وكالة الصحافة اليمنية:
قال سيرغي رونوف، رئيس اتحاد المحاربين القدامى الروس، إن الاتحاد اتفق مع الجانب السوري على إقامة مدرسة لأبناء الشهداء في ضواحي دمشق، بتمويل من رجال أعمال روس، كتجربة يمكن تعميمها في محافظات أخرى.
وأعرب رونوف رئيس اتحاد المحاربين القدامى الروس الذين حاربوا في سورية عن إعجابه الشديد ببطولات الجيش العربي السوري وشجاعة جنوده وقدراتهم العالية في قتال المجموعات الإرهابية، مضيفا بأنه وخلال زيارته الحالية إلى سوريا، التقى العديد من الأهالي الذين حدثوه عن كيفية دفاعهم عن مناطقهم السكنية بقوة، ولذلك فهو يكن كل الاحترام لبطولة وشجاعة الجيش والشعب السوري.
رونوف تحدث عن ازدياد أعداد المنتسبين إلى اتحاد المحاربين القدامى الروس الذين حاربوا في سورية خلال السنوات الأخيرة وذلك نظرا لازدياد عدد الجنود الروس الذين شاركوا في العمليات العسكرية ومنهم ما يزال يشارك بها.
مضيفا أن الاتحاد بدأ بضم المقاتلين الروس الذين شاركوا في العمليات العسكرية في سورية خلال حرب 1973، ممن كانوا ينتسبون إلى عدة تشكيلات عسكرية سواء الطيران الحربي أو الأسطول الحربي أو الغواصين، إبان حقبة الاتحاد السوفييتي.
وخلال عام 1982 شاركوا في منظومة الدفاع الجوي لصواريخ اس 200 والتي لا تزال تعمل حتى الآن بشكل جيد وكانت في ذلك الوقت تتواجد ضمن مجموعتين في حمص وطرطوس وكانتا تغطيان كامل سماء سورية.
وكشف رونوف عن مباحثات تجري حاليا مع رابطة المحاربين القدامى وضحايا الحرب في سورية لتأسيس منظمة دولية للمحاربين القدامى في سورية تعنى بتقديم المساعدات الإنسانية إلى عوائل الشهداء ومصابي الحرب.
ولفت رونوف إلى أن اتحاد المحاربين القدامى الروس يرى بأن الحرب في سورية قد أوشكت على الانتهاء وأحد أهم المهام التي جاء للقيام بها هي إعادة الحياة الطبيعية السلمية إلى سورية، ولذلك تم طرح مشروع إقامة مدرسة لأبناء الشهداء في سورية وتم مناقشة المشروع مع رابطة المحاربين القدامى في سورية التي أبدت استعدادها لتقديم الأرض، وعرضنا أن تكون المدرسة حصرا لأبناء الشهداء ولكن الرابطة السورية رأت أن تكون مدرسة عامة لجميع الراغبين بالدارسة فيها، ولكن ستكون الأولوية لأبناء الشهداء، موضحا أن تمويل بناء المدرسة سيتم من خلال رجال أعمال روس، ولدى الاتحاد رغبة أن تدرس اللغة الروسية في هذه المدرسة، وهي سوف تقام في ضواحي دمشق وستكون تجربة أولى يمكن تعميمها في محافظات أخرى، معربا عن أمله في تنفيذها بأسرع وقت حيث أن الفكرة تم مناقشتها حاليا والاتفاق عليها خلال هذه الزيارة وسيعود إلى موسكو للتحضير لها.
بدورها، قالت كرستينا ماريا ليندرستوم وهي ناشطة اجتماعية وممثل خاص للمنظمة الدولية الإسلامية للأعمال في سورية: إنه تم الحديث في العام 2018 عن مشروع لإرسال حوالى 100 طفل من أبناء الشهداء للاستجمام فيروسيا ولكن وللأسف لم يكن لدينا وقت كاف لاستقدام أطفال أبناء الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة للقدوم والاستجمام في بيوت الراحة ومعسكرات الطلائع في روسيا.
وأضافت ليندرستوم:” لذلك ننوي في هذا العام زيادة العدد ليصبح 200 أو 300 طفل ليتم استقبالهم في حوض الفولغا في منطقة اوليانس، وتوفير جميع شروط الراحة والاستجمام لهم، مع إمكانية إدراج كورس تدريسي مختصر لتعليم اللغة الروسية بالإضافة إلى الألعاب والمرح وجولات على المسارح والأماكن التاريخية في روسيا، موضحة أن اختيار الأطفال سيتم بالدرجة الأولى بالتعاون مع وزارة الدفاع السورية وبالتعاون مع دير صيدنايا ودار الأيتام، مع إمكانية استقبال مرافقين للأطفال بالنسبة للصغار في العمر أو لذوي الاحتياجات الخاصة الغير قادرين على العناية بأنفسهم وكذلك استقبال المرافقين الطبين لمن هم بحاجة لمرافق طبي، حيث ستكون مدة هذه الزيارة كما هو متعارف عليه في العطل الصيفية 21 يوما.
وبالنسبة لمصاريف الأطفال في روسيا، أوضحت ليندرستوم بأن تمويل مصاريفهم سيكون من قبل مؤسسة معنية بشؤون المحاربين القدامى في سورية، وهي مؤسسة “فيمبل”، أما بالنسبة لمصاريف السفر وتذاكر الطيران سيتكفل بها رجال أعمال سوريون مقيمون في روسيا وهم لا يريدون ذكر أسمائهم، وهناك رجل أعمال سوري مقيم في دمشق أبدى استعداده للتكفل بمصاريف سفر أبناء الشهداء.
مشيرة إلى أن التحضيرات ستبدأ قريبا للمجموعة الأولى وستكون بداية البرنامج من موسكو من خلال زيارة الساحة الحمراء وزيارة معالم موسكو الأساسية ومساءً يسافرون إلى مدينة اوليانس حيث معسكرات الطلائع وأماكن الاستجمام.