المصدر الأول لاخبار اليمن

مستشفى السبعين بصنعاء.. ليس كل شيء مجاناً.. وعيون يائسة تبحث عن خدمة

وكالة الصحافة اليمنية // تقرير ميداني // صنعاء

في مستشفى السبعين للأمومة والطفولة أمهات بأطفالهن في الممرات والطواريد وتحت الأشجار يبحثن عن خدمة.

النازحون ومن مختلف المحافظات لا يختلف وضعهم ايضاً ، قليلاً ما يجدون خدمة يقدمها لهم المستشفى.

في قسم تغذية الأطفال يسير العمل بشكل طبيعي وانسيابي ، حاولنا التعرف على الخدمات ومستوى تقديمها للمواطنين في المستشفى ، إلا أن رؤساء الأقسام لا يحبذون الحديث وسرعان ما يحيلون الأمر إلى من هو أدنى منهم . في الامر فوضى حاصلة ومستفيدون في العتمة ، لا يحبذون ان تسقط عليهم اضواء الاعلام .

الدكتورة نجلاء السمبلي رئيس قسم الأطفال بالمستشفى أوضحت بأنها لا تريد الحديث لأي من وسائل الإعلام ، حاولنا إقناعها بأن الموضوع إنساني ويجب طرح مشاكل الأمومة والطفولة إلا أن كل المحاولات كانت غير مجدية.

صباحاً وجدنا على أحد كراسي ممرات المستشفى زوجة الحاج / عبدالحكيم محمد محمد من أبناء مديرية ” حزم العدين ” التابعة لمحافظة إب – جالسةً الى جوار زوجها وأولاده الثلاثة.

يحكي الحاج عبدالحكيم عن رحلته الزمنية مع علاج طفليه المريضين ” أنغام 14 عاما ومحمد 3 سنوات” ، واصفاً إياها برحلة المعاناة من الفقر والحاجة ، ومن مستشفى إلى آخر بحثاً عن الدواء والخدمة.

يقول والد الطفلين أنه لا يجد قيمة العلاج ، ودخل إلى المستشفى متلمساً قلوباً طبية انسانية ترق لمعاناة طفليه ، لكن الصدمة كانت من نصيب وجدانه البسيط الذي حلم بأن الاطباء ملائكة الرحمة ، فلا احد حسب قوله أبدى تعاطفا أو اهتماماً لاستقبال حالة الطفلين المعاقين ، سيما ” أنغام ” ، فعلى الرغم من عمرها الذي تجاوز 14 عاماً إلا أنها تبدو كطفلة لا تتجاوز الثلاث سنوات.

يضيف والد الطفلين أنه ذهب بابنته إلى صندوق المعاقين فأحاله الصندوق إلى عدد من المستشفيات لإجراء الفحوصات والعلاج ، ولكن للأسف لم يجد أي خدمة حقيقية سوى بعض الفحوصات ، فلا يوجد أدوية ، ويحاول الاطباء اقناعه أنه ابنته المعاقة والمتأخرة في النمو فتاة طبيعية ، هكذا قال والدمع يختنق في بؤبؤ عينيه المتعبتين لتقدمه في السن ” تعبت..تعبت ، لا يوجد رحمة “.

الطفل الآخر لديه ثقب بالقلب ومرض الغدد ، ويظهر عليه حالة سوء التغذية.

أم الطفل أكدت أنه يعاني من إسهال حاد ، وتقف الأسرة عاجزة مكلومة أمام وضعه هذا.

على ذلك الحال وجدناه في كرسي آخر في أحد الممرات وبجانبه إحدى الممرضات والأطفال في حالة يرثى لها.

وضع مؤسف

 

أن تكون صحفيا تدخل مستشفى السبعين وأنت تبحث عن مسؤول يدلي إليك بتصريح عن الوضع الراهن للمستشفى ، وعن الخدمات التي تقدم للمرضى ووضع المعاناة الإنسانية في ظل العدوان وخصوصاً لدى المرضى الأطفال ، باعتبار أن مستشفى السبعين محوري مختص بالأمومة والطفولة.

تجد نفسك في حالة تيهان ، فكيف بالمرضى الذين لا يجدون من يهتم بهم إلا إذا كان لديك معرفة وتوصية من أحدهم.

شيء مؤسف ومخيف حقاً ان تجد كل ابواب المسؤولين مغلقة لا يهتمون لشيء ، لا إدارة تستجيب لأي طرح ، وتمتنع عن الحديث وتكتفي بالقول: ” اذهب لرؤساء الأقسام لعلهم يدلوا لك بأي حديث”.

