السعودية تفاجئ قطر بهجوم غنائي عنيف
الخليج//وكالة الصحافة اليمنية// “صب يا مطر بالدوحة” اغنية جديدة اطلقتها السعودية لمهاجمة الدوحة. ولكن اللافت في هذا العمل أنه جاء كأغنية أطفال وهو ما أثار جدلاً واسعاً ولقي انتقادات عديدة في الأوساط العربية خاصة أن العديد اعتبر انها تبث روح الكراهية لدى الأطفال وانها تستغل الأطفال في أمور السياسية. “صب يامطر بالدوحة وان غرقت مسموحة” […]
الخليج//وكالة الصحافة اليمنية//
“صب يا مطر بالدوحة” اغنية جديدة اطلقتها السعودية لمهاجمة الدوحة. ولكن اللافت في هذا العمل أنه جاء كأغنية أطفال وهو ما أثار جدلاً واسعاً ولقي انتقادات عديدة في الأوساط العربية خاصة أن العديد اعتبر انها تبث روح الكراهية لدى الأطفال وانها تستغل الأطفال في أمور السياسية.
“صب يامطر بالدوحة وان غرقت مسموحة” أثارت ردود فعل غاضبة لما حملته من رسائل كراهية واضحة تجاه دولة قطر.
ووصف الناشطون الأغنية بالمقززة ونددوا باستغلال الأطفال فيها، حيث غرد محمود رعابي ساخرا: “صب يا مطر بالدوحة عمل فني رائع، ومتكامل يحمل أسمى وأرقى المعاني السامية، والإنسانية وتتجلى بكلماته الراقية معاني الأخوة، وحب الخير والبراءة والإيثار، الأغنية تنذر بإعداد جيل جديد حواره بالمنشار وإقناعه بالتقطيع ولغته الدم والحقد”.
ووصف الناشط تركي الشلهوب الأغنية بالمقرفة وقال: “فيديو مقرف جدا، وهو انتهاك صارخ للطفولة. بدل أن تتم تربية الأطفال على الخير والتسامح، خرجت الحكومة السعودية بأغنية موجهة للأطفال، تغرس في عقولهم الحقد والكراهية تجاه دولة شقيقة، كنا نتمنى لو أن هذا العداء موجه لـ”إسرائيل”، لكن للأسف تلمّعون صورتها في الإعلام، وتشيطنون إخوانكم”.
وعلق الإعلامي عادل مرزوق بقوله: “بصراحة الأزمة سياسية؛ ولأن القطريين في السياسة والإعلام (أشطر) لا يجد أندادهم إلا الهرب إلى ما يجيدونه: الدراما والأغاني، وصولاً إلى تسييس موروث الطفل الخليجي وتحويله إلى أداة سامة في عقول أجيالنا التي ستأتي لترث الخراب، وهذه حال الخليج (الفارسي)”.
وفيما يلي بعض تعليقات الناشطين
“خلوني ساكته أحسن ” : التعليقات على اغنية صب يامطر بالدوحة اوقح واسفل من الاغنية نفسها، اذا هذا مستوى اغاني الاطفال عندكم واللي هي مليئة بالحقد والكراهية والقذف والاساءات هل هذي تربيتكم لعيالكم، المشكلة اللي كاتبين رائعة واضح مستواهم الاخلاقي.
بنت قطر : قمة التفاهة والاعلام الصبياني! يزرعون امورا حقيرة في ذاكرة الأجيال!.
احمد موفق زيدان: أي تفاهة هذه و أية عقول صغيرة و أحلام عصافير ….يسعون لتربية أطفال على الحقد على #قطر …ثم يقول لك أكابر مجرميهم قطر صغيررررررة …أخزاكم الله.
خالد جلوان : البارح انا والبزارين في البر ، انا اغني وهم يردون علي بصوت موحد ونغمه واحده ( مبدعين )، الخلاصه تعتقدون هالاطفال عاجزين عن الرد بنفس المستوى البذيئ اللي دول الحصار علموا عيالهم عليه، الجواب ( لا ) ،
لأننا ماربيناهم على قلة الادب ولا زرعنا فيهم الحقد والكراهيه ، تعلموا يابهايم.
اسماء بنت علي : إلى حكومات قريش دول الحصار وصل بكم هذا الانحطاط الأخلاقي لدرجة زرع الفتنه لدى الأطفال فعلا أنتم كلاب .
وهناك من يرى بان سلطات الرياض تجاوزت هذه المرة القيم المحلية، والأعراف والتقاليد، وداست على القوانين الدولية، بإقحامها الأطفال في عمل تهاجم من خلاله قطر، واصدار أغنية تتضمن كلمات نابية وعبارات غير لائقة بهذه الفئة العمرية خدمة لأهداف سياسية ووصفت بانها قميئة وسيئة بمختلف المعايير.
