المصدر الأول لاخبار اليمن

فصول المؤامرة… ربيع و وفاق وعدوان

 تحليل خاص // وكالة الصحافة اليمنية// 

منذ عقود ليست بالقليلة تتعرض اليمن دولة وشعباً للمؤامرة تلو المؤامرة من نفس العدو الذي كلما أوصدنا في وجهه باب فتح له الخونة والعملاء ثغرة جديدة في الجسد اليمني لينفث سمه عبرها حتى يصيب الجسم بالشلل.

في مطلع العام 2011م  وبعد سنوات من الاحتقان السياسي بين الاحزاب والقوى الرئيسية  ومع تدشين ما سمي بالربيع العربي في بعض الاقطار العربية وجد العدو فرصة ذهبية لتنفيذ مخططه الذي هو جزء من مخطط كامل رسم بعناية لتغيير خارطة الشرق الاوسط، عنوان المخطط كان معلناً بشكل رسمي من قبل الأمريكان الذين اوكلت لهم مهمة التنفيذ وتسلموا الشفرة السرية التي تضمن تحقيقه على أرض الواقع.

خرج الشباب العاطلين عن العمل غاضبين ورافعين رؤوسهم وأصواتهم ضد الحكومة، مطالبين بحقهم في الحصول على وظائف ومعبرين عن رغبتهم بالتغيير لأول مرة منذ عقود، كانوا صادقين في مطالبهم ومحقين في قضيتهم، كسبوا تعاطف من جميع شرائح المجتمع وتضامن من النخب الثقافية والفنية، وتعاطت معهم وسائل الاعلام المحلية “الاهلية والحزبية” والخارجية، التقطت المخابرات الدولية الحدث ووضعت مسطرتها عليه واكملت رسم مخططها بناء على الحدث الاخير الذي بين يديها.

لتبدأ بدفع عناصرها المدربة لتثوير وتغيير الأفكار وإعادة صياغة الشعارات، وأوعزت للأحزاب التي تدربت على يدها بالنزول الى الشارع للسيطرة على الشباب من جهة وتنفيذ أجندتها بواسطتهم وباسمهم ومن بينهم، كما وارسلت للحكومة اسلحة ومعدات أمنية خاصة بمواجهة الاحتجاجات حتى تزيد من الاحتقان بين السلطة والشارع وتضمن انسداداً سياسياً يتبعه مباشرة نوع من القتال الذي يكفي لإسقاط النظام واجراء التغيير المناسب والمرسوم في المخطط.

عجز النظام رئاسة صالح عن ايجاد حل مرضي لمن في الشارع الذي رفع سقف مطالبه برحيل صالح نفسه، واستمر الاحتقان حتى تعرض صالح ومعظم طاقمه السياسي للاغتيال في جامع دار الرئاسة، وبعد فترة من تلقيه للعلاج في السعودية عاد ليعلن عن قبوله بالشراكة مع الاحزاب السياسية ورحب بالمبادرة الخليجية التي قدمتها دول مجلس التعاون الخليجي والتي نصت على انتخاب عبدربه منصور هادي رئيسا توافقيا لمدة سنتين وتشكيل حكومة وفاق وطني.

انتهى الجزء الأول من المؤامرة على اليمن بإيصال عبدربه الى السلطة وتمكين الاخوان المسلمين من ادارة البلاد والتحكم بقرارات الرئيس والحكومة في نفس الوقت، في فترة رئاسته قام هادي بهيكلة الجيش وتفكيك المنظومة الصاروخية وانزالها من جبال صنعاء وتدمير معظم مؤسسات الدولة والقضاء على عدد كبير من الطائرات الحربية بما يشبه عمليات الاغتيال التي طالت عدد أكبر من الشخصيات الوطنية التي كانت معروف بالاخلاص والوطنية والنزاهة.

وصل الجميع الى نقاط مسدودة مع نهاية ولاية هادي وغرق البلاد بفساد حكومة الوفاق ومع اعلانها تنفيذ جرعة قاتلة خرج الشعب ضدها وضد هادي الذي قدم استقالته ثم فر الى عدن ومنها الى عمان، حينها تفاجأ هادي بأن السعودية قد شنت عدواناً على اليمن وشكلت تحالف عربي بذريعة إعادة الشرعية، لم يكن هادي قد التقط انفاسه بعد ولم يكن قد تمكن من تغيير الملابس التي فر بها لكن دول المؤامرة كانت قد أكملت ما بدأه هادي من تدمير للبنية التحتية العسكرية بقصفها للمطارات والمعسكرات والرادارت وأبراج الرصد في يومها الأول.

فرض العدوان واقعاً جديداً كان ولا بد لأبناء الشعب اليمني أن يتقبلوه صامدين وصابرين ومواجهين، وبعد فترة من الصمود والمواجهة اقتنع طرفي الصمود في صنعاء على ضرورة تشكيل حكومة لإدارة مؤسسات الدولة وادارة المعارك السياسية والعسكرية فانبثق من بينما المجلس السياسي الاعلى الذي شكل بدوره حكومة الانقاذ مناصفة بين كل من أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام.

لم يرق لدويلات العدوان التي أوكل لها دورا في تنفيذ المخطط الصهيوني الامريكي اعلان الشراكة الذي وقع بين المؤتمر والانصار، فبدأت تشتغل وتجند ما تستطيع من عملاء وتسليطهم عبر وسائل اعلامها وفي مواقع التواصل الاجتماعي للتشكيك في تلك الشراكة والقدح فيها والإيقاع بين رموز المكونين، وبعد أكثر من عام من تبادل الاتهامات بين طرفي الصمود وصل الطرفان الى حالة من الاتهام الرسمي والعلني، الامر الذي منح دول العدوان مجدداً فرصة لاستقطاب كوادر مهمة داخل المؤتمر الشعبي العام، ومع استقطاب الكثير من الاسماء المؤثرة والمحيطة برئيس الحزب فقد وصل هو الآخر الى مرحلة اقنع فيها نفسه بضرورة فتح صفحة جديدة مع دول العدوان وتبني خطاب مشابه ومطابق لخطاب العدو نفسه.

 

تلك الدول المعادية لا تكف أبداً عن استهداف اليمن أرضاً وانساناً مهما كلفها الأمر، لكن العجيب هو كيف استطاعت المخابرات الصهيوأمريكية الايقاع بصالح في شركها واقناعه وتجنيده في صف العدوان وهو الذي كان يحذر منذ 2011م ويعلن ويؤكد بأن الربيع العربي ما هو إلا مخطط صهيوني أمريكي وغرفة عملياته في تل أبيب.

قد يعجبك ايضا