تقارير (وكالة الصحافة اليمنية)
من لوائح اتهام جديدة ناشئة عن التحقيق الخاص من “روبرت مولر” في تدخل روسيا، إلى إعلان “ترامب” المفاجئ سحبه للقوات الأمريكية من سوريا، كان عام 2018 مليئا بأمور متوقعة وأكثر منها غير متوقعة. ومن المفترض ألا يكون عام 2019 مختلفا.
ومع سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب والكونغرس، وتعهدهم بمحاسبة ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” على قتل الصحفي السعودي “جمال خاشقجي”، إليكم ما ننتظره في عام 2019:
الديمقراطيون قادمون
تنتهي السيطرة الكاملة للجمهوريين على الكونغرس الأمريكي في يناير/كانون الثاني 2019، وذلك عندما تؤدي مجموعة جديدة من السياسيين اليمين الدستورية، وكثير منهم ليسوا معجبين بسياسات الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”.
نتيجة لذلك، سوف يتغير مجلس النواب الأمريكي، ليسيطر عليه الحزب الديمقراطي للمرة الأولى منذ 8 أعوام. ويتوقع أن تتولى رئيسة مجلس النواب السابقة “نانسي بيلوسي” المنصب من جديد. وقد وعدت بمحاربة “ترامب” حول قوانين الرعاية الصحية والهجرة، والاتفاق الجديد الذي تم توقيعه بشأن التجارة.
وقد تعهد العديد من الديمقراطيين بإجراء مزيد من التحريات حول العلاقات المزعومة لحملة “ترامب” مع الحكومة الروسية، وكذلك تعاملاته التجارية.
وسوف تكسر “رشيدة طليب” الرحلة التقليدية للنواب الجدد إلى (إسرائيل)، وستقود بدلا من ذلك وفدا منفصلا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
الإغلاق يستمر
أغلقت أجزاء رئيسية من الحكومة الأمريكية يوم 22 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد رفض “ترامب” التراجع عن طلبه للحصول على 5 مليارات دولار لتمويل جدار على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، وهو ما يعارضه الديمقراطيون بشدة.
وهدد “ترامب” بالانتظار “مدة ما يتطلبه الأمر” للحصول على التمويل، وأخذ يلوم الديمقراطيين على الطريق المسدود وإغلاق الحكومة.
سباق 2020 يبدأ
هل يحافظ “ترامب” على وجوده في البيت الأبيض في انتخابات عام 2020؟ لقد تم طرح هذا السؤال منذ بداية رئاسته. ولكن في عام 2019، سوف يظهر من هم منافسوه حين يعلنون ترشحهم.
وتخطط اللجنة الوطنية الديمقراطية لفتح مناقشاتها أمام مجموعة أوسع، مما يسمح لمرشحين غير معروفين نسبيا بالتنافس على الترشح، وهو ما من شأنه أن يجعل ميدان الانتخابات مزدحما بشكل أكبر.
وقد يكون الحصان الأسود في الانتخابات هو “بيتو أوروك”، الذي خسر مقعده في مجلس الشيوخ عام 2018. وتسببت خطبه العاطفية حول كل شيء، بداية من الدين إلى الاقتصاد، في اكتسابه تعاطف جيل جديد من شباب الناخبين.
حملة السعودية
منذ مقتل “جمال خاشقجي”، واجهت الرياض سيلا من الانتقادات الدولية وردود الفعل الشديدة.
وعلى الرغم من التساؤلات الجدية حول ما إذا كان ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” متورطا أم لا، فقد دعم “ترامب” العائلة المالكة.
لكن المشرعين في الكونغرس تعهدوا بمعاقبة السعوديين في عام 2019.
ويتردد أن الديمقراطيين، الذين سيسيطرون على المجلس في عام 2019، يناقشون خطة للدفع باتجاه وضع حد لمبيعات الأسلحة الأمريكية للسعوديين.
اجتماع “ترامب” و”كيم” مرة أخرى
بعد أول لقاء بين “ترامب” وزعيم كوريا الشمالية “كيم يونغ أون” في يونيو/حزيران الماضي، قد يجتمعان مرة أخرى في أوائل عام 2019، وفقا لمستشار الأمن القومي للبيت الأبيض “جون بولتون”.