الأنشودة التي تم إخراجها في قالب فني يتضمن رسوماً ومؤثرات بصرية عدة، تنطلق من حادثة الفيضانات التي عمت قطر خريف ٢٠١٨ وتستشف بالخسائر التي أحدثتها الأمطار الموسمية ثم تغوص في دهاليز عالم السياسة.
كلمات الأغنية التي تقدح ذما لأهل قطر، لم تراعي خصوصية الفئة العمرية التي وظفت في لعبة المصالح بشكل لا يتناسب وطبيعتهم التي يفترض أن تتضمن كل ما هو ملائم لتشكيل وعيهم بما يؤهلهم لأن يترعرعوا في ظروف طبيعية من دون شوائب.
الانتقادات طالت المشرفين على العمل الذي بث في القنوات الرسمية السعودية، واستخدم المشرفون لحنا خليجيا شهيرا، لإضفاء نوع من الألفة مع نص وصف بالقبيح، يتضمن إشارات جنسية ، مما زاد من استهجان العقلاء وانتقادهم لهذا الانحدار في المستوى.
المقاومة الفلسطينية لم تسلم بدورها من سهام الحقد الذي تضمنته الأغنية، وأقحمت بشكل سلبي في الكلمات التي كانت نشازا مع الأصوات التي أدتها لكون قطر تتهم بمساندة حماس التي توصف بالإرهابية من قبل السلطات الإسرائيلية.
اما بوابة الشروق فقد كتبت : واصلت السعودية قيادة دول الحصار في منحدر إسفافها ضد قطر، حيث لم ترتدع عن توظيف الأطفال في اهازيج على غرار “طق يامطر طق” فجردت الكلمات من معانيها البريئة الداعية الى الخير لتبدل مكانها كلمات كراهية تختم بها العام شر ختام. وخرجت السعودية بأغنية ينفث مطلعها الكراهية “صب يامطر بالدوحة.. وإذا أغرقت مسموحة .. عودي يادوحة عودي على البر السعودي ..” هكذا تعلم الأطفال الانتقام والفرح في إلحاق الضرر بالآخرين، علما بأن أضرار المطر في قطر لم تصل عشر أضراره في جدة التي غرقت وجرفت معها أخلاق النظام وأبواقه ولم تشمت فيها قطر ولا الإعلام القطري.
الأغنية التحريضية الجديدة تكشف الحقد الدفين ضد قطر ومقدراتها والغيظ المكتوم من الإنجازات التي حققتها قطر وتحرض الأطفال ضد قيم التسامح وحب الخير فهم يتمنون أن تغرق قطر أو تعود للسعودية. كما تواصل الإسفاف الى المساس بالعائلة القطرية وترويج اتهامات تمس بالنسيج الاجتماعي القطري والخليجي .
وتكشف التعليقات على الأغنية عن تحريض إلكتروني سرعان ما تبناه الذباب الإلكتروني ووصفه بالعمل الرائع متناسين أنهم بذلك ينتهكون فوق الأخلاق الاتفاقيات الدولية لحقوق الطفل التي تحرم استغلال الأطفال، فالاتفاقية الدولية لحقوق الطفل عام 1989 تحرم أي انتهاك صارخ من شأنه التسبب للأطفال بالأذى الجسماني والنفسي في الوقت الذي يجب أن تنشر لدى الأطفال روح التفهم والتسامح، والصداقة بين الشعوب، والسلم والأخوة العالمية.
فضلا عن الإعلان العالمي لحقوق الطفل لعام 1959 الذي ينص في مادته العاشرة على أنه: “يجب أن يحاط الطفل بالحماية من جميع الممارسات التي قد تدفع إلى التمييز العنصري أو الديني أو أي شكل آخر من أشكال التمييز، وأن يربى على روح التفهم والتسامح، والصداقة بين الشعوب، والسلم”.
دراما التحريض
ويضيف الإسفاف الجديد إلى حصيلة متراكمة من الجرائم التي تورطت فيها دول الحصار والسعودية على وجه التحديد في استخدام الدراما للتحريض ضد قطر وهو ما ظهر في مسلسلات رمضان التي تورط فيها ممثلون إرضاء للنظام .
وليس بعيداً عن ذلك الإسفاف الاغاني التي تورط فيها مطربون طالما ترددوا على مهرجانات الدوحة فاذا بهم يخضعون لموجة الإسفاف في اغاني مثل علم قطر وماعرفنا ياقطر التي ألفها تركي وناسة وكوفئ بها بتعيينه أخيرا مسؤولا عن الترفيه عن الشعب السعودي وتورطت الإمارات هي الاخرى في هذا المستنقع من الإسفاف بأغنية مماثلة هي قولوا لقطر . كما انخرط ممثلون في إنتاج أعمال رمضانية ضد قطر تحرض على الكراهية مثل ناصر القصبي وغيره ممن انخرطوا في الإسفاف وتوظيف الفن للحض على الكراهية .
