علامات استفاهم حول مصير اتفاق السويد بعد فشل “كاميرت”
علامات استفاهم حول مصير اتفاق السويد بعد فشل “كاميرت”
تحليل : الأخبار: وكالة الصحافة اليمنية//
فشل ذريع، إلى الآن، مُنيت به مهمّة الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كاميرت، رئيس «لجنة تنسيق إعادة الانتشار» المعنية بتنفيذ اتفاق الحديدة، الذي أُعلنه في الـ13 من كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
فشلٌ يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول مصير ذلك الاتفاق وما رافقه من تفاهمات على مسألة مدينة الحديدة وملف الأسرى، ويضاعف في الوقت نفسه الشكوك في جدية مشاورات السويد وصدقيتها. وهي شكوك يُفترض بالزيارة التي يقوم بها، اليوم، المبعوث الأممي مارتن غريفيث، إلى صنعاء، إما أن تبدّدها لتعيد إحياء التفاؤل بنهاية قريبة للنزاع، وإما أن تبقي عليها في انتظار جولة وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الأسبوع المقبل على المنطقة، التي سيشكّل الملف اليمني بنداً رئيساً على جدول أعمالها.
وبعد مكوثه قرابة 11 يوماً في مدينة الحديدة، غادر كاميرت المدينة مُتوجّهاً إلى العاصمة صنعاء، حيث يَنتظر وصول غريفيث لوضعه في صورة المفاوضات الشاقة التي خاضها مع طرفَي النزاع من دون أي نتيجة.
وأفادت مصادر مطلعة، «الأخبار»، بأن الاجتماع الأخير الذي عقده كاميرت بممثلي الطرفين في «لجنة التنسيق» ليل الخميس ـ الجمعة، والذي كان «مغلقاً ومُطوّلاً»، أخفق في الوصول إلى تفاهم، بفعل إصرار مندوبي حكومة الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، على تسلّم مسؤولين أمنيين وإداريين موالين لها مهمات تأمين المدينة وإدارتها، الأمر الذي ترفضه «أنصار الله» بالمطلق؛ إذ إن «ما لم تأخذه قوى العدوان بالسلاح لن تستطيع أن تأخذه بالسياسة»، وفق ما أكد أمس القائم بأعمال محافظ الحديدة محمد عياش قحيم، مشدداً على أن «لجنة التنسيق ليست لجنة حوار، بل عليها تنفيذ الاتفاق لا التشاور حول بنوده».
وجزم قحيم، خلال مسيرة شهدتها المدينة عصر الجمعة، بأن «أبناء الحديدة لن يقبلوا ببقاء الغزاة وحصارهم للمحافظة»، مطالباً بـ« إلزام الطرف الآخر بإعادة الانتشار والتموضع». مطلبٌ تصدّر أيضاً نصّ البيان الختامي الصادر عن المسيرة، الذي ندّد بـ«الخروقات اليومية لاتفاق السويد، واستهداف الأحياء السكنية بالقصف المدفعي والأسلحة الرشاشة».
وتتحدث «أنصار الله» عن «تعزيزات كبيرة جداً» باتجاه محافظة الحديدة، هذه الخروقات سجّلت، خلال الساعات الماضية، ازدياداً ملحوظاً؛ إذ بلغت «214 خرقاً خلال 24 ساعة»، بحسب ما أفاد به المتحدث الرسمي باسم الجيش اليمني واللجان الشعبية العميد يحيى سريع.
وأشار سريع، كذلك، إلى «تحليق مكثف لطيران العدوان الحربي والاستطلاعي في أجواء مدينة الحديدة ومختلف مديريات المحافظة»، فيما تحدث «التحالف» عن «14 خرقاً لإطلاق النار من طرف الميليشيا خلال الـ24 ساعة الماضية».
كل تلك التطورات كانت كفيلة بإحاطة اتفاق الحديدة بمزيد من الظلال السلبية، بعدما بدا أخيراً أنه مستعصٍ على التطبيق، خصوصاً أن معظم المهلة التي حُدّدت لتنفيذه استُنفدت من دون إنجاز. في هذا الإطار، تبدي مصادر من «أنصار الله» تشاؤماً إزاء مصير الاتفاق، لافتة إلى أن «الأميركيين هم مَن يعرقلون تنفيذه عبر الإمارات ووكلائها»، ومنبّهة إلى وجود «تعزيزات كبيرة جداً» باتجاه محافظة الحديدة، وهو ما لا يمكن عدّه مؤشراً إيجابياً. وعلى رغم «(أننا) متمسكون بالاتفاق وسنسعى مع مَن نستطيع لتطبيقه» وفق ما تؤكد المصادر لـ« الأخبار»، إلا «(أننا) لا نتوقّع شيئاً من الأمم المتحدة لضعفها وعجزها». مع ذلك، فإن «غريفيث سيحاول إنقاذ الاتفاق» بحسب المصادر نفسها.