وكالة الصحافة اليمنية:
رأت مصادر اسرائيلية رفيعة، أن رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو وقع في ورطة حقيقيّة بعد أن تحقق أمران كان يخشى منهما على أرض الواقع: الأوّل، الوضع الأمني في الضفّة الغربيّة وفي قطاع غزة والثاني، موجة احتجاجات للمستوطنين اندلعت في فلسطين المحتلة.
اقرت صحيفة معاريف الاسرائيلية أن عمليات المقاومة الفلسطينية مستمرة في مدن الضفة الغربية، وتوجد احتمالية لخطف جنود إسرائيليين، فدوافع العمل لدى حركة حماس وغيرها من الفلسطينيين مرتفعة.
وقال المعلق العسكري للقناة العاشرة الإسرائيلية تسيفي يحزقيلي، في حوار مع الصحيفة، أن “هناك مجموعات مسلحة بالضفة الغربية، مشيرا إلى أن دوافع العمل لديهم مرتفعة، ولديهم العتاد اللازم، فضلا عن وجود رغبة وقوة ومحفزات للقيام بمثل هذه العمليات”.
وأفادت الصحيفة بأن “حماس لديها قناعة بأن “إسرائيل” تمر بمرحلة ضعيفة، في الوقت الراهن، وتحديدا بعد أن وافقت على اتفاق التهدئة معها في قطاع غزة، ولذلك ستدفع حماس بكل قوتها نحو تنفيذ عمليات في الضفة الغربية”.
وقال المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية عاموس هارئيل: “من المتوقع أن تضاعف حماس من محاولاتها تنفيذ عمليات جديدة بالضفة الغربية”.
وأشار إلى أن الأشهر الأخيرة سجّلت تزايدا في العمليات الأمنية بالضفة الغربية، بدءًا بعمليات الدهس مرورًا بعمليات طعن وانتهاء بعمليات إطلاق النار.
ونبّه إلى أن “هذه العمليات في تزايد مستمر، وأن قوات الأمن الإسرائيلية غير قادرة على مواجهتها، بل وتزيد من الصعوبات أمام قوات الأمن في الحفاظ على حالة الاستقرار الأمني بالضفة”.
ورأى أن منفذي العمليات بدأوا يحصلون على الدعم والمساندة من محيطهم، في أعقاب تنفيذ العملية، مثلما حدث لمنفذ عملية بركان، متابعا “لكن الخطورة الكبيرة في الضفة الغربية الآن هي حركة حماس”.
وأضاف “حماس ستواصل محاولاتها تنفيذ العمليات بالضفة الغربية”، منبّهًا إلى أن “شاباك” كشف مؤخرًا عن اعتقال العديد من الخلايا التابعة للحركة، والتي خططت لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية بالخليل، وفق قوله.
وقال المحلل السياسي الفلسطيني البارز عبدالباري عطوان ان ما نشهده حاليا في الضفة الغربية هو ثورةٌ انتقاميةٌ على مسلسل طويل من الإهانات على أيدي الاحتلال وقواته، ورد قوي معبر على كل الذين أسقطوا الشعب الفلسطيني من حساباتهم وتجاوزوه وصادقوا الاحتلال واعتبروه حليفا وحاميا.
واضاف ان أهل الضفة الغربية الشجعان لا يثورون على الظلم الإسرائيلي فقط، وإنما على سلطة تدعي أنها تتحدث باسْم الفلسطينيين جميعا، وترد على الإهانات الإسرائيلية، وآخرها اقتحام وكالة أنبائها (وفا)، ومحاصرة وزارة ماليتها، بالمزيد من التنسيق الأمني، والتعاون مع الاحتلال وأجْهزته.
وصرح ان القاسم المشترك في جميع عمليات المقاومة الأخيرة، سواء كانت دهْسا أو طعْنا أو إطلاق نار حي، أنها تستهدف مستوطنين وجنودا إسرائيليين يوفرون لهم الحماية، وتوجه رسالة قوية لهؤلاء وقادتهم، بأنه غير مرحب بهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة ووجودهم غير شرعي وعليهم الرحيل، وفي أسرع وقت ممْكن إذا كانوا يريدون الحفاظ على أرواحهم.
وتابع ان المقاومة الفلسطينية لم تذهب حتى تعود، وإن عادت فإن عودتها دائما قوية ومؤثرة، تزلزل أسس الاحتلال وتجعل وجوده واستمراره مكْلفا وباهظ الثمن، ولن تخيفها تهديدات نتنياهو بالمزيد من المستوطنات، لأنها تثق بأنها ستعود إلى شعبها كاملة في المستقبل القريب.
