اليمن تتجه نحو الاكتفاء الغذائي من الحبوب وهذه الأسباب
اليمن تتجه نحو الاكتفاء الغذائي من الحبوب وهذه الأسباب
استطلاع خاص // وكالة الصحافة اليمنية
رغم أن الوقت لم يسعفه ، إلا أن الرئيس الشهيد صالح الصماد كان قد بدأ في تنفيذ مشروع بناء الدولة بالاعتماد على الإمكانيات الذاتية.
خطوات الشهيد الصماد في هذا المشروع الطموح جسدت شعاره “يد تحمي ويد تبني”، ومن ضمن ما جاء في ذلك المشروع الاهتمام بالزراعة والمزارعين بهدف الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الغذاء.
وبالرغم من استشهاد الرئيس الصماد نهاية إبريل العام الفائت إلا أن مشروعه الوطني الكبير ما زال حياً متحدياً كل المعيقات وهاهي جائزته تسلم لعدد من المزارعين اليمنيين في عدد من المحافظات اليمنية ومن بينها محافظة ذمار.
ولأن للجائزة تأثيرها الايجابي على المزارعين باعتبارها محفزاً لمزيد من الانتاج حرصت “وكالة الصحافة اليمنية” أن تكون متواجدة في فعالياتها، وتكشف للقراء والمهتمين لماذا فاز أولئك المزارعين بجائزة الشهيد الصماد وماذا استفادوا وماالذي سيجنيه الوطن من خيرات هذا المشروع المبشر بيمن “خصيب”.
وأشاد عدد من المزارعين الفائزين بجائزة الشهيد صالح الصماد لإنتاج الحبوب، للموسم الزراعي 2018، في محافظة ذمار، والتي تبنتها المؤسسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب، بدلالتها المعنوية والنفسية في تحقيق التنمية الزراعية الشاملة.
وأكدوا لـ “وكالة الصحافة اليمنية” أن الزراعة تمثل جبهة مهمة في مواجهة الحصار والعدوان على اليمن للعام الرابع على التوالي، من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير الأمن الغذائي لأبناء الشعب اليمني.
موضحين أن الاهتمام بالزراعة والإنتاج الزراعي اللبنة الأساسية في مشروع بناء الدولة الذي أطلقه الشهيد الصماد تحت شعار” يد تحمي ويد تبني”.
وأشاروا إلى أن الاتجاه نحو الزراعة يأتي ترجمة لتوجهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي يدعو وبشكل مستمر إلى الاهتمام بالزراعة بشكل كبير، للحصول على الغذاء والتقليل من الاستيراد من الخارج.
ودعا المزارعون الفائزون بجائزة الشهيد الصماد، كل المزارعين في مختلف مديريات المحافظات اليمنية، إلى جعل الزراعة هدفا اقتصاديا لزيادة الإنتاج المحلي من الحبوب والخضروات والفواكه، من أجل كسر الحصار الاقتصادي على بلادنا، والذي خلف أكبر مجاعة إنسانية في العالم.
مضاعفة الجهود
المزارع عبدالله محمد علي ضيف الله من قرية الضيق مديرية جهران، والفائز الأول بجائزة الشهيد الصماد لإنتاج الحبوب في محافظة ذمار، أن الجائزة مثلت له حافزا كبيرا في بذل المزيد من الجهود نحو الزراعة.
مبينا أنه استطاع خلال الموسم الزراعي إنتاج أكثر من 450 قدحا من البر والشعير، وهي نسبة 30% فقط، لأن 70 % من الموسم الزراعي أتلف بسبب المنخفض الجوي خلال الموسم وهطول الأمطار في غير موسمها.
وأشار ضيف الله إلى أن حصوله على جائزة الشهيد الصماد، حراثة زراعية يدوية وماطور رش، شجعه باستصلاح الأراضي وتوسعة الزراعة خلال الموسم القادم، من أجل تحقيق نسبة إنتاج من الحبوب بأضعاف مضاعفة إن شاء الله.
