المصدر الأول لاخبار اليمن

السعودية تمتهن أبناء الجنوب وتجبرهم على القتال نيابة عن جيشها “الهش”

خاص// وكالة الصحافة اليمنية//

بعد أن أغرتهم السعودية بالمال، ظن الكثيرين من شباب المحافظات الجنوبية اليمنية أنهم على بعد خطوات قليلة من تحقيق أحلامهم بالرفاهية والعيش الرغيد، غير أن ما حصل لهم كان كارثياً للغاية.

استدرجت السعودية مئات الشباب من المحافظات الجنوبية إلى مواقع الموت، مسترخصة  دمائهم وحاجتهم للمال، وبدلاً من إيصالهم إلى معسكرات تدريبية – كانت قد قالت أنها ستأخذهم إليها بغرض تدريبهم على مكافحة الإرهاب ثم إعادتهم إلى “عدن”-،فاجأتهم بقرار ترحيلهم للقتال بجبهات الساحل الغربي والجبهات الحدودية ليخوض حرب بالإنابة عن الجيش السعودي “الهش”.

وساقت لسعودية في العام 2016 حوالي خمسة آلاف مجند يمني من المحافظات الجنوبية عبر ميناء عدن إلى ميناء عصب الاريتري  لينخرطوا  معسكرات وقواعد عسكرية اقامتها وحلفاؤها في تحالف العدوان هناك، حيث تم نقلهم بعدها الى الحدود.

لم تستطيع السعودية وبما تملكه من ترسانة تسليحية هي الأغلى في الشرق الأوسط ،أن تواجه الجيش اليمني واللجان الشعبية، لأنها لا تثق  بجيشها “المرفه” وتعرف جيداً أنه سيسقط حتماً أمام ضربات أبطال الجيش اليمني.. فاختارت تحويل أبناء الجنوب إلى وقود لحربها الخاسرة، والتضحية بهم.

ثمة شباب رفضوا القتال بعد إدراكهم أنهم وقعوا في فخ مميت نصبته لهم السعودية والإمارات عبر وسطاء وسماسرة جنوبيين. سماسرة بدرجات عقداء وعمداء ومشايخ ووزراء ،فقامت السعودية باحتجازهم واعتقالهم.

 يوم أمس الاثنين ناشدت أسر  يمنية جنوبية، الرئيس المستقيل هادي، بالسعي للإفراج عن أبنائهم المحتجزين في السعودية، على خلفية رفضهم القتال في الجبهات الحدودية ضدا لجيش اليمني واللجان الشعبية اللذين يقفان كحائط صد منيع أمام مخططات تحالف العدوان التدميرية بحق الشعب اليمني.

 وطالبت عوائل المعتقلين، وهم ضباط جنوبيين ينتمون إلى مديرية ردفان في لحج، الجهات المختصة في حكومة بن دغر والقيادات العسكرية الجنوبية، الإفراج عن أبنائهم المجندين والضباط، المحتجزين في السعودية، لرفضهم توجيهات تحالف العدوان بخوض الحرب في الحدود اليمنية نيابة عن الجيش السعودي.

وكانت السعودية قد قامت باحتجاز أبناء تلك الأسر، مع عدد كبير من الضباط من أبناء المحافظات الجنوبية، على خلفية اتهامهم بتحريض الأفراد، بعدم الانصياع لتوجيهات القيادات العسكرية، بخوض الحرب في حدود اليمن مع السعودية، الأمر الذي أدى إلى ترحيل المئات من الأفراد من معسكرات التدريب في السعودية إلى عدن، من دون أي مصاريف أو حتى قيمة تكاليف السفر من السعودية.

يُذكر أن ضباط تابعين لمعسكر القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب في عدن، تم تسفيرهم قبل 7 أشهر، بمعية المئات من الأفراد إلى السعودية، لغرض التدريب والتأهيل في جوانب مكافحة الإرهاب، والعودة لترتيبهم وتطبيع الوضع الأمني في العاصمة عدن، ليتفاجأ الضباط والأفراد بأوامر “التحالف” لهم بالمشاركة في المعارك ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية، ما دفعهم رفض ذلك، قبل اعتقالهم من قبل السلطات السعودية.

