المصدر الأول لاخبار اليمن

2017.. عام التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني والسعودية والإمارات والبحرين تقود مسيرة الهرولة نحو تل أبيب

ساعات ويودع العالم عام 2017، الذي ربما سيكتب في التاريخ أنه كان، بلا منازع، عام التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني بالنسبة للسعودية والبحرين والإمارات.

كانت الشهور الاخيرة من هذا العام 2017، حاشدة بالتطورات المذهلة والدراماتيكية فيما يختص بالعلاقات الخليجية (خصوصا السعودية والامارات والبحرين) مع اسرائيل. ومع أن التواصل بين هذه البلدان واسرائيل لم ينقطع طيلة السنوات الماضية، الا أنه كان يجري في الخفاء وخلف الابواب المغلقة.

لكن في الاشهر المنصرمة من هذا العام الذي يودع، حطمت هذه الدول كل الخطوط الحمراء فيما يتعلق بالتطبيع مع اسرائيل، فقد شهدنا زيارات ولقاءات علنية متبادلة، وتصريحات وغزل صريح ودعوات سافرة لم يكن أحدا ليتصور حدوثها قبل أي حل شامل للقضية الفلسطينية، وهو ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو للتباهي أمام رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قائلا: “إن دولًا عربية كثيرة أصبحت تعتبر إسرائيل حليفًا حيويًّا وليست عدوًا”، وتحدث أيضًا عن “الخبر السار بأن الآخرين (الدول العربية) يتجمعون حول إسرائيل بشكل لم يحدث في السابق، إنه أمر لم أتوقعه أبدًا في حياتي”.

السعودية تسويق رسمي للتطبيع

ففي السعودية، تجاوز النظام مرحلة التطبيع العلني من خلال اللقاءات والتواصل على المستويات المختلفة، إلى القيام بحملة تسويق وترويج للتطبيع  مع الكيان الصهيوني عبر وسائل الإعلام الرسمية، حيث أجرت إيلاف، مقابلة مع رئيس أركان جيش العدو الاسرائيلي، غادي إيزنكوت، بشكل فج وصريح، لتدشن الإعلان الرسمي عن التطبيع.

ومع أن المقابلة ليست فقط الأولى من نوعها في وسائل الإعلام السعودية والخليجية، إنما هي الأولى لمسؤول صهيوني بهذه الرتبة مع صحيفة سعودية، وهي جرت في مقرّ هيئة الأركان الإسرائيلية في “تل أبيب”، وهنا الأزمة الأخرى يعني أن فريق عمل سعوديا قادر على الذهاب بسهولة إلى الكيان الغاصب، كما بإمكان الصهاينة الذهاب إلى السعودية، ما يبين التعاون القائم بين الطرفين.

لكن الأسوأ من ذلك، كان صمت السعودية على إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، بل وما رشح عن أن إعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب كان بضوء أخضر وموافقة من قادة النظام السعودي.

ولم تعد زيارات قادة النظام السعودي السرية الى اسرائيل، او زيارات اللواء أنور عشقي لتل أبيب، ولقاءات الأمير تركي الفيصل مع مسؤولين إسرائيليين، او حتى زيارة مسؤولين سعوديين لكنيس يهودي في باريس، تثير الدهشة، فقد تجاوزت السعودية أمر التطبيع العلني الى التحالف الاستراتيجي مع اسرائيل بذريعة مواجهة ايران العدو المشترك.

وأرجع مراقبون التصاعد في وتيرة التطبيع العلني والزيارات واللقاءات بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين إلى طبيعة النظام السعودي في عهده الجديد.

ووفقا للأكاديمي الأردني، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية، جمال الشلبي فإن دوافع السعودية للتطبيع مع إسرائيل ترجع ذلك إلى فكرة خاطئة في أوساط الأنظمة السياسية العربية، ألا وهي أن إرضاء إسرائيل يعني بالضرورة أن أمريكا ستكون راضية عن هذه الدولة أو تلك.

