متابعات خاصة (وكالة الصحافة اليمنية)
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” يوم امس مقالا للصحافي المخضرم وكاتب العمود يوجين روبنسون، يقول فيه إن هناك الكثير من الأخبار القانونية السيئة للرئيس دونالد ترامب هذا الأسبوع، مستدركا بأن الأسوأ قد يأتي من مسؤولة لم تؤد القسم القانوني بعد.
وينقل الكاتب عن ليتيشيا جيمس، التي ستتسلم منصب المدعي العام لنيويورك الشهر القادم، قولها لشبكة “ان بي سي”، بأنها تخطط “لاستخدام كل مساحة متاحة في القانون للتحقيق في صفقات ترامب التجارية وتلك التي تعود لعائلته أيضا”، وأضافت جيمس أنها تأمل أن تسعى لتوجيه اتهامات لأصدقاء ترامب، الذين قد يمنحهم الأخير عفوا عن جرائمهم الفيدرالية.
ويرى روبنسون أنه “ليس غريبا أن ترامب اعترف (بإغلاقه الحكومة) عندما زاره تشاك ونانسي (زعيما الحزب الديمقراطي في مجلسي الشيوخ والنواب تشاك تشومر ونانسي بيلوسي)”.
ويقول الكاتب في مقاله، إن “ترامب كان يمشي على حبل بهلواني، نسجه من الكذب طيلة حياته، وبدأ الآن يترنح، ولديه ثروة مضخمة، وقد اكتسب براعة في إدارة أعماله، واستطاع أن يقنع المؤيدين بأنه رجل أعمال محترم، ويقود إمبراطورية تجارة عقارات بشكل رائع، وفي بيان منمق له في 2015 حول ثروته، ادعى أن ماركته وحدها -الاسم ترامب فقط- كانت تصل إلى 3 مليارات دولار.
لا ندري كم أصبحت قيمتها الآن”.
ويؤكد روبنسون أن “ترامب لم يصل إلى أي شيء قريب من تجار ومطوري العقارات من الدرجة الأولى في نيويورك، ولم يكن مديرا لإمبراطورية تجارية ضخمة، بل شركة عائلية صغيرة يديرها هو وأبناؤه بشكل مباشر، وقد نظر إليه على أنه لا يعتمد عليه لذلك تجنب حيتان الأعمال الحقيقيين التعامل معه، وعندما حاول أن يكبر -مغامرا بكل ما لديه في بناء كازينو في مدينة أتلانتيك سيتي- فشل فشلا ذريعا، بالرغم من محاولات أبيه انقاذه، وترك المصرفيين الذين اخذ منهم القروض يتعاملون مع ذلك الفشل، ولذلك فليست هناك أي مؤسسة مالية مستعدة أن تقرض مؤسسة ترامب سنتا واحدا، وكانت براعة ترامب التي لا ينكرها أحد في أدائه التلفزيوني في برنامج (The Apprentice) هو الذي أنقذه من الدمار التام”.
ويشير الكاتب إلى أن “القانون بدأ يضغط عليه الآن من الجهات جميعها، فمستشاره السابق مايكل كوهين، حكم عليه يوم الأربعاء بالسجن لمدة ثلاث سنوات، وإحدى الجرائم التي اعترف كوهين بارتكابها هي خرق قوانين تمويل الحملات (الانتخابية) الفيدرالية بتنسيق دفع مبالغ مؤلفة من ستة أرقام لعارضة في مجلة (بلاي بوي) وممثلة أفلام إباحية في الأسابيع التي سبقت انتخابات 2016؛ لضمان سكوتهما حول لقاءات جنسية تقولان إنها تمت مع ترامب، وقال كوهين إنه فعل ذلك بتعليمات من ترامب”.
ويلفت روبنسون إلى أن “حلفاء ترامب المقربين يقولون إن كوهين كاذب معروف حول أمور أخرى، لكن أيضا يوم الأربعاء، اعترفت الشركة التي تملك (ناشيونال إنكويرر – شركة أميريكان ميديا إنكوربوريتد/ AMI)، التي يديرها صديق ترامب المقرب، ديفيد بيكر، بأنها أدت دورا كبيرا في التنسيق لدفع تلك الأموال التي دفعت للإسكات، والهدف بحسب الشركة هو مساعدة ترامب على كسب الانتخابات”.
وينوه الكاتب إلى أن ترامب رد بالتغريد قائلا: “لم أوجه مايكل كوهين لأن يخرق القانون”، لكن في الماضي، قال الرئيس إنه ليست هناك أي مبالغ دفعت لإسكات أحد، وبأنه إن كان هناك مثل هذه النقود فهو لا يعلم عنها، وأن تلك المبالغ التي وصل مجموعها إلى 280 ألف دولار، كانت “تعاملات تجارية بسيطة وخاصة”.
ويستدرك روبنسون بأن “الخلاصة هي أن هناك شاهدين مستقلين، كوهين و(AMI) يقولان إن رئيس الولايات المتحدة متورط بارتكاب جريمتين، وقضية تمويل الحملة سيتعامل معها محامو الادعاء الفيدراليون في المنطقة الجنوبية من نيويورك، وفي واشنطن في الوقت ذاته ينشغل المحقق الخاص روبرت مولر الثالث أيضا”.
ويقول الكاتب: “كما علمنا هذا الأسبوع أيضا بأن مستشار ترامب للأمن القومي مايكل فلين، الذي لم يدم طويلا في منصبه، التقى بفريق مولر 19 مرة ليخبره عما يعلم، كما علمنا أيضا أن كوهين تعاون بشكل جيد مع تحقيق مولر، وهذا يعني أن هناك شخصين على الأقل كانا في مواقع ليعرفا إن كان هناك تآمر مع الروس يخبران بما لديهما من معلومات”.
ويجد روبنسون أن “ما قد يشكل خطرا أكبر على ترامب وعائلته على المدى الطويل، هو ما قد يكتشفه تحقيق ولاية نيويورك، فكم من دخل مؤسسة ترامب جاء من بيع العقارات الفاخرة لأثرياء الحكم الروسي وغيرهم من حكومات اللصوص؟ ومن أين جاءت أموال المشترين؟ ولماذا يبقى (دوتش بانك)، الذي داهمته السلطات الألمانية مؤخرا ويخضع للتحقيق بتهم غسيل أموال، هو البنك الوحيد الذي لديه استعداد ليقرض ترامب في السنوات الأخيرة؟ ومن أين حصلت شركة ترامب على مبالغ كبيرة من الأموال النقدية واستخدمتها في عدة صفقات كشفها مراسلو (واشنطن بوست)؟ وكم كان هناك من الخلط في الأموال بين شركة ترامب والمؤسسة المسماة باسمه؟”.
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن “محاسب ترامب لفترة طويلة ألين ويزلبيرغ، بدأ بالكشف عن بعض الأدلة، وقد يكون هو الدليل الذي يقود محامي الادعاء على المستوى الفيدرالي والولاية والمحلي خلال متاهة الشركات الشكلية والمعاملات الغامضة، فتكون معالم مصير ترامب قد بدأت بالتكشف”.