وبعد أن وضعت قيادة تحالف العدوان شباب الجنوب اليمني أمام خيارين إما الموت قتلاً أو الإخفاء القسري والاعتقال، تحركت بعض الأصوات الجنوبية منددة وساخطة ورافضة استغلال جوع وأوجاع أولئك الشباب وأسرهم بأرخص الأثمان وأحقر أساليب النخاسة السياسية والعسكرية.

وكان الصحفي صلاح السقلدي قد كشف عن أن شباب الجنوب أصبحوا وقوداً لحرب قوى إقليمية ويمنية لئيمة، وأن هناك الآلاف من الشباب يتم استدراجهم بطريقة حقيرة إلى أحد المعسكرات السعودية، بزعم تدريبهم على مكافحة الإرهاب ومن ثم إعادتهم إلى عدن، ليتفاجؤوا بقرار ترحيلهم للقتال بجبهات الساحل الغربي وميدي والجبهات الحدودية، من خلال وسطاء وسماسرة جنوبيين. سماسرة بدرجات عقداء وعمداء ومشايخ ووزراء.

وأضاف: ولمّـا كان الرفض هو قرار هؤلاء الضحايا، تم قمعهم بصورة مهينة موقعين بهم وبأسرهم شتّى صنوف الأذى والضرر الجسدي والمعنوي، قبل أن يتمكن بعضهم من الفرار إلى مناطق بالعمق الشمالي، ما زال مصيرهم مجهولاً حتى الساعة، والبعض منهم تم اقتياده عنوة إلى جبهات قتال متفرقة بطريقة الإرغام والعجرفة، وكثير منهم مازالوا في ذلك المعسكر الجيزاني المروع، دون أن يكترث لمأساتهم أحد، لا من الجنوب وحراكه ومجلسه «الانتقالي»، ولا من «الشرعية» البائسة لهادي.

واصفاً ما تعرض له شباب الجنوب مأساة حقيقية، كونهم ضحايا وجدوا أنفسهم يباعون كسلع بشرية بأسواق نخاسة السياسية، وبازارات الارتزاق، وكحطب حرب تخوضها أطراف يمنية بالوكالة.

وثمة أحاديث مؤلمة لشباب جنوبيون نجوا بأعجوبة  من القتل والاعتقال – كشفتها بعض وسائل الإعلام – عن الكيفية التي كانوا يجبرون فيها على التقدم عبر طرق مشبعة بالألغام، وإلى مواقع بعمق الجبهات، ليكونوا عبارة عن بالونات اختبار، وليجدوا أنفسهم كل مرة في مأزق حقيقي تنهشهم القذائف وتبتلعهم  رمال الألغام وتمزّق أجسادهم الهزيلة المتعبة الشِراك والفخاخ والمصائد المزروعة.

وكان العشرات من المجندين الجنوبيين فروا من أحد المعسكرات السعودية في جيزان قبل اسبوع.. وبحسب موقع “عدن الغد”  قالت أسر مجندين جنوبيين تلقوا تدريبات مكثفة لأشهر بمعسكر سعودي على الحدود اليمنية السعودية وأنهم تمكنوا من الوصول إلى محافظاتهم عقب عملية فرار ناجحة يوم الأربعاء الفائت.

لمجندين الذين تم تسجيلهم في ما يسمى باللواء الاول “مكافحة الإرهاب” استطاعوا الفرار من معسكر للجيش السعودي بمنطقة بيشة بمحافظة جيزان.. ووصلوا إلى شبوة ولحج وأبين وعدن قادمين من الأراضي السعودية عبر منفذ الوديعة.

وشهد المعسكر اضطرابات شديدة عقب إبلاغ الجنود أنه سيتم إرسالهم إلى جبهة قتالية لمقاتلة من أسموهم “الحوثيين” بصحراء ميدي.

وقال المجندون في رسائل شكوى نشرتها وسائل إعلام محلية أنه لم تصرف لهم مرتبات ولم يتحصلوا على تغذية كافية، فيما نشر أخرون في وقت سابق مقاطع فيديو تظهر احتجاجات داخل المعسكر.

وتبدو شكاوى اسر المجندين والضباط الجنوبيين ، ميئوس من الاستجابة لها، فالرئيس المستقيل هادي وحكومة بن دغر غير قادرين على أتخاذ أي قرارات من أي نوع ،باستثناء مباركة العدوان على اليمن وقتل أبنائه.

قد يعجبك ايضا