الإمارات الأوثق تطبيعا مع إسرائيل

أما الامارات، فإنه يكفي ما قاله مدير برنامج سياسات الخليج في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، سايمون هندرسون الذي اعتبرها الدولة الأوثق تطبيعا مع الكيان الصهيوني، إذ قال ردا على سؤال حول أي الدول العربية وتحديدًا الخليجية هي الأكثر تطبيعًا الآن مع إسرائيل؟ : “إن أوثق العلاقات الإسرائيلية في منطقة الخليج هي مع دولة الإمارات العربية المتحدة”. وقد شهد الشهر الماضي ظهورًا علنيًّا لفريق رياضي إسرائيلي شارك في ﺑﻄﻮﻟﺔ ﺍﻟﺠﻮﺩﻭ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، واكتفت السلطات الإماراتية بشرط منع الرموز القومية الإسرائيلية، كرفع العلم الإسرائيلي، وإنشاد النشيد الوطني الإسرائيلي، وذلك لـ«دوافع أمنية»، لكنها سرعان ما اضطرت لامتصاص الغضب الإسرائيلي بعد رفض لاعب الجودو الإماراتي «رشاد المشجري» مصافحة منافسه الإسرائيلي، وعدم رفع العلم الإسرائيلي مع أعلام الدول الثلاث الحاصلة على المراكز الأولى، فتعهدت السلطات اﻹماراتية بعد الاعتذار ﺑﺮﻓﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ‏ﺍلإﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ وعزف النشيد في ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﻘﺒﻞ، فيما سارع رئيس اتحاد الجودو الإماراتي «محمد بن ثعلوب» لتهنئة نظيره الإسرائيلي بالنتائج التي حققها اللاعبون الإسرائيليون في نسخة 2017.

وتهتم الإمارات خلال رحلة تطبيعها مع إسرائيل، بالتعاون العسكري والأمني، ليشهد مارس الماضي، مشاركة سلاح الجو الإماراتي نظيره الإسرائيلي في مناورة عسكرية جوية في اليونان، وهي المرة الثانية في أقل من عام لمثل هذه المشاركة، حيث شارك طيارون إسرائيليّون مع إماراتيين في مناورة «العلم الأحمر» بالولايات المتحدة، وذلك بغية «تعزيز العلاقات بين الدول، والمحافظة على الاستعدادات المشتركة، وقدرة العمل المتبادلة»، كما جاء في تقرير الجيش الأمريكي.

ولم يقتصر التعاون في المجال العسكري على هذه المناورات؛ بل كانت الإمارات أهم دول الخليج التي اشترت أسلحةً وأنظمةً عسكريةً من إسرائيل، فاشترت أنظمة دفاع صاروخي، وأجهزة للحرب الإلكترونية.

البحرين وجرأة التطبيع

أما البحرين، فقد كانت الأشد جرأة وسفورا في التطبيع مع الكيان الصهيوني، اذ لم يكد العالم العربي يستفيق من ادانة ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، للمقاطعة العربية لإسرائيل، وإعلان نيته التطبيع مع إسرائيل علنًا وتأكيده لمدير مركز شمعون فيزيطال بلوس أنجيلوس، إنه سيسمح لرعاياه زيارة إسرائيل رسميًا، حتى توالت الاحداث بشكل درامي حيث شارك نجل الملك البحريني ممثلا لوالده في مؤتمر للأديان أقامه مركز شمعون فيزنتال في لوس انجلس، حيث عزفت فرقة وطنية بحرينية النشيد الوطني الإسرائيلي بالإضافة إلى الأميركي والبحريني، قبل أن يلتقي نجل الملك طلابا يهود.

غير أن التمادي السافر في التطبيع العلني، بدا واضحا من خلال الزيارة العلنية التي قام بها وفد بحريني ضم 24 شخصا من جمعية “هذه هي البحرين” حاملا ما قال إنها رسالة سلام من ملك البحرين، وهي الزيارة التي جاءت دون اعتبار لحالة الغليان والغضب الشعبي العربي والفلسطيني ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس واعتبار المدينة عاصمة لإسرائيل. وعبّر مغردون عن غضبهم من الزيارة العلنية التي قام بها الوفد البحريني إلى إسرائيل والتي تتزامن مع الاحتجاجات العربية على القرار الأميركي بشأن القدس، في حين أكد ناشطون بحرينيون أن هذه الزيارة لا تمثلهم.

وكالات

قد يعجبك ايضا