المصدر الأول لاخبار اليمن

ردود أفعال وحالة سخط شعبي واسعة بسبب فضيحة 400 شخصية قبضت ثمن تدمير اليمن

الحوثي يطالب السعودية بالإفصاح عن أموالها المدفوعة للمرتزقة وبشفافية

ضجة كبيرة وأصداء واسعة وردود فعل متباينة في مختلف وسائل الإعلام اليمنية والخارجية ومواقع التواصل الاجتماعي، أثارها التقرير الخاص بوكالة الصحافة اليمنية الذي نشرته الخميس الفائت مدعما بوثائق رسمية كشفت عن أسماء 400 من قادة المرتزقة سياسيين وعسكريين وإعلاميين وأكاديميين وغيرهم تسلموا أموالاً من المملكة السعودية في مؤتمر الرياض 2015.

وخلال اليومين الفائتين تناسى اليمنيون كل الأحداث التي يمر بها البلد، وانشغلوا بقضية قوائم المرتزقة الذين باعوا وطنهم اليمن بـ150 مليون ريال سعودي في مؤتمر الرياض 2015.

أثمان تافهة لوطن عظيم، لهث وراءها قادة سياسيون وعسكريون ونخب حزبية وثقافية واجتماعية لا قيم لهم .. فكانت النتيجة حصار خانق، دمار لكل البنى التحتية وحتى المباني الأثرية.. قتل متعمد للأطفال والنساء والمدنيين الذين لاحقتهم طائرات العدوان بقيادة السعودية في كل مكان :بيوتهم، مدارسهم ، أسواقهم ، قراهم، صالات أفراحهم وعزائهم..

واكتشف اليمنيون حقيقة بيع “اليمن” في مؤتمر هو سوق نخاسة  لمرتزقة، دعتهم لهُ “السعودية” وعلى وقع الخيانة جعلتهم يباركون عدواناً غاشماً شنته –ومازالت – قوى تحالف دولي بقيادة السعودية والإمارات وبدعم لوجستي أمريكي.

الكشوفات ” الوثائق” فضحت جميع المرتزقة المحسوبين على صنعاء وأيضا الجنوبيون بينهم قيادات فيما يسمى بـ” الحراك”.. كما أظهرت كـم خُدع الشعب اليمني في شماله الثائر وجنوبه بقادته ورموزه الذين كبحوا ثورة الجياع والمسحوقين بدبابات علي محسن وعفاش واليدومي وآليات التحالف ومرتزقة الجنجويد وبلاك ووتر .

“وكالة الصحافة اليمنية” رصدت من مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل الإعلام   بعض ردود الأفعال المتباينة لشخصيات سياسية وأخرى اعلامية شملتها الوثائق فحاولت نفي تهمة “العمالة والارتزاق” عن نفسها فيما شككت أخرى بصحتها، لكنها جميعا اعترفت بصورة مبطنة أو بدون قصد بأنها صحيحة .. وعلق ناشطين على “الفضيحة المدوية” للفار هادي وقائمة 400 مرتزق .. فإلى التفاصيل.

أفاق الدكتور ياسين سعيد نعمان من سباته العميق -على دوي  الكشوفات والوثائق- فانتفض غاضباً وراح تارة يوزع اتهاماته على الحوثيين بأنهم وراء تسريب تلك الكشوفات في محاولة منهم لتضليل الناس – حسب زعمه – ، وتارة يطالب الأجهزة المختصة في المملكة العربية السعودية تكذيب ما أسماها بالمزاعم ، مؤكداً أن تزويراً قد طال أوراقها الرسمية – أي الجهات المختصة في السعودية.

 وإزاء الضجة التي أحدثتها تلك الوثائق أعلن  رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي وقوفه إلى جانب ياسين سعيد نعمان ومن معه من المطالبين للسعودية بالشفافية، قائلاً في تغريده  له على تويتر : “أن المرتزقة يقولون أنهم متأففون من الحديث عن كونهم يستلمون أموالاً من السعودية ، وأيضاً يريدون من السعودية أن تنفي تقديمها لهم فلوس”.