وناشد الجهات المعنية ممثلة بوزارة الزراعة توفير البذور المحسنة في السوق، لأن هناك الكثير من المزارعين يريدون الزراعة ولكنهم لا يجدون تلك البذور الآمنة، منوها أن الزراعة هي الخير لأبناء اليمن ومصدر أمنهم واقتصادهم الذي يجب الاعتماد عليه.
تباشير الخير
وأوضح المزارع صالح علي عبدالله الفقيه ـ من مديرية ذمار، الفائز الثاني بالجائزة ، بأنه تفاجئ الفوز والتكريم بمنحه حراثة زراعية يدوية، إلا أنها بداية تباشير الخير ،من التشجيع والدعم لكافة المزارعين، معتبرا أن الزراعة هي مستقبل الأمة، ويجب أن يسهم الجميع في إعادة لليمن تاريخها الحضاري الزراعي، وعلينا أخذ الدرس جيدا من الحصار والعدوان علي بلادنا ونجعلها من محنة إلى منحة حقيقية تلامس أرض الواقع.
وتطرق المزارع الفقيه من استنزاف المياه الجوفية التي مثلت أكبر عائق في الزراعة، والذي شدد على جميع المزارعين بإتباع طرق وأساليب الري الحديثة والتي لا بد أن تكون معيار في جائزة الصماد الزراعية.
داعيا كافة المزارعين عدم التهاون والتخاذل أو التفريط بالزراعة ،و آملا من وزارة الزراعة والري توفير الأسمدة الآمنة وبأسعار مناسبة، وبما من شأنه الأخذ بيد المزارع نحو تحقيق أكبر إنتاج من القمح والشعير والذرة.
مضاعفة الإنتاج
ويؤكد المزارع عبدالخالق محمد علي، الفائز الثالث، من مديرية المنار، أن جائزة الرئيس الشهيد الصماد لإنتاج الحبوب مثلت له حافز كبير، بحصوله على حراثة زراعية يدوية، والتي بواسطتها سيعمل على زراعة واستصلاح الأراضي من أجل مضاعفة الإنتاج الزراعي.
مضيفا ” الاهتمام بالزراعة من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي” من القمح والشعير لأبناء اليمن، وإن شاء الله سنحقق ما نهدف إليه|.
الزراعة في عروقنا
وأعتبر المزارع محمد أحمد إسماعيل الفائز الرابع من أبناء منطقة السويدا ـ ميفعة عنس، أن جائزة الرئيس الصماد هي بداية جادة في دعم المزارعين خلال المرحلة القادمة.
مؤكدا بأنه يمارس الزراعة ولا يمكن أن يتخلى عنها سواء كان هناك جائزة، أو لم يكن، لأن الزراعة تجري في عروقنا كالدماء، ونحن مجتمع زراعي منذ آلاف السنين ولدينا العشرات من السدود المائية القديمة.
وقال” من العيب أننا نستورد البر والقمح ومختلف الحبوب، والخير موجود في بلادنا، ويجب أن نـكل مما نزرع”.
وأضاف ما نريده نحن المزارعين هو تزويدنا بالبذور المحسنة، وتوفير المشتقات النفطية، لاعتمادنا عليها في الزراعة، أو بإيجاد البدائل عبر المنظومات الشمسية.
الزراعة جبهة وطنية
وتطرق المزارع عبدالله صالح بن صالح علي يوسف الفائز الخامس من مديرية ضوران آنس، إلى أن الزراعة تمثل جبهة من جبهات مواجهة العدوان على اليمن.
مبينا أن جائزة الصماد الزراعية، ستفتح للكثير من المزارعين الاهتمام بالزراعة، ومواجهة حدة المجاعة التي يواجهها أبناء الشعب اليمني.
موضحا أن فوزه بحراثة زراعية يدوية، ستعمل على تجاوز الكثير من الصعوبات التي يعنيها، لافتا أنه لا يمكن التفريط بالحيوانات “الأبقار” في زراعة الأراضي، باعتبار أن لها نكهة خاصة.
داعيا كافة المزارعين للاتجاه للزراعة التي هي عنوانا للعزة والكرامة للشعب اليمني.