صراع الخبز لا يزال مستمراً .. وحملات الرقابة على الأفران لم ترجح كفة المعركة بين المواطنين والتجار
صراع الخبز لا يزال مستمراً .. وحملات الرقابة على الأفران لم ترجح كفة المعركة بين المواطنين والتجار
تحقيق خاص // وكالة الصحافة اليمنية // محمد محمود//
اتسعت ظاهرة التلاعب بأوزان رغيف الخبز، في معظم الأفران والمخابز في أمانة العاصمة وعواصم المحافظات خلال الفترة الماضية.
وبالتزامن مع ارتفاع الأسعار خلال النصف الثاني من العام المنصرم، أمتد جشع مالكي المخابز إلى لقمة عيش المواطنين الذي يعتمد السواد الأعظم منهم على شراء الخبز من الأفران.
وزارة الصناعة والتجارة والسلطات المحلية، نفذت حملات ميدانية واسعة لوضع حد للتلاعب والعشوائية التي ضاق منها المستهلك اليمني.
وحددت الصناعة والتجارة سعر إنتاج الرغيف بوزن لا يقل عن 60 جراما، وسعر الكيلو للمستهلك من المخبز أو منافذ البيع في البقالات ب320 ريال، وسعر الرغيف للمستهلك بـ 20 ريال.
ولاقت الحملات الميدانية للجهات المعنية من وزارة الصناعة والتجارة ومكاتبها، والسلطات المحلية، على المخابز والأفران، ارتياحا كبيرا من قبل المواطنين، بالتخفيف من التلاعب بالأوزان وحجم الرغيف و “الروتي” الذي شكل معاناة إضافية على الأسر التي تعتمد على شراء الرغيف من المخابز.
حماية المستهلك : هذه حملات غير مجدية
أمين عام الجمعية اليمنية لحماية المستهلك صالح غيلان قال في حديثه لـ” وكالة الصحافة اليمنية” أن “الحملات الميدانية للرقابة على الأفران تعد حملات غير مجدية بشيء للمستهلك، ولن تحقق أي نجاح” على حد تعبيره.
واضاف غيلان “أن الحملات الميدانية تحتاج إلى رقابة فعالة ومستمرة، إلى جانبها آلية قوية لضبط المخالفين والمتلاعبين”.
معتبرا الحملات المتبعة في أمانة العاصمة وغيرها من المحافظات ينطبق عليها المثل” بدنا صيت ما بدنا مكسب”، بحسب رأيه.
إيقاف التلاعب
من جهته المواطن صالح محمد الحديبي قال في استطلاع ميداني اجرته “وكالة الصحافة اليمنية” أن ” رغيف الخبز عادة له عافيته، وأن مالكي الأفران كانوا قد عملوا على تصغير حجم الرغيف بجشعهم وتصغير حجم “الروتي” بشكل ينم عن جشع واستغلال لأقصى حد.
وأضاف الحديبي أثناء لقائنا به عند أحد المخابز في مديرية معين ـ أمانة العاصمة أن “مالكي المخابز كانوا على وشك خلق مجاعة بين المواطنين، إلا أن الجهات المعنية تداركت ذلك بالحملات الميدانية، والحمدلله الآن استعاد الخبز” الرغيف” وزنه الطبيعي في الأفران.
وأرجع السبب إلى المواطن نفسه الذي لم يبلغ عن المخالفات، بسبب السكوت على جشع التجار، رغم كل الانعكاسات السلبية التي تعود على الوضع المعيشي للمواطن.
اصحاب الأفران يطالبون بضبط تجار الجملة
الحاج أحمد علي قائد مالك احد المخابز تحدث بـ”صراحة” قائلاً أن “ارتفاع أسعار الدقيق والقمح يجبر مالكي الأفران والمخابز إلى تخفيض وزن الرغيف، ـ لأنه وبحسب تعبيره لا يوجد فائدة لمالك المخبز الذي عليه الكثير من الالتزامات والتكاليف من “إيجار محل وأجور العمال والكهرباء والحطب” وغيرها.
واضاف الحاج أحمد “لذلك يجب أولا ضبط التجار الذين يتلاعبون وبشكل مستمر بأسعار القمح والدقيق، لينضبط حجم الرغيف بعد ضبط تجار الدقيق والقمح، ووضع حد لظاهرة التلاعب بالأوزان من جذورها.