واكد ان حقائق كثيرة حجبتها الغطرسة الإسرائيلية، والدعم الأمريكي المفتوح، وأبرزها أن الشعب الفلسطيني لن يسْتسلم، وقادرٌ على قلب الطاولة على محتليه، وتغيير المعادلات كلها، ليس في فلسطين المحتلة فقط، وإنما في المنطقة العربية، مدعوما بالشعوب الإسلامية العربية الشريفة.
وكان نتنياهو بصفته وزيرًا للجيش، أقر الجمعة، “سلسلة عقوبات” ضدّ الفلسطينيين ردًا على الهجمات الأخيرة. وذكرت (هآرتس) الاسرائيلية أنّ ذلك جاء في أعقاب تقييمٍ أمنيٍّ أجراه نتنياهو بحضور شخصياتٍ أمنيّةٍ وعسكريّةٍ كبيرةٍ من بينها رئيس الأركان غادي آيزنكوت.
وبحسب القناة الاسرائيلية العاشرة، فإنّه تقرر هدم منازل منفذي العمليات خلال 48 ساعة، وسحب تصاريح أفراد عائلاتهم وأقاربهم. كما قرر اعتقال نشطاء حماس في الضفة وشرقي القدس ونقلهم للاعتقال الإداري، والعمل على زيادة الحواجز والقوات الأمنية في الضفة الغربية، واستمرار فرض الحصار على رام الله والبيرة. وتابعت المصادر عينها قائلةً إنّ نتنياهو قرر أيضًا تعزيز عمليات البناء في المستعمرات ومنها مستعمرة عوفرا والعمل على تنظيمها، إلى جانب تنظيم توسعة عوفرا وتنظيم البؤر الاستيطانية في الضفة.
واقر جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”، أنّ هناك ارتفاعًا في عدد الهجمات منذ شهر آب (أغسطس) الماضي. ووفقا للجهاز، كما نقلت عنه القناة الاسرائيلية الثانية، فإنّ الهجمات تزداد من شهر إلى آخر منذ شهر أغسطس، مبينًا أنّ 64 هجومًا منهم حوادث إلقاء حجارة خطيرة نفذت في ذلك الشهر، قبل أنْ ترتفع في شهر أيلول (سبتمبر) إلى 70.
ولفت إلى أنّه في تشرين أول (أكتوبر) قفز عدد الهجمات إلى 95 إحداها عملية إطلاق النار في مستعمرة بركان الصناعية التي قتل فيها مستوطنان اثنان. وبيّن أنّه في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ارتفع عدد الهجمات إلى 114 هجومًا، منها 89 حادثة زجاجات حارقة، و12 هجومًا بقنابل أنبوبية، و3 هجمات إطلاق نار، و5 هجمات متعمدة بطرق مختلفة، و4 عمليات طعن، وهجوم مسلح واحد.
ورأت مصادر سياسيّة في تل أبيب، وُصِفَت بأنّها رفيعة المُستوى، كما ذكر الموقع الالكترونيّ لصحيفة هآرتس رأت أنّ نتنياهو في ورطةً حقيقيّةٍ لأنّ الأمرين اللذين كان يخشى منهما قد تحققا على أرض الواقع: الأوّل، الوضع الأمني في الضفّة الغربيّة وفي قطاع غزّة، والثاني، موجة الاحتجاجات التي بدات هذا الأسبوع ضدّ رفع أسعار المأكل والمشرب والوقود وموادّ أخرى، على حدّ تعبيرها، فيما وصف المُحلّل السياسيّ الاسرائيلي بصحيفة (معاريف) بن كاسبيت، حالة نتنياهو بأنّها هستيريّة للغاية، وفق قوله.
وفي نفس السياق نظم مئات المستوطنين تظاهرة أمام منزل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الخميس، وذلك احتجاجًا على ارتفاع وتيرة العمليات الاستشهادية بالضفة الغربية المحتلة خلال الايام الاخيرة
وذكر موقع “ريشت كان” الاسرائيلي أن “المئات من المستوطنين تظاهروا أمام منزل نتنياهو ضد سياسة الحكومة والوضع الأمني المتوتر في الضفة.
اذا ان الكيان الاسرائيلي يعيش حاليا في حالة من الخوف والتخبط نتيجة للعمليات النوعية للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وفشله في مواجهتها الامر الذي يدل على تعزيز قوة المقاومة في الضفة بالرغم من التنسيق الامني بين السلطة الفلسطينية وكيان الاحتلال حيث من المتوقع بان نشهد مزيد من العمليات ضد الاهداف الاسرائيلية وفقا لتصريحات واحصائيات سلطات الاحتلال نفسها.