المصدر الأول لاخبار اليمن

مملكة بن سلمان.. قبضة حديدية يغلفها الغناء والترفيه

الخليج//وكالة الصحافة اليمنية//
انتهجت السعودية إستراتيجية جديدة للترفيه، من أبرز بنودها السماح بإصدار تراخيص للعروض الحية في المقاهي والمطاعم بالمملكة من عزف موسيقى والعروض الحية والمشاهد الكوميدية وحركات خفة اليد.

 

واعتبر رئيس هيئة الترفيه الفترة الماضية اختطافا فكريا للشعب السعودي. هذا الانتفاح الذي يشمل عروض الغناء والترفيه يتزامن مع قبضة حديدية في الداخل على أثرها تم الزج بالمعارضين والنشطاء ورجال الأعمال وعلماء الدين إلى السجون. تلك الرؤية التي يراد ترويجها لا تعيد إنتاج دور السعودية بل توسيع مساحات المرح واللهو.

 

وتثير السياسات الداخلية للمملكة تساؤلات وعلامات تعجب كثيرة في نسختها المحدثة على يد ولي عهدها بوصفه يحمل جوابا ضمنيا، بل من شأنه تبرير إرث التشدد الديني الذي طالما استند إليه الأجداد في حكم البلاد لعقود طويلة. لكن الترجمة العملية لتلك الدعاوى الانفتاحية تقتصر على تدفق الشباب السعودي إلى حفلات الرقص والغناء في مشهد يتوخى اقناع الغرب بصدقية منهج الانفتاح والتحديث على مقاس محمد بن سلمان الذي يسعى لإقامة بديل عن الفكر السلفي.

 

السعودية في نسختها الحديثة في ظل هيمنة ولي العهد على المقاليد تتحول من عصر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى عصر الترفيه والحفلات الحية في مقاهي البلاد.

 

وأكد رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيح أن هدف المملكة ان تصبح من أفضل أربع نقاط في آسيا منها اليابان وهونج كونج وسنغافورة، وأن تصبح من العشر الأولى على مستوى العالم في الترفيه. لكن مقارنة كهذه تحيل إلى التساؤل عن جوانب تنافسية أكثر أهمية تتجاهلها رؤية التحديث في المملكة ومنها على سبيل المثال أن السعودية احتلت المرتبة الرابعة والخمسين من حيث جودة التعليم لعام 2017، وفق مؤشر المنتدى الاقتصادي العالمي متخلفة بذلك عشرات المراتب عن أقرب الدول الخليجية وعن تلك الدول الآسيوية التي تمت المقارنة معها. وفي مجال حرية الصحافة تبوأت السعودية المرتبة 169 من أصل 180 دولة تضمنها تصنيف منظمة مراسلون بلا حدود لعام 2018.

 

وتزامن هذا الاندفاع نحو رغبات الترفيه مع استمرار معاناة البلاد من أزمات سياسية وعسكرية تكبدها عشرات المليارات من الدولارات خاصة في حرب اليمن ثم التدابير اليائسة لمعالجة جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، وهو أمر قالت وكالة بومبيرغ إن معالجته يجب أن تبدأ بالتخلي عن الخطط الفخمة لانفاق 500 مليار دولار في بناء مدينة نيوم.

 

صوت حفلات الترفيه والغناء في السعودية الجديدة لم يفلح أن يخفي أصواتا أخرى خلف القضبان الحديدية في السجون من علماء ومفكرين. ولم يفلح أن يبيض وجه النظام الجديد وإبعاد تهم القمع والديكتاتورية عنه.

 

وهكذا بضوء كل ذلك يرى خبراء علم الاجتماع والسياسة والمراقبون ان الرياض مطالبة قبل كل ذلك بإقرار الحريات السياسية وتوسيع هوامش حريات التعبير لمواطنيها لتحسين صورتها؛ بدلا من انشغالها ببرامج وخطط الترفيه؛ فليس بالترفيه وحده يحيا الإنسان ؛ ولا قيمة لأي ترفيه عند المقهورين ومسلوبى الارادة والخاضعين للمراقبة والمكممة أفواههم الا بما يريده الحاكم وحاشيته.

قد يعجبك ايضا