آلية ميدانية
إلا أن نائب مدير مكتب الصناعة والتجارة في أمانة العاصمة علي عبدالعزيز أشارفي حديثه لـ” وكالة الصحافة اليمنية” إلى أن الحملات الميدانية الرسمية نفذت وبنجاح كبير وأعادت للرغيف وزنه وسعره الطبيعي مراعاة لأوضاع المواطنين المعيشية.
مؤكدا بأنه تم إغلاق 175 فرنا ومخبز في كافة مناطق مديريات أمانة العاصمة خلال العام الماضي.
وأوضح نائب مدير مكتب الصناعة والتجارة في أمانة العاصمة أن عملية إغلاق الأفران والمخابز تأتي بعد مراحل من تسجيل المخالفات من قبل لجان الرقابة الميدانية، وتوجيه الإنذارات والإشعارات، ودفع غرامات مالية، وفي حالة تكرار المخالفات يتم الإغلاق وفق الإجراءات القانونية ومن قبل نيابة الصناعة والتجارة.
لافتا أن الخط الساخن ” 174 ” مهم جدا لكل المواطنين للإبلاغ عن أي مخالفات في الأسعار.
التزام في النهار ومغالطة الليل
وكشف أمين عام المجلس المحلي في مديرية الوحدة بأمانة العاصمة خالد أحمد محمد حُميد عن التزام بعض الأفران والمخابز بالضوابط المحددة منذ الصباح وحتى فترة الظهر، إلا أنه تم ملاحظة تغير الأوزان في فترة المساء، مبينا بأنه تم تنفيذ حملات رقابة ميدانية خلال فترة المساء.
مؤكدا بأنه تم ضبط 9 مخابز مخالفين للأوزان، والاشتراطات الصحية والتراخيص، والتي سبق وأن وجهت إليهم إنذارات الالتزام بضوابط الأوزان المحددة، لافتا بأن الحملات الميدانية مستمرة ضد كل من يمارس ابتزاز واستغلال المواطنين وخصوصا في مثل هكذا من الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
رقابة صحية
وفيما يخص الرقابة الصحية على الأفران والمخابز، أشار مدير عام صحة البيئة في أمانة العاصمة الدكتور محمد الأصبحي، إلى أن الرقابة الصحية على المخابز والأفران عبر الفرق الميدانية مستمرة، من خلال التأكد من جودة الدقيق المستخدم في صناعة وتجهيز الرغيف، وسلامة المعاجن واستخدام أدوات النظافة والمياه النظيفة الصالحة للعجين.
مبينا أنه تم تسجيل أكثر من 1150 مخالفة من إجمالي 5873 مخالفة في مختلف المنشآت الغذائية في أمانة العاصمة خلال العام المنصرم 2018.
وأوضح بأنه تم إصدار 7226 بطاقة صحية للعاملين في مختلف المنشآت الغذائية، وبمشاركة الهلال الأحمر اليمني، تم فيها إجراء مختلف الفحوصات الطبية للعاملين في المنشئات الغذائية.
ضبط التجار المتلاعبين
وتطرق عضو المجلس المحلي في مديرية الوحدة “منطقة البليلي” محمد عبدالولي زيد، أن الكثير من مالكي الأفران والمخابز يلتزمون بالأوزان المحددة من قبل الصناعة والتجارة والسلطات المحلية، إلا أن أسعار القمح والدقيق ترتفع من يوما لآخر، الأمر الذي يدفع بالبعض منهم إلى تغيير الأوزان، وهم قليلون جدا، إلا أن ما يجب هو ضبط التجار المتلاعبين بأسعار القمح والدقيق.
التزام أخلاقي
يؤكد مالك أحد المخابز في حي الجامعة ـ أمانة العاصمة ـ يوسف المطري، أن عملية البيع والشراء هي مسألة أخلاقية وأمانة من الصعب التلاعب بلقمة عيش المواطن الذي أصبح لا حول له ولا قوة.
مبينا بأنه حريص جدا على ضبط أوزان الرغيف مراعاة للوضع المعيشي للأسر التي تعتمد وبشكل رئيسي في الخبز على الأفران والمخابز، وانضباط ذاتي بما هو محدد من الجهات الرسمية.
وأشار إلى أن المعاناة تكمن في ارتفاع أسعار مادة الديزل، دفع به نحو إشعال “الحطب” بديلا للديزل، والذي تصل قيمة حمولة سيارة”دينا” من الحطب أكثر من 220 ألف ريال.
الأمر الذي يهدد بمشكلة بيئية خطيرة بسبب ظاهرة الاحتطاب التي أصبحت ظاهرة تهدد بإعدام الأشجار ويقضي على التنوع البيئي في كثير من المناطق اليمنية.