عكاظ السعودية تحرِّف مقالا لنيويورك تايمز لتجميل بن سلمان

الخليج//وكالة الصحافة اليمنية//
حرفت صحيفة “عكاظ” السعودية محتوى مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، السبت الماضي، للتغطية على وصف الكاتب “نيكولاس كريستوف” لولي عهد المملكة “محمد بن سلمان” بأنه قاتل ومجنون.

وتحت عنوان “صحفي أمريكي بعد زيارته للدرعية: “السعوديون مسرورون بولي العهد والتأييد الشعبي له حقيقي”، نشرت الصحيفة السعودية، الأحد، خبرا اجتزأ جزءا من المقال، أشار فيه “كريستوف” إلى أنه لمس تأييدا شعبيا لـ”بن سلمان”، وأنه شعر بالأمان لدى زيارته الرياض خلال عودته من اليمن مع مسؤولين سعوديين، برفقة بعثة تابعة للأمم المتحدة.

وتعمدت “عكاظ” تغييب باقي أجزاء المقال التي شن فيها الكاتب الأمريكي هجوما لاذعا ضد ولي العهد السعودي، ليبدو في سياق الخبر وكأنه يكيل المديح لـ”ابن سلمان”.

وعنون “كريستوف” مقاله بـ”لقد سألتُ الناس في السعودية عن رأيهم بولي العهد القاتل المجنون”، مبديا اندهاشه من حصوله على تأشيرة الدخول للسعودية بعد انتقاداته اللاذعة لـ”الأمير المجنون”.

وأشار الكاتب الأمريكي إلى أنه لاحظ أنّ أصدقاءه كانوا خائفين على سلامته في الرياض أكثر من خوفهم عليه في اليمن.

وأضاف أن لقاءاته مع العديد من السعوديين (بينهم مسؤولون) كشفت له حقيقة أن “ابن سلمان” نشر حالة من القهر باتت تسود السعودية حاليا، مؤكدا أنهم يقرون بمسؤولية “ابن سلمان” عن اغتيال الكاتب الصحفي “جمال خاشقجي”، لكنهم “يصرون على أن العلاقات السعودية الأمريكية أهم من حياة رجل واحد”.

وأكد “كريستوف” أن الحداثة لا تتعلق فقط باحتساء الكابتشينو واستخدام تطبيقات الهواتف الذكية، وإنما تتعلق أيضا بكرامة الإنسان وسيادة القانون، مشيرا إلى أن “ابن سلمان” جالب للتقدم الاجتماعي إلى بلاده لكنه طائش وقاهر ووحشي في الوقت ذاته.

كما أشاد المقال بتصويت أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع لصالح تحميل ولي العهد السعودي مسؤولية جريمة اغتيال “خاشقجي”، وبالأغلبية لصالح وقف الدعم الأمريكي للحرب التي يشنها السعوديون في اليمن، مشيرا إلى أن المسؤولين بالمملكة “مهتمون جدا بما جرى ويراقبونه عن كثب”.

واختتم الكاتب الأمريكي مقاله بالدعوة إلى المضي قدما في وقف بيع الأسلحة للسعودية إلى أن توقف حربها على اليمن، مشيرا إلى أن تلك الحرب حولت الأمريكيين إلى متواطئين في جريمة تجويع اليمنيين جماعيا.

يُذكر أنّ “كريستوف” من أبرز الصحفيين الذين ينتقدون الحرب على اليمن ويدعون لإيقافها، كما ينشر صور الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في اليمن، في محاولة منه لإيصال صورة الظلم الذي تعرضوا له.