وتساءل الحوثي:” هل يعني أنهم عايشين على نفقاتهم الخاصة؟.. مستطردا بقولة: أنا أضم صوتي للمطالبين بالإفصاح عن ما تنفقه السعودية عليهم .. الشفافية مطلوبة”.

ويبدو أن قوائم “الارتزاق” أربكت سلطان البركاني ، صاحب مقترح “قلع العداد” الشهير نهاية العام 2010، الذي سارع في التشكيك أولاً في القوائم، ثم تشبث برمزية الارياني التي توفيت عام2013 وجاء اسمها ضمن القوائم، كدليل يبرئه هو، فيما مؤتمر الرياض عقد في 2015..

كما حاول أن يبدو ظريفاً في قوله :” من قاموا بعملية النشر كانوا كراماً فوضعوا أسمي ضمن الفئة الأولى ذات المليون الريال “، لكنه عاد مجدداً إلى ذكر أن رمزية الارياني متوفية في 2013، معتبراً إياها دليلاً ينجيه من تهمة الارتزاق.

سيل من الشتائم والاتهامات على من نشر الوثائق التي فضحت المرتزقة على مرأى ومسمع من كل اليمنيين الشرفاء.. كالها “البركاني” التي لن يستغربها القارئ الكريم والمهتم بالحقيقة، لكن  ثمة ردود مفحمة  للبركاني جاءت في السياق.

 ولعل أبلغ رد على البركاني ،ما جاء في حديث عضو مجلس النواب أحمد علي الكحلاني  فقال :” ماكنت أرغب أن أرد أو أوضح لولا طلب وإلحاح من بعض من أعزهم ومن يعرفون الحقيقة.. فصورة المذكرة والكشوفات بالأسماء والمخصصات إذا صحت فهو واضح كما نصت عليها أنها قبل انعقاد المؤتمر لمن سيتم دعوتهم وليس من استلم المبلغ المالي”.

معقباً : ” ومن لم يوافق على الحضور مثلي وآخرين تم دعوة شخصيات أخرى بدلاً عنهم ولم تتضمن هذه القوائم اسمائهم ولكنهم حضروا بالفعل وتم توثيق ونشر فعاليات المؤتمر والحاضرين إعلامياً ..فهل من المعقول أن استلم ويتم بعد عقد المؤتمر قصف وتدمير منزلي ومنزل والدي واخواني؟”.. وهنا برئ الكحلاني نفسه ، ولم يبرئ الآخرين كما فعل غيره.

أما توكل كرمان فقد أنكرت من جهتها حضورها مؤتمر الرياض وأنها لم تستلم فلساً واحداً.. معتبرة أن القائمة غير صحيحة وأنها تعرف العشرات ممن وردت أسمائهم في القوائم لم يحضروا، مؤكدة أن كثيرين ممن حضروا لم ترد أسمائهم في القوائم.

كرمان أنكرت حضورها مؤتمر الرياض واستلامها لأي مبلغ ، لكنها لم تنكر استلام الكثيرين للمبالغ المذكورة في الوثائق الرسمية السعودية .

 من جانبه حمل الناشط في الحراك الجنوبي شفيع العبد السلطات السعودية مسئولية إثبات أن الوثائق مزورة أم مسربة. .معتبراً أن غرض نشرها – في كلتا الحالتين – هو الإساءة والتشويه.

ويتناقض العبد مع منشوره ، حين يسأل لمصلحة من تم تسريب تلك الوثائق، ثم يوضح أن ما استلمه المشاركين في مؤتمر الرياض تحت مسمى “مكرمة” غير ما هو معلن في الكشوفات المزورة المسربة بحسبة.

وقال سعيد ثابت سعيد مدير  قناة الجزيرة في اليمن:” أن ما سببه اللغط الذي يتردد حالياً حول كشف بأسماء الأشخاص قيل أنهم استلموا أموالاً من السلطات السعودية ، وقد ورد أسمي ضمن تلك الأسماء ..وقد سبق أن نفيت هذا الموضوع في حينه ، لكني أود للمرة الأخيرة تأكيد الحقائق”.

