ترجمة /عماد المرشحي/ وكالة الصحافة اليمنية//
ذكر معهد ” CATO Institute” الأمريكي أن قناة “CNN” حطّمت قصة مهمة اليوم تشرح كيف قامت المملكة العربية السعودية والإمارات بنقل أسلحة أمريكية الصنع عمداً إلى جهات غير حكومية متسمة بالعنف.
جاء ذلك في مقال للمحللين السياسيان ” تريفور ثرال و كارولين دورمينى” تحت عنوان ” الأسلحة الأمريكية في اليمن: حكاية تحذيريه.
وبحسب المحللين السياسيين ´كان المقصود من بيع الحكومة الأمريكية بنادق أوشكوش العربات المدرعة والصواريخ المضادة للدبابات من طراز TOW، للحكومة السعودية التي عن طريقها وصلت تلك الأسلحة إلى أيدي المقاتلين المرتبطين بعناصر تنظيم القاعدة، والمليشيات السلفية المتشددة، وفصائل أخرى في الحرب على اليمن.
وقال التقرير أن ” حجم المشكلة في اليمن مزعج، والتشتت غير المشروع للأسلحة الأمريكية ليس جديدًا”.
مضيفا أن “السعودية والإمارات، لا يمكن الاعتماد عليهما العملاء، ولا ينبغي أن يأتي أي مفاجأة وقد أثبتت التجربة الأمريكية في الشرق الأوسط منذ فتره طويلة ان إرسال الأسلحة إلى مناطق الصراع هو أساس لكل المشاكل”.
مشيرا إلى أن بعد الغزو الأمريكي للعراق، قدمت الولايات المتحدة للعراق كميه هائلة من الأسلحة والمعدات من أجل أعاده بناء الجيش العراقي، ولكن في وقت لاحق، استولت داعش علي الكثير من الأسلحة الأمريكية بعد هزيمة الجيش العراقي في 2014 , مما جعل التنظيمات الإرهابية أقوى، وسمح لهم بالاستيلاء على جزء كبير من العراق.
تمكنت التنظيمات الإرهابية من شق طريقها إلى سوريا ، حيث واستولى تنظيم “داعش” أيضا الصواريخ التي قدمتها الولايات الأمريكية بعد أسابيع فقط من إرسالها لتسليح المتمردين السوريين الذي يقاتلون داعش والأسد.
وتطرق المقال إلى أن مشكله التشتت تقتصر علي ميدان المعركة، وكثيرا ما تنتهي الأسلحة الأمريكية من عبور الحدود الوطنية لبيعها في أعلي المزايدين بالسوق السوداء.
وكشف التقرير الذي تناولته شبكة CNN عن عرض أسلحة أمريكية في الأسواق السوداء اليمنية، و أيضاً في أسواق الصومال وجنوب السودان ومالي وكويت ديفوار وأمريكا اللاتينية.
مؤكدا أن ما يجعل القضية اليمنية صعبة ومزعجة بشكل خاص، هو حقيقة أن السعودية والإمارات، تشعران بحرية التخلي عن السيطرة على الأسلحة الأمريكية عمدا.
كان التحالف السعودي يأمل في الحصول على الدعم والمساندة من الميليشيات في المشهد السياسي المعقد للصراع الذي طال أمده. حقيقة أن مثل هذه التحويلات كانت غير قانونية من الناحية الفنية التي لم تعني الكثير
ووفقا للتقرير أن مؤيدي مبيعات الأسلحة يرون أن بيع الأسلحة إلى الحلفاء سيسمح للولايات المتحدة بالتأثير على سلوكهم، إلا أن الحرب على اليمن يوضح العكس تماماً، وذلك عندما يكون لدى عملاء مبيعات الأسلحة مخاوف مباشرة في ساحتهم الخلفية ،فان استعدادهم لأخذ التوجيهات من واشنطن العاصمة تتضاءل.
وأضاف التقرير أنه “ينبغي لراسمي السياسات أن يعتبروا هذا التقرير فرصه لأعاده التفكير في سياسة مبيعات الأسلحة الأمريكية. وكما أوضحنا في البحوث السابقة ، فانه ليس من المستحيل التنبؤ بهذه التحديات”.
كما أشار التقرير إلى أن بعض البلدان التي تقوم الولايات المتحدة بنقل الأسلحة إليها، مثل السعودية ومصر وأفغانستان والسودان والعراق ، تمثل مخاطر أكبر للعواقب السلبية غير المقصودة من غيرها.
لافتا أنه لا ينبغي للولايات الأمريكية أن تصدق فقط الوعود التي تقدمها الدول مثل السعودية والإمارات عندما تبيع الأسلحة لها، دون وجود ضمان بأنهم لن يرسلوها إلى الحركات الإرهابية، لذلك في بعض الأحيان ، فان أفضل ضمان هو فقط لا تبيع اي أسلحه علي الإطلاق.