تقرير خاص : وكالة الصحافة اليمنية//
لم يقدم هشام السامعي سكرتير محافظ هادي السابق في تعز أي جديد في موضوع إقالة أمين محمود، حين نشر يوم أمس على صفحته في الفيس بوك ما أسماها بأسباب الإقالة.
السامعي اراد أن يُظهر أمين محمود بثوب البطل الذي ضحى بمنصبه من أجل تعز، لكنه لم يذكر صراحة كل ما يعرفه الجميع عن أن حزب الإصلاح كان وراء إقالة المحافظ الذي ظهر قبل قرابة عام من العاصمة الإماراتية في خطاب تحدِ مدجج بعشرات الوعود كلها لم تشفع له ولم تمكنه من إكمال عام واحد في منصبه الذي فرضته أبوظبي على هادي.
وقال السامعي أن “أمين محمود وضع مطالب مهمة على الرئيس عبدربه منصور هادي قبل صدور قرار إقالته”، وقد أشارالسامعي إلى تشكيلة ما وصفها بالجيش الحالي في تعز وبما تحتويها من مخاطر التكتلات المناطقية والجهوية ستؤدي إلى صراعات لا يحمد عقباها وستضرب المحافظة في العمق.
وأوضح السامعي أن أمين محمود وضع مطالب مهمة على الرئيس المستقيل هادي قبل إقالته من المنصب، وتضمنت “إجراء تغييرات في قيادة المحور والألوية العسكرية لتفادي تغلغل المناطقية والحزبية في القوات المسلحة والالتزام بعدم ممارسة العمل الحزبي والسياسي داخل المؤسسة العسكرية والأمنية والنأي بها بعيداً عن التكتلات” على حد تعبير السامعي.
وأكد أن محمود طالب هادي بتغيير مدير الأمن الحالي لرفضه العمل تحت مظلة السلطة المحلية وتوجهاتها وخططها وإصراره على العمل وفق توجيهات حزبية خارج إطار السلطة المحلية وإعادة كافة منتسبي الجهاز الأمني من الضباط والجنود.
وبحسب السامعي فإن محمود طالب بإلزم الأطراف السياسية داخل تعز بعدم التدخل في شئون المؤسسة العسكرية والأمنية وجهاز الشرطة ووقف الحملات الإعلامية والتحريض واستخدام المساجد وتحشيد الشارع ضد السلطة المحلية والسماح بعودة آلاف الضباط والعسكريين السابقين من أبناء القوات المسلحة والذين لم يحملوا السلاح ضد الشرعية ولم يتورطوا في أي أعمال مخالفة للقانون.
السامعي حاول تصوير محمود بصورة رجل الدولة الذي يريد أن تسير شئون المحافظة وفقاً للقوانين حين أكد أنه طلب من هادي تطبيق القوانين العسكرية والأمنية فيما يخص التعيين في المناصب القيادية داخل ما أسماها “المؤسسة العسكرية والأمنية” والتي تشترط تعيين ضباط من خريجي الكليات العسكرية والأمنية في المناصب القيادية داخل المؤسستين “وإخراج الوحدات العسكرية من أحياء المدينة وإعادة تموضعها في جبهات القتال” حسب قول السامعي.
وتحدث السامعي عن تقرير مفصل قدمه محمود لهادي حول ما وصفه “التجاوزات القانونية والفساد المالي داخل إدارة الأمن”، وأن مصفوفة المطالب تحمل حلولاً وفق رؤية واضحة لكل المشكلات والكوارث التي عانت منها تعز واليمن ككل” .
رجل الدولة والمهمات الصعبة وصاحب الرؤية الواضحة لكل المشكلات أمين محمود كما وصفه سكرتيره الإعلامي هشام السامعي، هو ذاته مسئول كهرباء ومياه الريف الملاحق بتهم فساد عديدة، وقد فشل خلال أقل من 10 أشهر على فرض الأمن داخل مدينة تعز في المناطق الواقعة تحت سيطرة الموالين لهادي والتحالف.
هذا وكان حزب الإصلاح – والقيادات العسكرية التابعة – له قد وجه اتهامات لمحمود بالتواطؤ مع أبوالعباس ومليشياته والجماعات الارهابية المنتشرة داخل مدينة تعز لتنفيذ مخطط إماراتي فوضوي.
وشهدت تعز مواجهات عنيفة ومتكررة بين مليشيات أبو العباس ومليشيات الإصلاح العام الماضي، وصلت إلى حد استهداف محافظ هادي السابق أمين محمود.
وكان هادي أصدر قراراً بإقالة أمين محمود من منصبه وتعيين نبيل شمسان بدلاً عنه في 31 ديسمبر الفائت, القرار وصف مفاجئاً وقد احتفى به إعلام الإصلاح وناشطيه بطريقة شامتة للغاية.