مؤكداً :” لم أحضر ولم أشارك ابتداءً في ما يسمى بمؤتمر الرياض العام قبل الماضي وكان لي موقف ناقد لتنظيمه.. ولم استلم وأرفض من حيث المبدأ استلام أي مبلغ مالي من السلطات السعودية أو غيرها من السلطات مقابل مواقفي السياسية أو الفكرية”.

فعلاً، المواقف السياسية أو الفكرية ينبغي أن لا تُباع ..ولكن  قبل ذلك وفوق كل ذلك ودائماً وأبداً يجب أن لا يُباع الوطن.. غير أن ما حصل أن مؤتمر الرياض كان بمثابة اختبار وطنية ، فشل فيه لكثيرين حين وافقوا وباركوا وصفقوا للعدوان ضد بلدهم اليمن .  

هذا واتهم فتحي بن لزرق رئيس تحرير صحيفة عدن الغد الإلكترونية  السعودية أنها وراء تسريب كشف الأسماء للشخصيات التي تلقت منها أموالاً خلال الحرب ،  معللاً  أن هدف السعودية  ايصال رسالة سياسية لكل الشخصيات التي تضمنها الكشف.

واعتبر بن لرزق ان السعودية لم تسرب الكشوفات عفوياً وكان لها هدفاً كبير ورسالة سياسية لكل الأطراف مفادها ” :صرفنا عليكم كثيراً ولم نرى أي ناتج حقيقي على الأرض”.. مؤكداً أن هناك رسائل موجهة للشخصيات الجنوبية التي تبيع الوهم للناس في الجنوب وتدعي أنها وطنية وتريد إقامة دولة مفادها: “أنتم مرتزقة فلا تربكوا المشهد بالشعارات الفارغة “.

مختتماً : “يعني بالمختصر المفيد السعودية قالت لليمنيين لديكم 300 مرتزق وانتم شوفوا كيف بتتعاملوا مع كل مرتزق على حدة ..وانتم ايها الشعب اليمني وخراجكم مع هذه الأسماء.”

وذهب محمد الخامري رئيس تحرير صحيفة إيلاف إلى تحريض- من ينفون استلامهم أموالاً من السعودية ممن وردت أسمائهم ضمن وثائق رسمية “سرية” – بمطالبة “هادي وعياله بحقهم المكتوب في الكشوفات “، سواء كانوا من الحاضرين واستلموا أقل منه أو حضروا ولم يستلموا شيئاً.. لأن المبلغ صرف كاملاً كميزانية لمؤتمر الرياض.

أما الناشط الجنوبي باسم فضل الشعبي أن مصادر يثق بها أن كل الذين حضروا مؤتمر الرياض استلموا، والذين لم يحضروا ووردت أسماهم في الكشوفات هناك من استلم نيابة عنهم أو عن بعضهم.

وصنف ناشطون  الأسماء الموجودة في القوائم، كفئات في الارتزاق وجاءت خلاصة تعليقاتهم على النحو التالي :” في مرتزقة فئة أولى أمثال عبدربه ، وفي مرتزقة فئة خامسة أمثال كثيرين من الناس ..لا تشتري العبد إلا والعصا معه”.

فيما تسأل آخرين :” هل ستستجيب وزارة المالية السعودية لدعوة ياسين سعيد نعمان التحقيق في كيفية تسرب أو خروج أو نفي الوثائق المتعلقة بالأموال التي تلقاها أعضاء مؤتمر الرياض؟”.

كانت ردود الأفعال الشعبية واسعة جداً وساخطة حد شتم ولعن المرتزقة الذين استلموا من السعودية مبالغ طائلة فيما الشعب يعاني جداً .. وحملت ردودهم وجعاً كبيراً ، وجعاً بحجم اليمن .

سيتوقف اليمنيون كثيراً عند الفضيحة المدوية التي كشفتها – بالوثائق – وكالة الصحافة اليمنية ..لكنهم لابد أن يصحو ليحافظوا على وطنهم من مرتزقة باعوه على قارعة العمالة ،غير آسفين بشعب يتضور جوعاً ولا ببلدٍ يمعن العدو في تدميره.

قد يعجبك ايضا