المصدر الأول لاخبار اليمن

إعلام التحالف يكشف عن تنسيق عالي المستوى بين الإمارات وتنظيم القاعدة في جنوب اليمن

هجمات القاعدة امتدت في أقل من نصف شهر من أبين إلى شبوة وهاهي الآن تهاجم حضرموت

تقرير خاص: وكالة الصحافة اليمنية//

يعود تنظيم القاعدة ليضرب مجدداً محافظة حضرموت ويشن هجمات شرسة على نقاط أمنية بينها نقطة القارة في مدينة شبام التاريخية.

 

حضرموت التي قالت الإمارات وقوات النخبة الحضرمية التي أنشأتها ، أنها استطاعت تطهيرها من عناصر وقيادات تنظيم القاعدة في فبراير العام الفائت ، ها هي مجدداً تتعرض لعديد هجمات خلال يوم واحد فقط.

 

تحركات القاعدة الأخيرة تبدو أنها تهدف إلى  صرف الأنظار عن مخططات خبيثة تسعى الإمارات وكذلك السعودية إلى استكمالها في المحافظات الجنوبية.

وفي مرات عديدة، خلال العام الفائت، أكدت وسائل إعلام دول التحالف مقتل العشرات من قيادات القاعدة في محافظة أبين الواقعة جنوب اليمن.

وسائل إعلام دول التحالف ووسائل الإعلام الموالية لها كانت أكدت كذلك نجاح قوات النخبة الحضرمية والشبوانية المدعومة والمسنودة من قوات الاحتلال الإماراتي، قد نجحت في القضاء على تنظيم القاعدة وطردهما من حضرموت وشبوة.

ومنتصف يناير الجاري قالت صحيفة “الاتحاد” الإماراتية أن مقاتلات التحالف وجهت ضربات جوية وصفتها بهجمات استباقية على مواقع تنظيم القاعدة في أبين، قتلت العشرات من عناصر قيادات القاعدة كانت متواجدة في معسكر عومران بمديرية مودية في أبين.

ويوم الأربعاء 16 يناير – أي بعد حديث الاتحاد الإماراتية عن هجمات التحالف الاستباقية على القاعدة في أبين – تمكن عناصر من تنظيم القاعدة من زيادة بسط نفوذهم شرق ووسط محافظة أبين، بحسب بيان صادر عن التنظيم.

بالإمكان الربط بين تصريحات وسائل إعلام التحالف وما يجري على أرض الواقع، فثمة تناقض مريب يعده كثير من المحللين السياسيين بمثابة إشارة من تلك الوسائل الإعلامية إلى تنظيم القاعدة للتحرك ميدانياً وتوسيع رقعة نفوذها، وهو ما يحصل فعلاً.

شواهد التنسيق بين قوات التحالف وتنظيم القاعدة وبعض الجماعات المتطرفة واضحة، فقد استعانت بهم في معاركها داخل اليمن منذ أربعة أعوام في مختلف الجبهات وسلمتهم معسكرات وعتاد حربي ضخم، رغم أنها وضعت الكثيرين منهم ضمن قوائمها الخاصة بالإرهاب، نتحدث هنا عن السعودية والإمارات وحتى أمريكا.

وتفضح الوقائع الميدانية ادعاءات قوات التحالف – خاصة الإماراتية – بخصوص حربها على تنظيم القاعدة الذي اتخذته ذريعة لتصفية حساباتها ضد خصومها، مثلما حصل في حضرموت العام الفائت.

ورغم اجتهاد الإمارات في اقناع الرأي العام المحلي والعربي والعالمي بحربها ضد القاعدة، إلا أن السيناريوهات التي ساقتها بدت “هوليودية ” لم يصدقها أحد وجعلت من الإمارات مثار سخرية.

وقد جاء إعلان تنظيم القاعدة سيطرته على مديرية المحفد منتصف يناير الجاري، ثم زحفه صوب حقول النفط في محافظة شبوة ليكشف أن حرب التحالف على القاعدة محاولة للتغطية على أهدافها الخبيثة داخل اليمن والتي تسعى إلى استكمالها بالتعاون مع “القاعدة” التي أصبحت أكثر أماناً وأكثر حرية في ظل التحالف الذي دعمها بتسليح نوعي.

وفي منتصف فبراير العام الفائت، أعلنت ما تسمى بقوات النخبة الحضرمية التي انشأتها الإمارات عن البدء بعملية وصفتها بالتطهيرية لوادي المسيني غرب المكلا من عناصر القاعدة.

كان الإعلان مثيراً للاستغراب، كونه جاء بعد ثلاثة أيام من قيام القوات الإماراتية بالإفراج عن عناصر من تنظيمي القاعدة وداعش بينهم 11 قيادي في مدينة المكلا.

