وكالة الصحافة اليمنية:
أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ومقره رام الله، توجهات الفلسطينيين في عدد من القضايا التي شهدتها الأراضي الفلسطينية مؤخرا، خصوصا ما يتعلق بموجة التصعيد الإسرائيلي الأخير على غزة، وما أعقبه من دور قطري مؤثر في جهود التهدئة.
أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ومقره رام الله، توجهات الفلسطينيين في عدد من القضايا التي شهدتها الأراضي الفلسطينية مؤخرا، خصوصا ما يتعلق بموجة التصعيد الإسرائيلي الأخير على غزة، وما أعقبه من دور قطري مؤثر في جهود التهدئة.
وكشفت نتائج المسح التي أجريت على عينة بلغ عددها (1270) شخصا، في 127 موقعا جغرافيا بالضفة غزة، خلال الفترة من 12- 16 من كانون الأول/ديسمبر الجاري عن تراجع مكانة الرئيس محمود عباس في نظر الشارع الفلسطيني، مقابل تفوق لحركة حماس في عدد من المؤشرات.
وفي تفاصيل النتائج، أيد 64 بالمئة من الفلسطينيين استقالة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من منصبه، كما عبر 65 بالمئة عن عدم رضاهم على أدائه، وفي حال أجريت انتخابات رئاسية سيحصل عباس على 42 بالمئة، مقابل 49 بالمئة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
وتقاربت النتائج بين حركتي حماس وفتح في حال أجريت انتخابات برلمانية بحصول كل منهما على 34 بالمئة لحماس، و35 بالمئة لفتح، في حين كانت النسبة قبل ثلاثة أشهر 27 بالمئة لحماس، مقابل 36 لفتح.
كما يرى 53 بالمئة من الشارع الفلسطيني بأن “السلطة باتت تشكل عبئا عليهم”، في حين يعتقد 80 بالمئة من الفلسطينيين بـ”وجود فساد في مؤسسات السلطة الفلسطينية“.
وطالب 77 بالمئة من المستطلعة آراؤهم السلطة برفع الإجراءات المتخذة ضد غزة، في حين أيد بقائها ما نسبته 18 بالمئة ، كما دعم 47 بالمئة موقف عباس بشأن حل المجلس التشريعي مقابل معارضة 43 بالمئة لهذه الخطوة. ورفض 61 بالمئة من المستطلعة آراؤهم موقف عباس بمطالبة حماس بتسليم القطاع بشكل كامل، في جين أيده بموقفه 34 بالمئة.
وفيما يتعلق بالأوضاع في غزة، أظهر الاستطلاع أن 62 بالمئة يرون أن نتائج المواجهة الأخيرة بين المقاومة والاحتلال، هي بمثابة انتصار لحركة حماس، في حين يعتقد 31 بالمئة أن الانتصار كان لصالح الاحتلال، كما عارض 66 بالمئة موقف السلطة خلال هذه المواجهة مقابل تأييد 25 بالمئة.
وأيد 78 من الجمهور الفلسطيني للجهود القطرية في دعم قطاع الكهرباء والرواتب في غزة، مقابل معارضة 19 بالمئة، كما ينظر 73 بالمئة من الفلسطينيين إلى دور إيجابي لقطر في القضية الفلسطينية مقابل 25 بالمئة يرون دورها سلبيا.
وفي تعليقه على هذه النتائج أشار أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت، نشأت الأقطش، أن “مكانة السلطة وحركة فتح بالنسبة للفلسطينيين لم تعد كما كانت عليه في السابق، في المقابل تصدرت حماس المشهد الفلسطيني كقوة سياسية وعسكرية تقارع الاحتلال في الميدان والسياسية ووسائل الإعلام على عكس السلطة التي بات يراها الشارع كقوة للقمع والتفريط بالحقوق السياسية“.
وأضاف الأقطش لموقع عربي21 “استطاعت حماس أن تسجل صورة انتصار واضحة في جولة التصعيد الإسرائيلي الأخير في الضفة وغزة، وهذا ما حرك المشاعر بالنسبة للفلسطينيين في تأييدها، على عكس حركة فتح التي انسحبت بهدوء من هذا المشهد، واكتفت بالتصريحات الصحفية والتنديد بهذا العدوان“.
من جهته، يرى الباحث في مركز التخطيط الفلسطيني خالد شعبان، أن “السلطة الفلسطينية خسرت الكثير من الأوراق التي تمتلكها في هذا العام، فمن جهة لم تعد تحظى بتأييد الشارع في غزة بسبب العقوبات التي تفرضها على الموظفين، فيما تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة لها بالضفة الغربية بسبب قانون الضمان، وعلى المستوى السياسي لم تجد حتى هذه اللحظة بديلا ليحل محل الولايات المتحدة الأمريكية كراعٍ لعملية السلام“.
وأضاف شعبان لـ”عربي21″ “استطاعت حماس أن تبقى في نظر الشارع كتنظيم سياسي بإمكانه تحدي الاحتلال بنسبة أعلى من حركة فتح“.