ترجمة/وكالة الصحافة اليمنية//
اعتبر موقع “Lobe Log” الأمريكي أن الرغبة الأمريكية لتشكيل تحالف استراتجي في الشرق الأوسط يضم بجوار دول عربية وخليجية إسرائيل، ضد إيران، أمر لن يكتب له النجاح بسبب الخلافات العميقة بين البلدان التي يقوم عليها هذا التحالف من ناحية، وتراجع الرئيس الأمريكي عن قيادة هذا التحالف من ناحية أخرى.
وأوضح الموقع الأمريكي، بأن الجهود الأمريكية الرامية إلى تعزيز تحالفات الشرق الأوسط طالما تواجه عقبات، جراء المصالح المتضاربة للدول الرئيسية في المنطقة.
وقال الموقع أن محاولة البيت الأبيض تعزيز تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي (MESA) يتجلى من خلال خطاب وزير الخارجية مايك بومبيو في العاصمة المصرية القاهرة في 10 يناير/كانون الثاني عام 2019. ولكن هذه المساعي محكوم عليها بالفشل. إذ أن المشكلة لا تكمن فقط في أن بعض دول الشرق الأوسط لا توافق على أن إيران تشكل التهديد الأكبر. لكن العائق الأكبر هو أن ترامب يرفض مبدأ أن الولايات المتحدة ينبغي أن تتزعم التحالف بتسديد جزء كبير من فاتورة التحالف الاقتصادية والاستراتيجية. وهو يفضل في الواقع تمرير الجزء الأكبر من الفاتورة (والمخاطر) إلى مصر والأردن والعراق وجميع دول الخليج وإسرائيل وتركيا.
واضاف الموقع ان حساسية ترامب من قيادة التحالف قد أغضبت العديد من الزعماء الأجانب، ناهيك عن كبار صناع السياسة الخارجية في إدارته. حيث يجاهد بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون للحد من الأضرار الناجمة عن تفضيل رئيسهم لعدم قيادة واشنطن للتحالف وتحملها تكاليف التحالف ، وإنما يريدها من الحقيبة الاستراتيجية والمالية لأصدقاء واشنطن. وهى مشكلة لن تحلها أعداد خطابات وزيارات بومبيو وبولتون للمنطقة .
وقال الموقع بأن ترامب اشار كثيراً إلى أن التحالفات، بالنسبة له، عبارة عن صواريخ حماية قصيرة الأجل يتم التخلص منها عندما تخلُص الولايات المتحدة إلى أن عملاءها أصبحوا بلا فائدة، أو أنهم لم يدفعوا ما يكفي لتبرير خدمات واشنطن. وكذا كان قرار ترامب بسحب نحو 2000 جندي من سوريا، وبالتالي تضحية واشنطن بحلفائها الأكراد أثار غضب حلفاء أمريكا الذين اصبحوا لا يثقون في مزاعم الحماية الأمريكية التي تستنزف أموالهم عبثا .
وأكد الموقع بأنها المرة الأولى التي أظهر فيها ترامب منهجه الغوغائي في السياسة العالمية. إذ تسببت فجائية إعلانه وآثاره بعيدة المدى على مصداقية الولايات المتحدة في توليد موجة من الصدمات في أوروبا والشرق الأوسط وواشنطن. إذ بينما كان الهدف من زيارات بومبيو وبولتون للمنطقة هو إظهار أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة تجاه أصدقائها، لكن لم تقدم تصريحات المسؤولين الأمريكيين في إدارة ترامب بديلاً قوياً أو واقعياً لمبدأ «الأمر مجرد عمل» الذي يتبناه ترامب.