وبعد ثلاثة أيام فقط على افراج الإمارات عن عناصر من تنظيمي القاعدة وداعش بينهم 11 قيادياً في مدينة المكلا، أعلن اليوم مقتل عنصر من تنظيم القاعدة واصابة آخرين في هجوم شنته قوات ما يسمى بالنخبة الحضرمية  في إطار عملية عسكرية لتطهير وادي المسيني غرب المكلا من عناصر القاعدة.

آنذاك قالت مصادر عسكرية لـ”وكالة الصحافة اليمنية” أن عملية استهداف القاعدة التي أعلن عنها ناطق ما يسمى بالمنطقة الثانية مجرد مسرحية ساذجة تحاول الإمارات من خلالها إلى تغطية خبر إفراجها عن عناصر وقيادات من تنظيمي القاعدة وداعش وصفت بالخطرة، فكيف تفرج عنهم ثم تقاتلهم.

وفي منتصف العام 2016 قالت وسائل إعلام خليجية أن القوات الإماراتية ومقاتلاتها الحربية قتلت 800 عنصر من عناصر تنظيم القاعدة في حضرموت خلال 24 ساعة، لكنها لم تبث مقطع فيديو واحد يظهر جثث القتلى ويؤكد صحة أقوالها.

وفضح مصدر عسكري ،آنذاك، مزاعم الإمارات والإعلام الخليجي حين أكد ان عدد الذين قتلوا في حضرموت جراء الضربات الجوية الاماراتية لم يتجاوز عددهم 7 اشخاص ولا علاقة لهم بتنظيم القاعدة وداعش الذي انسحب من المحافظة بناء على اتفاق مسبق في مسرحية مكشوفة بين الامارات والقاعدة مقابل انسحاب تلك العناصر الى مناطق ومدن اخرى والالتزام بعدم ملاحقتها.

وكانت مصادر استخباراتية كشفت في منتصف مايو 2016 أن الأجهزة الأمنية اليمنية حصلت على مراسلات ووثائق تثبت تورط حكومة الامارات في دعم تنظيم القاعدة والجماعات الارهابية المتطرفة في اليمن وتحديداً في المحافظات الجنوبية.

واكدت المصادر ان الاستخبارات الاماراتية قدمت اموال وأسلحة بكميات كبيرة لقيادات تابعة لتنظيم القاعدة وداعش في اليمن لتنفيذ أعمال إرهابية وتفجيرات واغتيالات في المحافظات الجنوبية.

المصدر أكد ان الوثائق والمعلومات تكشف عن ارتباط ضباط في المخابرات الاماراتية بعناصر وقيادات بارزة في تنظيم القاعدة وداعش في اليمن مضيفاً بأن من أبرز أولئك الضباط رفيعي الرتب العقيد سيف البريكي والنقيب احمد الكيبالي.

وكشف المصدر عن المهام الموكلة الى الاخيرين مؤكداً بأنهما اللذان يقومان بالتواصل الميداني مع عناصر تنظيم القاعدة ويتلقون من العناصر الارهابية المعلومات ويعطوهم الأوامر الميدانية والتوجيهات المباشرة.

وأضاف المصدر أن هناك ضباط في المخابرات الاماراتية يقومون بالتواصل مع العناصر الارهابية في تنظيم القاعدة وداعش وكذا تزويدها بالأسلحة والاموال بعملات اجنبية لتنفيذ عمليات ارهابية واغتيالات في عدد من المحافظات ومنهم الضابط في المخابرات الاماراتية علي العامري والضابط أبوبكر الجروي اضافة الى ضباط اخرين تم الحصول على معلومات وتفاصيل تورطهم بالجماعات الارهابية “القاعدة وتنظيم داعش”.

 

وخلال عام 2017، مثلاً، أدّت 127 غارة لطائرات من دون طيار أميركية إلى مقتل العشرات من عناصر «القاعدة»، لكن لم تحصل تصفية لقيادات وازنة، إلا الاسم البارز وأحد القيادات التاريخية، أحمد عبد النبي، وهو شقيق خالد المحتجز.

أما من قتل في الغارات فمعظمهم عناصر شابة وعادية من المؤدلجين، في حين شهدت صفوف القاعدة اختراقات أمنية هائلة، ما مكّن الأميركيين من الحصول على «الداتا» المناسبة للفرز بين الممكن تطويعهم والذين وجب قتلهم، حتى أن «القاعدة» اكتشف خلال السنوات الماضية نحو 50 مخبراً وأعدمهم.

ونوه محللون سياسيون أن الإمارات لا تتوانى عن التعاون مع كل من يفيدها في مهمتها داخل اليمن، بما في ذلك التعاون مع “تنظيم القاعدة”، وباقي التيارات السلفية، وحشود من المرتزقة.

وعملت الإمارات على تحييد تنظيم داعش، وقد تم نقل قيادات من التنظيم إلى أبو ظبي تحت ذريعة الاعتقال، لكن أعيد نشرهم في صفوف الميليشيات المدعومة من أبوظبي في الجنوب، واستطاعت مصادر عدة التعرف عليهم.

قد يعجبك ايضا