بوتين في واشنطن
في يوليو/تموز الماضي، عندما أعلن البيت الأبيض دعوة معلقة للرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” لزيارة الرئيس الأمريكي في واشنطن العاصمة، وبعد فترة وجيزة، أرجأ البيت الأبيض الدعوة إلى عام 2019. لكن مع توتر العلاقة بين “ترامب” و”بوتين” في الآونة الأخيرة، قد تكون هذه الرحلة موضع شك.
وفي أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال متحدث باسم الكرملين إن زيارة “بوتين” إلى واشنطن غير واردة في هذا المناخ الحالي، مشيرا إلى أن الخيار الأفضل هو لقاء محتمل على هامش اجتماع دولي.
خطة سلام الشرق الأوسط
منذ أن تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في مايو/أيار الماضي، انتظر العالم خطة السلام في الشرق الأوسط، التي وصفها “ترامب” بـ “صفقة القرن”، وتتضمن ما اسماه رجل الإدارة ترامب نوعا من الحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وسط رفض شديد من محور المقاومة في الشرق الأوسط والشعب الفلسطيني الذي يتمسك بعدم مرور هذه الصفقة.
وفي سبتمبر/أيلول، بينما كان يجلس إلى جوار رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” في نيويورك، قال “ترامب” إنه يفضل حل الدولتين، الذي يعطي الفلسطينيين دولتهم المستقلة.
وقد تعهد مرارا وتكرارا بالإفصاح عن تفاصيل الخطة “قريبا”، ويبدو أن ذلك سيحدث عام 2019 على الأقل.
المعركة حول المدعي العام
في ديسمبر/كانون الأول، أعلن “ترامب” رسميا عن مرشحه الذي من المفترض أن يحل محل المدعي العام السابق “جيف سيسيز”، الذي غادر في نوفمبر/تشرين الثاني بعد فترة صاخبة.
وكان “ويليام بار” هو المدعي العام في عهد الرئيس “جورج بوش” الأب، وأثنى عليه “ترامب” بأنه “واحد من أكثر القضاة احتراما في البلاد”. لكن لا نتوقع أن تسير جلسات الاستماع لـ “بار” أمام الكونغرس، في عام 2019، بسلاسة تامة.
وكان “بار” قد انتقد التحقيق الذي قاده المستشار الخاص “مولر”، وبالتأكيد سيصبح مشرفا عليه إذا تأكد منصبه. ومن المرجح أن يشكك الديمقراطيون في مجلس الشيوخ في ما إذا كان سيخدم الدستور أم سيحمي الرئيس.
معركة الرعاية الصحية
كان إصلاح نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة بمثابة الإنجاز الذي حققه الرئيس الأمريكي السابق “باراك أوباما”، وقد قام “ترامب” بكل ما في وسعه لتدميره. وفي عام 2019، نتوقع أن يشتد القتال حول قانون الرعاية الصحية المعروف باسم “أوباماكير”، مرة أخرى.
في الآونة الأخيرة، حكم قاض اتحادي في ولاية تكساس أن “أوباماكير” غير دستوري. ويأتي هذا الحكم بعد أعوام من الدعاوى القضائية التي قام بها المحافظون الجمهوريون وأنصارهم لمحاولة إلغاء “أوباماكير”، الذي أجبر الأمريكيين على الحصول على تأمين صحي وإما مواجهة الغرامات.
ويقول الديمقراطيون إن القانون جعل الرعاية الصحية في متناول المزيد من الناس، وهناك عدد من الولايات الأمريكية تخطط الآن للطعن في قرار قاضي ولاية تكساس. ويعتقد بعض المحللين القانونيين أن معركة “أوباماكير” قد تشق طريقها إلى المحكمة العليا.
نتيجة تحقيق “مولر”
في عام 2019 ، سيعلم العالم المزيد من التفاصيل حول ما إذا كانت حملة “ترامب” الرئاسية لعام 2016 قد عملت مع الكرملين للفوز بالبيت الأبيض أم لا.
وحتى الآن، كانت التفاصيل ضئيلة حول أي تواطؤ مباشر. وفي عام 2019، سوف يعود كل من “فلين” و”مانافورت” إلى المحكمة ليواجهان الحكم بعد الإقرار بالذنب في تهم مختلفة. وقد تعاون كلا الرجلين مع المحققين، ولم يتم بعد الكشف عن مدى تعاونهما الكامل.
(المصدر : الخليج الجديد+الجزيرة الانجليزية)