وكالة الصحافة اليمنية:
رغم ترك ترامب، العراق الذي زاره خلسة في 26 كانون الاول من العام الماضي، الا انه ترك خلفه اسرار كثيرة بدأت تنكشف الى الرأي العام العالمي والعراقي، والتي اتت بالتزامن مع حالة الجدل الكبيرة التي تركها في البلاد، وارتفاع حدة المطالبات باخراج القوات الاجنبية من العراق ومنها القوات الامريكية.
ومن هذه الاسرار التي كشفت هي التي نشرتها وسائل اعلام روسية، تضمنت خبرا ربما يكون صادما بقيام قيادي عراقي بلقاء ترامب في زيارته هذه وتسليمه ورقة تحمل مجموعة تواقيع.
وقالت المصادر الروسية، ان “القوات الأميركية التي كانت تتواجد على الحدود العراقية السورية انسحبت في النصف الثاني من كانون الاول الماضي، لكن قبل زيارة ترامب لقاعدة عين الأسد في الأنبار بيوم تمت إعادتها لمكانها”.
وأضافت أن “العراقيين العاملين مع القوات الأميركية حصلوا على إجازة إجبارية في يوم زيارة ترامب بقاعدة عين الأسد دون أن يعرفوا السببب”، مبينة أن “قاعدة رانيا في السليمانية تم إغلاقها قبل يوم من زيارة ترامب وأخرجت منها كل الأوراق والتفاصيل المتعلقة بالعمل”.
وتابعت المصادر أن “القاعدة الأميركية في أربيل أغلقت أيضاً قبل زيارة ترامب ثم أعيد إفتتاحها”، مشيرة إلى أن “العاملين العراقيين في هذه القواعد عاشوا قبل زيارة ترامب بثلاثة أيام أوقات عصيبة وأعتقدوا أنه تم الإستغناء عنهم وتمت عملية تناقل لبعضهم بين القواعد الأميركية دون معرفة السبب”.
واكدت المصادر أن “ترامب عندما وصل إلى قاعدة عين الأسد إستلم من قيادي عراقي لم تعرف هويته ورقة فيها مجموعة تواقيع دون أن يعرف أحد ماهي هذه الورقة”، لافتة الى ان “الحكومة العراقية لم تعرف بموعد زيارة ترامب سوى قبل ساعتين عندما تم إبلاغ رئيس الحكومة عادل عبد المهدي بذلك”.
واعلن البيت الابيض، في 26 كانون الاول 2018، ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب وصل في زيارة الى العراق، فيما اشار الى ان ترامب نفى وجود اي خطط لسحب قوات بلاده من العراق.
فيما اعلن مكتب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، ان السلطات الاميركية اعلمت السلطات العراقية بزيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب للعراق، مشيرا الى ان ترامب وجه دعوة لعبد المهدي لزيارة واشنطن.
ويفهم من هذه التداعيات بان قسم من القيادات العراقية (التي ترغب ببقاء القوات الامريكية في العراق) كانت على دراية بزيارة ترامب، والا كيف يهيئوا ورقة عليها مجموعة تواقيع ويسلموها عن طريق احد القيادات العراقية؟
ورغم ان الاستخبارات الروسية لا تعلم بفحوى وغاية التواقيع التي سلمت الى ترامب، الا انها يمكن ان تخضع للتحليل والاحتمالات لما تحتويه من مطالب صادق عليها بعض القيادات بتوقيعهم في الورقة التي سلمت الى ترامب !
وبحسب المصادر انه لا يعتقد ان هناك اقرب من احتمال ان التواقيع كانت تطالب ترامب ببقاء قواته في العراق، ليضفوا الشرعية على تواجدها، وهذا الاحتمال ان صدق فانه يعد اكبر خيانة يمكن ان يتعرض إليه العراق، بل هو اكبر من خيانة ادخال “داعش” للعراق، لانه سيكون بمثابة مصادقة على احتلال العراق لمرة ثانية .
والملاحظة التي لم يلتفت اليها احد، هي ان بعد الزيارة بايام انتشرت انباء كثيرة في وسائل الاعلام وفي منصات التواصل الاجتماعي تتحدث عن نشاط امريكي ملفت في داخل العراق، منها عمليات انزال امريكية على مواقع لعصابات “داعش” الارهابي في منطقة الحويجة بمحافظة كركوك، ما توحي بان هناك منظومة دعائية مقصودة تروج للنشاط الامريكي، لاضفاء شرعية لهذا التواجد من جهة، ولاضعاف متبني القضية الوطنية المطالبة بإخراج هذه القوات من العراق.