شيع الإعلاميون الرياضيين وعدداً من الشخصيات الاجتماعية والرياضية اليوم الأحد في العاصمة صنعاء جثمان زميلهم الإعلامي الرياضي محمد الأهدل “شهيد البحر الأبيض المتوسط” الذي توفي غرقاً في البحر ووجدت جثته في ساحل ولاية شلف الجزائرية، عقب رحلة هجرة في قارب هوائي كان يتجه من الجزائر إلى إسبانيا وعليه 16 شخصاً يبحثون عن فرص عيش كريم لم يتوفر لهم في البلاد العربية.
القارب الذي حمل جنسيات مختلفة، تعرض للغرق بعد أقل من ساعتين من إبحاره إثر تعرضه لخرق لم يمهلهم سوى ثواني، حيث نجا بعضاً ممن استخدموا سترات النجاة لينقذهم خفر السواحل الجزائري فيما توفي فلسطينيين تم العثور على جثثهم لاحقا لتصل إلى رام الله، بينما ظلت الآمال تحدو اليمنيين وأسرة الأهدل في أن يكون نجلهم قد نجا بأي طريقة خاصة أنه لم يتم العثور على جثته.
عناء وأمل
مرت الأيام وكل يوم يزداد الأمل، الزملاء يتابعون، يأملون أن يكون البحر رحيما بالشاب الخلوق، أن يكون برميل المازوت الذي كان معه قد شكل طوق نجاة تشبث به، وبعد مناشدات الزملاء من خارج اليمن وداخلها، تحركت السفارة اليمنية وتواصلت مع خفر السواحل الجزائرية، لم تمض سوى أيام قليلة حتى جاء الموج بالخبر الحزين، الأهدل في ذمة الله، شهيداً بعد العثور على جثته في ساحل جزائري.
ولكي يعود الجسد إلى اليمن ليدفن فيها، تفاعل شباب اليمن في الجزائر وتكفل أحدهم بتكاليف نقل الجثة إلى العاصمة المصرية القاهرة، وتم شراء التابوت، وسخر الله للشاب من تكفل بنقل جثمانه إلى عدن ومن ثم إلى صنعاء ليستقبلها أهله ومحبيه وجيرانه وزملاءه بالدموع.
جنازة مهيبة زفت الشهيد إلى مثواه في مقبرة النصر، بتواجد أعداداً غفيرة من المحزونين أهالوا على جسده الطاهر التراب وهم يدعون له بالرحمة والمغفرة.