السخرية من الشعب
لم تكتف دول الحصار والسعودية تحديدا بهذا التيار الإسفافي، لكنها لجأت عبر وسائل التواصل الاجتماعي الى السخرية من قطر وشعبها بعبارة شهيرة يردون بها على كل قطري يدافع عن وطنه بالقول ” شبك ..شبك ” والادعاء بأن القطريين يشربون حليب الحمير وان معدتهم لا تتحمل المنجات التركية وغير ذلك من عبارات السخرية وهو تحقير يعاقب عليه القانون وترفضه الاعراف والقيم، فالإسلام يرفض السخرية “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ “.
ورغم التزام قطر بعدم الإساءة إلى الشعوب والزج بها في هذا الخلاف الخليجي سواء عبر الإجراءات أو القرارات أو عبر الإعلام فلم تلجأ وسيلة إعلامية الى السخرية من المواطن في أي من دول الحصار كما أن رعايا دول الحصار يتمتعون بكافة المزايا في قطر التي يتمتع بها المقيمون ولم تتضرر مصالحهم مثملا فعلت السعودية أو الإمارات او البحرين بالمواطن القطري وممتلكات القطريين ومصالحهم.
حالة غير مسبوقة
ويؤكد تقرير للجزيرة أن الإعلام السعودي سجل حالة غير مسبوقة من الحرب على قطر منذ اندلاع الأزمة الخليجية قبل أكثر من مائة يوم، حيث انطلقت الجيوش الإلكترونية تدق نواقيس الحرب منذ الساعات الأولى للحصار الذي تفرضه ثلاث دول خليجية، بالإضافة إلى مصر على دولة قطر.
وقد أثارت عمليات الانتشار وإعادة الانتشار التي تمارسها اللجان الإلكترونية، أو ما يسمى “الذباب الإلكتروني” – كما أطلق عليه نشطاء في تويتر- حالة من الاستياء لدى متابعي الإعلام العربي، باعتباره نمطا جديدا يخرق القيم الإعلامية ويتجاوزها إلى اعتماد السب والتشهير وقلب الحقائق وحتى التحريض على العنف وعلى أمن الدول الأخرى معيارا وحيدا للتدوين.
والواقع أن حملات الذباب الإلكتروني ليست إلا ظهيرا إعلاميا للمواقف السعودية الرسمية تجاه دولة قطر، حيث أرغمت السلطات السعودية عناصرها الإعلامية على إعلان الحرب “التويترية” على القطريين.
وفي مرحلة لاحقة لم تكتف السلطات السعودية بصمت من لا يريد أن ينزلق إلى قاع السب، فقامت باعتقال عدد من الشخصيات العلمية والفكرية.
تحريض قبلي
ولم تدخر اللجان الإلكترونية جهدا في السعي لإثارة الفوضى وضرب النسيج الاجتماعي والقبلي، وزعزعة الاستقرار في قطر، حيث حرضت مرارا وتكرارا على التظاهر في قطر، وحذر أحد قادتها (سعود القحطاني) من التعرض لها أو قمعها، ولكن خيبة الأمل كانت كبيرة، فبدلا أن تندلع مظاهرات لا وجود لأسبابها ومبرراتها في قطر، انقلب السحر على الساحر وأطلق مغردون لاحقا دعوات للتظاهر بالسعودية تحت شعار حراك 15 سبتمبر وفشلت حملات الكذب والتحريض .
التعاطف جريمة
لم يكتف تيار التحريض بذلك لكنه يحرم التعاطف مع القطريين وتترصد الدول المحاصرة لقطر بأشد العقوبات التغريدات والتدوينات وكل المواقف التي لا تتناغم والأزمة التي افتعلتها وفرضتها على المنطقة والعالم.
فبعد يومين من قرار الحصار في 5 يونيو 2017 أعلنت الإمارات والسعودية والبحرين عن عقوبات أذهلت الحقوقيين والشارع الخليجي تمثلت في السجن حتى 15 عاما لمن يكتب تعاطفا أو محاباة مع دولة قطر، أما الغرامات فثروة تبلغ نصف مليون دولار.
وبدأت البحرين بتنفيذ العقوبات الجديدة فعلا بعد أن سجنت محاميا ضبط متلبسا يغرد متعاطفا مع قطر كما تم سجن الداعية سلمان العودة لأنه استبشر بحل الأزمة الخليجية.
ويكشف ذلك برأي كثيرين عن شرخ بين هذه الحكومات وشعوبها، فتضطر إلى قمعها بطريقة حديدية لمجرد الكلام والتعاطف بينما تقرب من يوغل في الإساءة والتحريض وتعين كبيرهم مسؤولا عن الترفيه.
المصدر/العالم