تحليل خاص: وكالة الصحافة اليمنية//
ثمة تاريخ جديد تصنعه لليمن ثلة “مؤمنة” من رجال “صدقوا ماعاهدوا الله عليه”..ومن رحم “الصمود” يولد اليمن من جديد .. انتصاراته عبرت الحدود وأجبرت العالم أن يقف لها بإحترام.
ومثلما يجيد أحرار اليمن استخدام بندقياتهم لصد غزو عدوٍ غاشم.. يجيدون التفاوض ولكن وفق إخلاقياتهم التي تؤمن أن الذهاب إلى ِالسلام لا يمكن أن يكون على حساب الكرامة، وأن الصدق مبدأ مهم في السياسة.. وقد أوصلهم صدقهم وعدالة قضيتهم إلى البرلمان الأوروبي الذي استمع لهم باهتمام بالغ.
ثلاثة أيام قضاها رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام في أوروبا،بدعوى رسمية من البرلمان الأوروبي أسفرت جملة نتائج إيجابية، تحدث عنها عبدالسلام بإسهاب في بيان حمل في طياته دلالات عديدة.
رئيس الوفد الوطني الذي استطاع لفت انتباه المجتمع الدولي إلى ما يقدمه من أداء سياسي مرن وخطاب متزن يغلب مصالح اليمن، كان خلال الثلاثة الأيام الفائتة في بروكسل يسجل انتصاراً سياسياً جديداً وهذه المرة في قلب أوروبا وداخل برلمانها.
التقى عبدالسلام بعدد من أعضاء البرلمان الممثلين دول مختلفة من الاتحاد الأوروبي لمناقشة القضية اليمنية، سياسياً وإنسانياً واقتصادياً ومسار العدوان العسكري، والتحديات التي تواجه السلام ومسار اتفاق ستوكهولم وملف الأسرى والتهدئة في تعز.
ويبدو أن ما قدمه الوفد الوطني المفاوض في السويد، وكذا المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطنية في صنعاء من تعاون مع الأمم المتحدة ومبعوثيها، واللجان الدولية قد دفع البرلمان الأوروبي إلى توجيه دعوة رسمية لمحمد عبدالسلام لأنها تثق بأنه يقول الحقيقة ويتعامل كسياسي شجاع.
كسر البرلمان الأوروبي طوق العزلة الذي ظن تحالف العدوان على اليمن بقيادة السعودية أنه قد جعله حاجزاً لا يمكن أن تتسرب منه حقائق جرائم الإبادة التي يقترفها بحق الشعب اليمني، لكن التحالف خسر أيضاً هذه المعركة وهاهي أوروبا تبدو متحفزة لمعرفة ما يجري في اليمن من مآسي.
عرض عبدالسلام الذي حظي بثقة البرلمان الأوروبي، تفاصيل المأساة الكاملة للمعاناة الإنسانية في اليمن المصنفة الأكثر سوءاً على مستوى العالم والأكثر سوداوية في العصر الحديث.
وقدم عبدالسلام موجزاً للتصور المطلوب للحل السياسي الشامل في اليمن في مختلف مؤسساته التنفيذية والمرحلة الانتقالية المقبلة والشراكةالوطنية بين كل الأطراق، وهو تصرف يكشف أن اليمن الكامل السيادة المسألة المبدائية الثابتة التي يجب أن يجتمع عليها كل الفرقاء السياسيين اليمنيين من أجل مصلحة الوطن وناسه.
وبحسب بيان عبدالسلام، فإنه وضع البرلمان الأوروبي أمام الوضع الإنساني الكارثي في اليمن بسبب عدوان التحالف الذي سعى لتعويض خسائره الميدانية في ساحات المعارك بالانتقام من المدنيين اليمنيين.
اعتمد عبدالسلام المصداقية المدعومة بالوثائق والصور والخرائط في مكاشفته للبرلمان الأوروبي عن مسار اتفاق السويد، التصور الكامل الذي قدمه رئيس الوفد الوطني المفاوض كان معلوماً للجميع وسائل إعلام ومنظمات حقوقية ودولية وحتى الاتحاد الاوروبي وعدد من سفراء العالم.
لم يذهب عبدالسلام إلى بروكسل في رحلة استجمامية، وهو أصلاً لم يعتد على رحلات من هذا النوع، لذلك فإن المهمة الوطنية التي رافقه فيها عبدالملك العجري عضو الوفد الوطني كانت مجهدة للغاية.
وفي حين تسجل حكومة هادي أرقام فساد فلكية، وفضائح عابرة للقارات، واخفاقات متوالية، ويتم طردها من بعض المطارات وتجاهل دعوتها حضور بعض المؤتمرات الهامة كمؤتمر برلين قبل قرابة الشهرين .. تمضي “صنعاء” في ترصيع سجلها السياسي الجديد بعديد انتصارات بارزة.. واليوم هاهي صنعاء تخاطب البرلمان الأوروبي بندية واحترام بالغ وتوجه له دعوة لزيارتها للإطلاع عن كثب على كل مايريدون معرفته.
الدعوة تعد بمثابة إعلان ثقة، أرادت صنعاء من خلالها أن تقول للعالم نحن هنا، ندافع باستبسال عن كرامة وطننا وسيادته، ونكتب تاريخاً جديداً من الصمود والعزة، ونذهب إلى المفاوضات من أجل سلام عادل ومشرف.
لقد عاشت اليمن مكبلة لعدة عقود، وكان قادتها مجرد تابعين لأنظمة إقليمية ولا يمتلكون حق تقرير مصير البلد ولا الاستفادة من خيراته وثرواته..وكل ما فعله أولئك القادة هو الإيغال في الفساد والتدمير الممنهج للأرض والإنسان، غير أن الوضع تغير الآن، فثمة قوى ثورية شابة وطموحة قررت تخليص اليمن من التبعية، وإعادتها إلى الواجهة التي تليق به، ويبدو أنها ستنجح.