المصدر الأول لاخبار اليمن

في رحلة وصفت بالبوليسية.. ترامب ينشر فيديوهات تخالف معايير الأمن الأمريكية

الطائرة تهبط مطفأة الأضواء وزيارة ترامب المفاجئة إلى العراق تقابل بإنتقادات الأمريكيين

//وكالة الصحافة اليمنية//

في رحلة وصفت بـ”البوليسية” تزامنت مع إجراءات أمنية مشددة، نزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من طائرة مطفأة الأضواء، إلى قاعدة “الأسد” الجوية في العراق، في زيارة هي الأولى له لإحدى مناطق الصراع في العالم.

وفُرضت على هذه الرحلة المفاجئة سرية كبيرة وإجراءات عدة، بسبب مخاوف أمنية “حول رئاسة المؤسسة والسيدة الأولى”، وفق تعبير ترامب، الذي بدا غاضباً وحزيناً في الوقت نفسه.

وعبّر ترامب، بعد وصوله العراق، عن “حزنه الشديد” لحاجته إلى كل هذه السرية للقاء الجنود الأميركيين هناك، قائلاً: “كنت قلقاً بشأن هذه الرحلة بعدما سمعت بالأمور التي يجب المرور بها للوصول هنا”.

وأضاف: “كانت لدي مخاوف بشأن مؤسسة الرئاسة، وليس فيما يتعلق بي شخصياً، كانت لدي مخاوف بشأن السيدة الأولى”.

وكشفت وسائل إعلام التفاصيل الأمنية لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئة إلى العراق بهدف تفقد قوات الولايات المتحدة هناك وتهنئتها بعيد الميلاد.

وشرح ترامب في تصريحه بالقاعدة بعض التفاصيل المتعلقة بالإجراءات التي اتخذت لضمان أمنه أثناء الرحلة التي استغرقت 11 ساعة، إذ قال إن “الطائرة رقم واحد” هبطت مطفأة الأضواء وسط ظلام دامس، برفقة مقاتلات، وكانت جميع نوافذها مغلقة.

وتابع ترامب: “سافرت على متن العديد من الطائرات من مختلف الأنواع والأشكال والأحجام، لكنني لم أر حتى الآن شيئا كهذا”.

من جانبها، أشارت مجلة “نيوزويك” الأمريكية إلى أن الصور والفيديوهات التي نشرها البيت الأبيض بخصوص الزيارة تتيح تحديد وحدة من القوات الخاصة أرسلها البنتاغون إلى العراق لضمان أمن الرئيس ومرافقيه أثناء الزيارة، مما يعد خرقا للمعايير الأمنية.

والتقط ترامب في القاعدة صورة تظهره وهو جنبا إلى جنب مع الضابط، كيو لي، القسيس في الفصيل الخامس من قوات مشاة البحرية (نافي سيلز)، والذي يتخذ من كورونادو بولاية كاليفورنيا قاعدته الدائمة.

كما نشر ترامب على حسابه في “تويتر”، بعد مغادرة “الطائرة رقم واحد” المجال الجوي العراقي، شريط فيديو يظهره وميلانيا برفقة عناصر من مشاة البحرية الأمريكية في عدة عسكرية كاملة مزودين بأجهزة رؤية ليلية، ومن المرجح أنهم أيضا من الفصيل الخامس.

وذكر مسؤولون حاليون وسابقون في وزارة الدفاع الأمريكية أن نشر معلومات تتيح تحديد الوحدات العسكرية المشاركة في العمليات الخاصة وهوية عناصرها يعتبر خرقا أمنيا صارخا.

وأوضح الخبير السابق في الاستخبارات البحرية الأمريكية أن نشر هذه الفيديوهات يخالف المعايير التي يعتمدها البنتاغون بهدف ضمان أمن عسكرييه، لا سيما هؤلاء العاملين في النقاط الساخنة، مشيرا إلى أن هذه المعلومات تعرض العسكريين لخطر الخطف والاحتجاز من قبل نظام معاد أو تنظيم إرهابي.

وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية لـ”نيوزويك” أنه لا يتذكر حالة أخرى كُشف فيها عن هوية عناصر للقوات الخاصة، مشيرا إلى أنه حتى الصور والفيديوهات لزيارات رسمية لمسؤولين أمريكيين كبار إلى مواقع عسكرية في الخارج لم تظهر سابقا أوجه عناصر القوات الخاصة إلا بعد إجراء عمليات تمويه عليها.

 

وتأتي هذه الزيارة في أعقاب الانتقادات التي واجهها الرئيس الأميركي لعدم زيارته الجنود في مناطق صراع منذ تولى منصبه في كانون الثاني 2017، ولاسيما بعد أن ألغى زيارة لمقبرة في فرنسا الشهر الفائت في ذكرى الحرب العالمية الأولى بسبب الأمطار.

وقد أُلغي اجتماع كان من المفترض أن يجمع بين ترامب ورئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، حيث اكتفيا بالحديث عبر الهاتف.

من جهته، أعلن مكتب رئيس الوزراء في بيان أن اجتماعاً بين القيادة العراقية والرئيس الأميركي أُلغي بسبب “خلافات بشأن كيفية تنظيم اللقاء”.

وأشار البيان إلى أن “تباين في وجهات النظر لتنظيم اللقاء أدى إلى الاستعاضة عنه بمكالمة هاتفية تناولت تطورات الأوضاع”، فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، إنَّ الاجتماع ألغي بسبب مخاوف أمنية وبسبب الإخطار بالزيارة قبل موعدها بقليل.

 

قد يعجبك ايضا