «عبدالله بن زايد»، بإعادة تغريدة تتضمن إساءة للقائد العثماني الراحل «فخرالدين باشا»، وهو ما رد عليه مسؤولون أتراك على رأسهم الرئيس «رجب طيب أردوغان».
ووجه «أردوغان»، رسالة للوزير الإماراتي، قائلا: «حين كان جدنا فخرالدين باشا يدافع عن المدينة المنورة، أين كان جدك أنت أيها البائس الذي يقذفنا بالبهتان؟».
واستدعت وزارة الخارجية التركية، القائمة بالأعمال الإماراتي بأنقرة؛ احتجاجا على موقف «بن زايد»، وأبلغتها استياءها من نشر وزير خارجية بلادها تغريدة مسيئة لـ«فخرالدين باشا».
و«فخري باشا» أو «فخرالدين باشا»، هو آخر قائد عثماني حكم المدينة المنورة، ورفض تسليمها للإنجليز في أعقاب معاهدة «موندروس» التي استسلمت الدولة العثمانية بموجبها لقوات الحلفاء في الحجاز، وكان له مقولة مأثورة قال فيها: «لن نستسلم أبدا ولن نسلم مدينة الرسول لا للإنجليز ولا لحلفائهم».