العلاقات الإماراتية الإيرانية انعطاف جديد يقصم ظهر السعودية
وكالة الصحافة اليمنية:
على وقع الخلاف القائم بين قطر والدول الخليجية وفي اشارة جديدة على توتر العلاقات بين السعودية والامارات نشرت صحيفة الشرق القطرية نقلا عن موقع ويكيليكس وثائق تتعلق بالخارجية السعودية، أشارت إلى تخوفات الاخيرة من العلاقات الإيرانية الإماراتية المتينة والمتناغمة.
وكشفت الصحيفة النقاب عن برقيات سرية لوزارة الخارجية السعودية التي سربها موقع “ويكيليكس” عن كيفية إدارة الرياض لسياستها الخارجية وتوظيف الدين لخدمة السياسة وتوظيف الثروة لصالح النافذين من خلال الوثائق التي وردت في كتاب “البرقيات السرية لوزارة الخارجية السعودية” الذي أعده المؤلف سعود بن عبد الرحمن السبعاني. ويكشف الكتاب خفايا “صناعة القرار في السعودية وكيف تدار الدبلوماسية السعودية في الخارج.”
التعاون بين إيران والامارات يغيظ السعودية
وتشير التقارير التي نشرتها الصحيفة الى أن علاقة الامارات القوية والمتينة بايران بقيت محل تخوف من قبل السعودية، حيث قالت الصحيفة: “ترصد البرقيات اهتماما سعوديا بالغا بأي لقاءات ايرانية اماراتية وللأنشطة التجارية الايرانية في الامارات حيث ترصد البرقيات لقاءات بين الحين والآخر مبدية قلقها من تزايد العلاقات بين الجانبين واشارت الى وجود 8 الاف تاجر ايراني مسجلين رسميا في دبي وحدها من اصل حوالي 500 الف ايراني يقيمون بالامارات، وان ايران تعتبر دولة الامارات كشريان تجاري مهم لها في تحويل عائدات النفط الايراني عن طريق البنوك الاماراتية حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2011 نحو 5.32 مليار دولار”.
وأضافت قائلة: “تؤكد برقية السفارة السعودية في ابو ظبي ان الامارات تجد ان من مصلحتها المستقبلية عدم التفريط في علاقتها مع ايران كدولة جارة وكبيرة وشريك اقتصادي”.
الامارات تغرد خارج السرب
وتعتبر الصحيفة بحسب قولها أن الامارات غردت خارج سرب الدول الخليجية متمسكة بالعلاقات التي تربطها مع ايران حيث قالت: “وفي مطلع 2015، ورغم الخلاف السعودي الإيراني في أزمة النفط، كانت الإمارات تغرد خارج سرب الخليج؛ حيث وقعت أبوظبي وطهران مذكرة تفاهم مشتركة، تتضمن 17 بندا حول تسهيل تأشيرات الدخول والإقامة بين البلدين؛ بالإضافة إلى مواصلة التعاون القضائي في مجال مكافحة المخدرات.”
وأضافت: “على عكس معظم الدول الخليجية، رحبت الإمارات باتفاق جنيف الذي توصلت إليه إيران، مع الدول الكبرى في يوليو 2015، والذي بموجبه رفعت فيه العقوبات عن طهران. وحينها قال وزير الخارجية الإماراتي: أملنا أن يفتح ذلك الباب أمام انطلاق طاقات أكبر للتعاون بين إيران ودول العالم وفي مقدمتها دول الجوار”.
علاقات اقتصادية ضخمة بين البلدين
وفي سياق متصل تشير الصحيفة الى حجم العلاقات الاقتصادية التي تربط البلدين قائلة: “فيما يخص العلاقات الاقتصادية بين البلدين، تحرص الإمارات على الاستفادة من علاقتها الاقتصادية مع إيران، وتوظيفها للتبادل التجاري بين البلدين في تحقيق ازدهار اقتصادي، حتى باتت الإمارات أبرز الشركاء التجاريين لإيران ومن أهم وجهات الصادرات والواردات الإيرانية. وتستحوذ الإمارات على 80% من التبادلات التجارية بين إيران والدول الخليجية، فيما تعد طهران رابع شريك تجاري للإمارات، وفق أرقام رسمية.”
وأردفت الصحيفة: “حسب تصريحات إماراتية رسمية، فإن التجارة بين البلدين وصلت إلى أكثر من 23 مليار دولار العام الفائت. وظلت مبيعات إيران من المكثفات خلال سنوات العقوبات تحقق لها أكبر دخل بعد النفط الخام والمنتجات المكررة؛ حيث كانت دبي هي أكبر مشترٍ يليها مشترون من آسيا منهم الصين الحليف السياسي المهم لإيران. كما تُبدي الإمارات رغبة في رفع مستوى التعاون مع إيران في مجال الطيران المدني؛ حيث توجد 200 رحلة طيران أسبوعيًا بين البلدين، تلعب دورًا في تعزيز التبادل التجاري والتعاون بين مجتمع الأعمال، إضافة إلى الدور الكبير الذي تقوم به في المجال السياحي.”
ايران شريك استراتيجي لدولة الامارات
ومن العلاقات الاقتصادية يكمل التناغم المزدوج مساره الى العلاقات السياسية والإستراتيجية والعسكرية .. هذه العلاقات لخصها وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، بقوله: “إن إيران شريك استراتيجي لدولة الإمارات، ولا يقتصر الأمر معها على التجارة والعلاقات الاقتصادية فحسب، رغم أهميتها، بل يعود إلى روابط ثقافية وحضارية مشتركة.”
والخلاصة؛ تبقى العلاقات الاماراتية الايرانية شوكة في عين السعودية التي ضاقت ذرعا محاولة فهم طبيعة ومتانة هذه العلاقة التاريخية التي شكلت محور انعطاف قصم ظهر السعودية وضربت مخططاتها عرض الحائط.