صحيفة أمريكية: نهج بولتون الخطير تجاه إيران يثير قلق البنتاغون

//وكالة الصحافة اليمنية//

أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” بأن مسؤولين في البنتاغون يبدون قلقا متزايدا من أن تؤدي تصرفات مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون لاندلاع حرب بين واشنطن وطهران.

وأكدت الصحيفة، نقلا مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، صحة التقرير الذي نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” أمس الأحد حول توجه بولتون في سبتمبر الماضي إلى وزارة الدفاع بطلب إعداد خطة هجوم عسكري على إيران، على خلفية إطلاق مسلحين، قيل إنهم على صلة بإيران، ثلاث قذائف هاون على الحي الدبلوماسي في العاصمة العراقية بغداد، الذي تقع فيه السفارة الأمريكية.

ولفتت “نيويورك تايمز” إلى أن البنتاغون ردا على هذا الطلب طرح عدة خيارات، بما في ذلك شن هجوم جوي عابر للحدود على منشآت عسكرية إيرانية، مؤكدة أن وزير الدفاع حينئذ، جيمس ماتيس، وغيره من كبار المسؤولين في الوزارة عارضوا بشدة هذا السيناريو لاعتقادهم أن الهجوم على الحي الدبلوماسي في بغداد لم يشكل خطرا ملموسا.

وأكدت الصحيفة أن سلف بولتون في كرسي مستشار الأمن القومي، ريموند ماكماستر، سبق أن طالب البنتاغون عند توليه المنصب بوضع خطة عامة جديدة لمواجهة إيران عسكريا، لكن هذه الخطة لم تقضي بتوجيه ضربات إلى أهداف معينة، كما طلب بولتون لاحقا.

وذكر مسؤول أمريكي رفيع المستوى أن هجوما كهذا على إيران سيؤدي إلى اندلاع نزاع مسلح بين الطرفين، وإلى مطالبة العراق لواشنطن بسحب قواتها من البلاد.

ومنذ توليه المنصب في البيت الأبيض شدد بولتون من حدة الخطاب الرسمي إزاء طهران، ، لكنه سبق أن دعا، قبل تعيينه في الإدارة الأمريكية، إلى الإطاحة بالحكومة الإيرانية وضرب هذه البلاد عسكريا.

من جهته أشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، غاريت ماركيز، إلى إن توجيه ذلك الطلب إلى البنتاغون جاء ضمن أداء بولتون مهمته لا أكثر، موضحا أن من واجب مجلس الأمن القومي تقديم خيارات إلى رئيس البلاد.

وأشارت الصحيفة إلى أن بولتون ليس “الصقر الوحيد” في إدارة الرئيس دونالد ترامب، مذكرة بالتصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية مايك بومبيو مؤخرا من القاهرة، إذ قال إن دول العالم تدرك أكثر فأكثر ضرورة مواجهة إيران.

وأكد مسؤول كبير سابق في الإدارة الأمريكية أن بومبيو عارض أيضا خطة مهاجمة إيران عسكريا.

ولفتت الصحيفة إلى أن بومبيو تحدث أثناء جولته الحالية في الشرق الأوسط عن ضرورة التصدي لطهران، لكن دون التطرق إلى إمكانية اتخاذ خطوات عسكرية بحقها.

وأشارت الصحيفة إلى أن أكبر “إنجاز” لبولتون منذ توليه للمنصب هو خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، على الرغم من معارضة عدد من كبار المسؤولين لذلك، بمن فيهم وزير الدفاع السابق ماتيس ووزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، مضيفة أنه حتى بومبيو حاول إنقاذ الاتفاق عبر اتصالاته مع الأوروبيين قبل أيام من خروج واشنطن منه.