المصدر الأول لاخبار اليمن

لهذه الأسباب فشلت مساعي واشنطن في مؤتمر وارسو..!!

لهذه الأسباب فشلت مساعي واشنطن في مؤتمر وارسو..!!

تقرير/خاص //وكالة الصحافة اليمنية//

تؤكد الولايات المتحدة الأمريكية التي دعت إلى عقد مؤتمر في وارسو، سعت من خلاله للتحشيد ضد إيران وحصارها اقتصاديا وسياسيا، أن سياسات واشنطن لم تتغير، وأنها لا تقدم جديدا بقدر ما تستحضر تجارب الماضي الذي يشير إلى أن كل مكان تطأه القدم الأمريكية يتحول إلى بؤرة توتر واقتتال وحرب وفتنة ودمار.

حقيقة السياسة الأمريكية التي عاشها وعايشها العالم منذ ثلاثة عقود في العراق وفي يوغسلافيا وليبيا واليمن وأخيرا في سوريا، لم تعد خافية على العالم، وتحولت إلى ملفات يتم إضافتها إلى إرشيف التدخلات الأمريكية السابقة والتي تحولت إلى جرائم وخلفت كوارث إنسانية لا سابق لها، كما حدث في اليابان التي استهدفتها الولايات المتحدة بأول قصف نووي يشهده العالم، وكذلك ما تعرض له لشعب الفيتنامي الذي استخدمت ضده الأسلحة الكيميائية.

واليوم لا زالت الولايات المتحدة تستخدم سيناريو العقوبات والحصار الاقتصادي ضد روسيا وإيران وسوريا وفنزويلا، من أجل إخضاع هذه الدول لسياستها وتدميرها اقتصاديا.

واشنطن وتحت مسميات براقة ومن خلال عقد “مؤتمر وارسو” تسعى  لشيطنة إيران وتأمين الدعم لإسرائيل ولكن وعلى ما يبدو فقد فشلت الإدارة الأمريكية في هذا المشروع، حيث رفضت روسيا حضور هذا المؤتمر واعتبرته خطوة عدائية ضد إيران، وليس من أجل مناقشة حلول قضايا الشرق الأوسط.

لقد سعت الولايات المتحدة الأمريكية من خلال “مؤتمر وارسو” لكسب تأييد أكبر عدد من الدول لخططها في الشرق الأوسط إلا أنها لم تنجح  في حشد تأييد أطراف جديدة كانت تتطلع لتأييدها، فكثير من الدول رفضت الحضور وأخرى حضرت بتمثيل باهت، وهنا نسأل ما هو سبب فشل الولايات المتحدة في التجييش والتحشيد ضد إيران؟

 

 جربت الولايات المتحدة على مدى أربعين عاما كل السيناريوهات لإخضاع إيران وضرب بنيتها الاقتصادية عبر العقوبات والحصار، لكن بدون جدوى، وهنا نسأل على ماذا كانت تعول الولايات المتحدة إذا في مؤتمر وارسو الذي دعت إليه للضغط على إيران؟

مدير مكتب صندوق مارشال الألماني في وارسو ميشال بارانوفسكي قال قبل انعقاد مؤتمر وارسو: إن نتيجة المؤتمر يمكن أن تبرز الانقسامات أو تعزز الاتفاق بشأن إيران.

 وختم: “ستثبت النتائج النهائية إلى حد بعيد ما إذا كان هذا المؤتمر سيظهر زيادة التوافق أو سيبين اتساع هوة الخلاف”.

وعن الأهداف التي تسعى الولايات المتحدة من خلال هذا المؤتمر التأثير على إيران، وحشد الأوروبيين لإنشاء حلف، ضد إيران يقول روسلان ماميدوف المستشار الروسي بالعلاقات الدولية: “لا يوجد أساس قانوني لمبادرة الولايات المتحدة بعقد هذا المؤتمر، لذلك لن يكتب له النجاح، وروسيا رفضت حضور هذا المؤتمر”.

كما تحدث الصحفي الإيراني محمد غروي عن المؤتمر قائلا: “إن هذا المؤتمر ولد ميتا، وقد أرسلت بولندا التي تحتضن هذا المؤتمر مبعوثين إلى إيران، وطمأنت الجانب الإيراني، بأن بولندا لن تسمح لأي دولة بالتعرض لإيران، وقد أعطت وعودا للجانب الإيراني في هذا الموضوع، ومؤخرا جرى تغيير أسباب المؤتمر من قبل الأمريكيين أنفسهم الذين دعوا إلى هذا المؤتمر، وقالوا إن هذا المؤتمر من أجل السلام والأمن في الشرق الأوسط، والخطوة الثالثة التي أفشلت هذا المؤتمر أن أكثر من عشرين دولة كبيرة ومهمة رفضت الدعوة لحضور هذا المؤتمر، أما الدول المتبقية التي شاركت  فكان مستوى تمثيلها متدنيا جدا”.

وأضاف غروي: “لذلك فإن أساسات هذا المؤتمر رخوة ولن يأتي بنتائج كما تريد الولايات المتحدة، أمام صلابة إيران وموقف إيران ونفوذها الخطابي والسياسي والعسكري، وكما فشلت إسرائيل والولايات المتحدة سابقا بالتأثير على إيران، فإنها ستفشل في هذا المؤتمر أيضا بكل المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية”.

مؤتمر وارسو ورغم أن انعقاده جرى في الاتحاد الأوروبي، إلا أن كبرى القوى الأوروبية خفّضت تمثيلها فيه، باستثناء بريطانيا التي أوفدت وزير خارجيتها جيريمي هانت، والذي أشار إلى أن أولوياته تتمثل بالحديث عن الأزمة الإنسانية التي تسببت بها الحملة العسكرية التي تقودها السعودية على اليمن.

وبررت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني عدم حضورها بارتباطها بالتزامات مسبقة لكنها ستلتقي بدلا من ذلك بومبيو على مائدة في بروكسل، وهو في طريق عودته إلى الولايات المتحدة.

وحتى بولندا مضيفة المؤتمر، والتي تسعى لتعزيز علاقاتها بالولايات المتحدة للوقوف في وجه روسيا، أكدت أنها لا تزال ملتزمة بموقف الاتحاد الأوروبي الداعم للاتفاق النووي مع إيران الموقع عام 2015 لتخفيف العقوبات على طهران مقابل فرضها قيودا على برنامجها النووي، والذي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحابه منه في مايو الماضي إرضاء لإسرائيل.

قد يعجبك ايضا