بعد مليشيا النخبة.. السعودية والإمارات تجندان “السلفية” للسيطرة على المهرة
بعد مليشيا النخبة.. السعودية والإمارات تجند “السلفية” للسيطرة على المهرة
محمد عبدالملك// متابعات// وكالة الصحافة اليمنية
تحريض معلن وخطابات دخيلة تقوم بها عناصر سلفية يمنية قامت السعودية والإمارات مؤخراً باستقدامهم من مدن يمنية مختلفة إلى محافظة المهرة أقصى شرق البلاد والمحاذية لسلطنة عمان، وفقاً لناشطين من أبناء المحافظة تحدثوا للجزيرة نت.
وتعكف تلك العناصر بشكل مستمر على التحريض ضد القيادات الوطنية والاجتماعية المناهضة لوجود القوات السعودية في المهرة، وتحاول إقناع الأهالي -بلغة الوعظ الديني- بأنه من غير المنطقي انتقاد ممارسات السعودية أو التظاهر ضدها وفقاً للناشطين.
وبحسب مسؤولين في اللجنة المنظمة لاعتصامات المهرة فإن السعودية الإمارات تعمدان إلى تأسيس صراع جديد في مدينة المهرة من خلال جلب تلك العناصر والتي يبدو خطاب البعض منها متطرفاً، ولا ينسجم مع طبيعة سكان المدينة الرافضين للتعصب.
كما يجري دعم تلك القيادات السلفية بأموال طائلة تدفع لهم شهرياً، فضلا عن توفير مساكن لهم وتوزيعهم في المساجد والمدارس إضافة إلى ترتيبات لإنشاء مراكز ومقرات خاصة بهم، وفق حديث المسؤولين للجزيرة نت.
تمكين وتوطين
ولعل أبرز محاولات السعودية والإمارات الرامية -لتمكين السلفيين الوافدين للمدينة- يتمثل في الدفع بأجزاء منهم وتوطينهم في منطقة قشن أقدم البلدات التاريخية بالمهرة، وهو ما قوبل برفض من الأهالي وفقاً لمصادر محلية خاصة تحدثت للجزيرة نت طلبت عدم الإفصاح عن هويتها.
وإضافةً إلى منطقة قشن، تم جلب عدد من العناصر الأخرى أيضاً إلى مديرية حصوين ومناطق أخرى، وفقاَ للمصادر ذاتها والتي تحدثت أيضاً عن وصول أحد أقارب قيادي سلفي معروف مؤخرا إلى مطار مدينة الغيضة عاصمة محافظة المهرة والذي تشرف عليه عسكرياً القوات السعودية.
الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية نبيل البكيري وصف -في حديث للجزيرة نت- هذه الخطوة بغير الموفقة على المدى القريب والمتوسط، واعتبر البكيري هذا الأمر تفخيخا وتعقيدا للمشهد أكثر مما هو معقد أصلاً في محافظة المهرة والتي تشهد حراكاً مستمراً بين الأهالي والقبائل والقوات السعودية التي تحاول السيطرة على المدينة بالقوة.
وقد يدفع استقدام السلفيين للمهرة -وفقاً للبكيري- إلى صراعات مجتمعية بخلفية عقائدية حيث إن “هذه المنطقة عقائدياً تعتبر أشعرية شافعية فيما هو معروف عن السلفيين بخلفيّتهم الوهابية والتي قد تشكل في النهاية مصدر تأجيج للخلافات العقائدية كما هو الحال في الكثير من المناطق”.
ويضيف البكيري أن هذه الخطوة ستدفع حتماً لتعقيد المشهد المحتقن أصلا، وتدخل المدينة والمنطقة بحالة استقطاب وهو أمر المهرة “في غنى عنه ويجب إيقاف الدفع بتلك العناصر لأداء أدوار بعضها واضحة وأخرى خفية”.
فشل وانتقام
وأرجع محللون سياسيون تحدثوا للجزيرة نت هذه الأمر إلى الفشل الذريع لمحاولات السعودية والإمارات السيطرة عسكرياً على المهرة وشراء ولاءات رجال القبائل وعجزها عن تركيع الأهالي الرافضين لوجود أي قوات عسكرية لهما على الأرض، وبذلك لم يجد البلدان من وسيلة سوى استخدام السلفيين وتمكينهم من نشر الفوضى وضرب المهرة كما هو الحال السائد في جنوب البلاد.
وبحسب مسؤول في حكومة “هادي” تحدث للجزيرة نت، لا يزال مشروع السعودية والإمارات في إعداد وتشكيل نخبة عسكرية بالمهرة قائماً وقد تم بالفعل تجنيد قرابة 1500 شاب تم استقدامهم من مدن الجنوب (عدن والضالع) من أجل إنشاء مليشيات من “خمسة آلاف جندي” كما هو حاصل في بقية المدن المحتلة، ويندرج ذلك ضمن ما أصبح يعرف بسباق النفوذ السعودي الإماراتي على المهرة.