مستشفى السبعين للأمومة والطفولة بحاجة لمن يعيد ترتيب إدارته من جديد ، لا تجد شخصاً مستشعراً للمسؤولية يتحدث أو يدلي لك بتصريح صحفي.

مدير عام مستشفى السبعين للأمومة والطفولة اعتذر عن الحديث كونه ممنوع من قبل قيادة وزارة الصحة ومن ناطقها الرسمي الذين قال أنهم وجهوه بعدم التصريح لأي وسيلة إعلامية كانت.

وفي مكتبه تجد الفوضى الصاخبة بينه وبين الموظفين والمراجعين ، وكما يبدو حبيس مكتبه ، وهكذا لم نجد أدنى التعاون إلا من مدير مكتبه الشاب معتز المقطري الذي حاول وبذل جهده دون جدوى.

سوء تغذية ومنظمات تدعم بالقطارة

 

في قسم سوء التغذية للأطفال حاولنا الإلتقاء برئيس القسم..

يؤكد الدكتور / أمين العيزري نائب رئيس قسم التغذية في مستشفى السبعين أن الطاقة الاستيعابية للقسم 25 سريراً ، ويتم استقبال الأطفال في القسم وبواقع 45 ـ 50 طفل شهرياً ، وكانت أعلى نسبة في شهر نوفمبر بعدد 65 حالة رقود.

وأشار إلى أنه نادراً ما يستقبل القسم مرضى سوء التغذية من الأطفال القادمين من المحافظات “الجوف، وحجة، وصعدة وعمران والبيضاء”.

وأوضح أنه يتم صرف حليب وأغذية محاليل تغذية للأطفال نتيجة التدهور الغذائي لديهم ، قال : ” بصراحة أنقذنا حالات أطفال كثيرة، وتوفي طفلان خلال هذا الشهر من محافظة حجة”.

وعن ما تزعم المنظمات تقديمه من المساعدات العلاجية للمستشفى قال : ” المنظمات يعطوننا بالقطارة ، وهي مساعدات غير كافية بصراحة ولكن شيء أفضل من لا شيء ، وكذلك الخدمات الطبية في المستشفى غير كافية ويعود ذلك لنقص المواد في المحاليل والمستلزمات الطبية، وبسبب العدوان والحصار بالتأكيد حال دون وجود الكثير من الادوية في السوق الدوائي”.

ويؤكد الدكتور العيزري أن الدعم غير كافٍ والأدوية هي مخصصة ولا تتوفر أغلب اصنافها ، ” ما نحصل عليه هو من مكتب الصحة بالأمانة ، وإذا توقف الدعم بالتأكيد سيؤثر ذلك بشكل مباشر وكبير على ما يقدم حاليا للأم والطفل”.

ليس كل شيء مجاناً..

في مركز معالجة سوء التغذية – والذي يزدحم كثيراً بالأمهات مع أطفالهن – لا يكاد يأخذ المختص نفساً للراحة . فالمرضى كثر ولايد العاملة محدودة.

مسؤول رعاية التغذية في مستشفى السبعين جمال شرف الدين تحدث لـ “وكالة الصحافة اليمنية ” عن استقبال أكثر من 500 طفل شهرياً. ومنها ما يتراوح بين 70 ـ 80 حالة سوء تغذية شديد حاد ، وأكثر من 150 حالة سوء تغذية متوسطة.

مضيفاً : ” منذ افتتاح العيادة في يونيو الماضي، وكل يوم نستقبل حالات سيئة أكثر وأكثر” .

وأوضح أن بعض الأطفال لديهم مضاعفات يتم معالجتهم بالقسم الداخلي، من إسهالات مائية وقيئ وغيرها.

” نستقبل الحالات في العيادة من أمانة العاصمة أما القسم الداخلي فالأطفال من كافة المحافظات “.

وأكد أن تدخل المنظمات الدولية لتقديم المساعدات يكون واقعه فقط كلام أكثر من القول ، “تعاون المنظمات الدولية محدود وما يصل الينا لا يلبي احتياج الطفولة”.

ليس كل ما يقدم في مستشفى السبعين مجاني وبدعم من المنظمات، دعم المنظمات محدود، ويتخيل أهالي المرضى أن كل شيء مجاناً.

قد يعجبك ايضا