متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية
انتهت الجولة الأولى من مفاوضات ستوكهولم في السويد بخصوص اليمن. خلاصات مشاورات هذه الجولة لم تُترجم على أرض الواقع بعد. عوائق كثيرة تضعها حكومة هادي المتعاونة مع العدوان أهمها تقديمها تفسيرات متناقضة لما تم الاتفاق عليه برعاية الأمم المتحدة.
لعبة التذاكي التي تتقنها حكومة العدوان بدعم ورعاية مباشرة من السعودية والإمارات، أدّت حتى الآن إلى تخريب وقف إطلاق النار في الحديدة، وعرقلة اتفاق تبادل الأسرى. إلا أن استمرار الحصار القاتل المفروض على اليمن بشكل عام، ومطار صنعاء بشكل خاص، يقتل روح اتفاق ستوكهولم، ويُظهر النوايا العدوانية المتواصلة لتحالف العدوان، وحكومة هادي الوظيفية.
غريفيث إلى الرياض
هذه الأجواء السلبية التي خلقتها السعودية وأدواتها، إثر اتفاق السويد، دفعت المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، إلى العودة مجدداً إلى الرياض للقاء المسؤولين فيها عن ملف العدوان على اليمن، إضافة إلى أعضاء حكومة هادي المقيمة في الرياض.
وبحسب نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، فإنه من المقرر أن يزور غريفيث، بدءا من يوم السبت، كلاً من اليمن والسعودية في إطار مشاوراته مع الأطراف. وأشار حق الى أن غريفيث «سيلتقي في صنعاء قيادة أنصار الله، والجنرال باتريك كاميرت، رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار، وليز غراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن».
مطار صنعاء: فيتو أميركي
شكّل مطار صنعاء مادة دسمة أساسية على مائدة مفاوضات السويد. ووصلت المفاوضات إلى حدّ الاتفاق على إعادة فتح المطار للرحلات الداخلية كمرحلة أولى. وتمّ الحديث عن ترتيبات لتفعيل هذا الاقتراح، منها أن يكون مطار عدن محطة كشف على الطائرات قبل أن تحط في صنعاء.
في هذا الإطار، تقول مصادر مواكبة لـ«راصد اليمن»، إن السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تويلر، تدخّل بشكل مباشر في الجزئية المتعلقة بمطار صنعاء من المفاوضات. وتقول إن تويلر أبلع الطرف السعودي أن إجارة ترفض رفضاً قاطعاً إعادة تشغيل مطار صنعاء، لأسباب قال إنها «أمنية خاصة».
رفض اقتراح إعادة فتح المطار كان نقطة تقاطع بين السعوديين والأميركيين بحسب المصادر، التي قالت إن الأوامر السعودية الأميركية هذه أُبلغت إلى الطرف المفاوض باسم حكومة هادي، والذي بدوره قام بعرقلة أي محاولات للتقدم في هذا الإطار.
تقول المصادر إن الطرف الأميركي – السعودي يرى في مطار صنعاء «ورقة كبرى» يمكن استثمارها في الضغط على حكومة «الإنقاذ» وحركة «أنصار الله» في المفاوضات التي يتوقعون أن تجري المرحلة الثانية منها في وقت لاحق هذا الشهر. وتتوقع المصادر أن تُستخدم ورقة المطار للمقايضة على ملفات تتعلق بالجبهات وبالسيطرة على الأرض، وبانسحاب قوات الجيش واللجان الشعبية من بعض النقاط الاستراتيجية الهامة، كما قد يُستخدم المطار في إطار الضغط باتجاه تسليم السلاح والانسحاب من تعز.
المطار جاهز
بطبيعة الحال، ترفض مصادر في صنعاء الحديث عن التفاوض تحت ضغط الحاجات الإنسانية والمعيشية للشعب اليمني. وهي تضع مثل تلك التوجهات في خانة «العداء للشعب اليمني برّمته بأساليب وحشية ولا إنسانية».
وتؤكد صنعاء جاهزية المطار الفنية والمهنية طبقاً للمتطلبات الدولية ومنظمة الطيران الدولي «الإيكاو» لاستقبال الرحلات المدنية.
ويقول وزير النقل في حكومة «الإنقاذ» زكريا الشامي، إن الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد سارعت إلى إيجاد البدائل لأجهزة التواصل والاتصال والأجهزة الفنية التي يتطلبها المطار بعد أن استهدف العدوان للبنية التحتية لمطار صنعاء الدولي والمنشآت الحيوية من مباني وأجهزة فنية وغيرها.
وتؤكد صنعاء أن العدوان يتعمد بشكل مباشر إخراج مطار صنعاء الدولي عن الجاهزية باستهدافه الممنهج والمتكرر.
وتعوّل صنعاء على إعادة فتح المطار وتشغيله للتغلّب على الأزمة الإنسانية الخانقة التي تسبّب بها العدوان والحصار. وتُظهر أرقام متداولة في صنعاء وفاة أكثر من 15 ألف مريض بسبب إغلاق تحالف العدوان مطار صنعاء الدولي. فيما يحذّر مسؤولون في القطاع الصحي من أن المستشفيات تواجه خطر الإغلاق بسبب نضوب المواد الطبية نتيجة الحصار.