تحليل : وكالة الصحافة اليمنية//
بعد أربع سنوات من الحرب والحصارعلى اليمن تصر الإدارة الأمريكية على استمرار هذه الحرب رغم الكارثة والمأساة الانسانية ودخول الحرب عامها الخامس مسجلة فشلا ذريعا في تحقيق أهدافها التي رسمت لها عشية الانطلاقة في 25 مارس عام 2014 فقد أستطاع الشعب اليمني رغم الحصار والحرب غير الأخلاقية الصمود وإفشال أهداف قوى التحالف.
لقد كان إعلان الحرب على اليمن من واشنطن دليل واضح على أن هذه الحرب هي حرب إميركية من البداية فموقف واشنطن في استمرار العدوان والحصار على اليمن موقفاً مؤثراً ومحورياً ، فمشاركتها في الدعم والتخطيط للعدوان السعودي الإماراتي وادارتها وتحكمها فيها يثبت ان استمرارها مصلحة أمريكية لضمان استحلاب السعودية والامارات من خلال دعمهم سياسيا وعسكريا.
تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأخيرة أثبتت إصرار واشنطن على استمرار الحرب والحصار رغم سوء الأوضاع الإنسانية والتحذيرات التي تطلقها مئات المنظمات الدولية العاملة في الشأن الإنساني حيث قال بومبيو إن إدارة ترامب تعارض فرض قيود على المساعدات الأمريكية للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن مضيفا ان بلاده ستستمر في دعم السعودية والإمارات في حربهما في اليمن
، وربط بين دعم بلاده للسعودية وسياسة واشنطن العدائية تجاه إيران متجاهلا الادلة القاطعة على أن بلاده وسياستها في المنطقة وحلفاءها هم من اوصلوا اليمن الى هذا الجحيم وهذه الكارثة.
وتأتي تصريحات بومبيو بعد القرار الذي اتخذه مجلس الشيوخ الأمريكي المتضمن إنهاء الدعم العسكري الأمريكي للتحالف الإماراتي السعودي حيث صوت الأعضاء بأغلبية 54 صوتا مقابل 46 في المجلس المؤلف من 100 عضو، لصالح القانون الذي يسعى لمنع الجيش الأمريكي من أي نوع من المشاركة في الصراع، بما في ذلك توفير دعم للضربات الجوية السعودية على صعيد الاستهداف دون تفويض من الكونجرس ويمثل هذا القرار حسب العديد من المحللين ضربة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لسياسة دونالد ترامب الخارجية وتحالفه مع الرياض وابوظبي في اليمن , غير ان تصريحات بومبيو هذه تعتبر تحدي من قبل إدارة ترامب للكونغرس وكان مسؤولون أمريكيون أعلنوا في وقت سابق ان ترامب سيستخدم حق النقض الفيتو لإفشال هذا القرار الذي أعده المشرعين الأمريكيين.
ويُعد الدعم الامريكي للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن بشقيه السياسي والعسكري محورياً ومهما حيث يعتقد العديد من الخبراء الغربيين ان السعودية ستوقف حرب اليمن إذا توقف الدعم الأميركي حتى لوكان لأسبوع واحد ووصف السفير الأميركي السابق لدى السعودية روبرت جوردان الدعم الأميركي بأنه حيوي لقدرات الرياض العسكرية , وقال جوردان لموقع “ميدل إيست آي” ان الادارة الامريكية اذا علقت فقط توفير قطع غيار لطائرات أف 15، فإن الطلعات الجوية السعودية والاماراتية سوف تتعطل في غضون أسبوعين , مضيفا ان تعطلها سوف يدفع الدولتين للذهاب إلى طاولة المفاوضات والتفاوض وإنهاء الحرب.
ويرى العديد من المحللين أن واشنطن تجني فوائد مالية كبيرة من هذه الحرب لذلك تصر واشنطن على استمرارها وحماية السعودية والامارات حتى سياسيا واقتصاديا، حيث عقدت الدولتين صفقات اسلحة بمئات المليارات كما ان الدولتين تدفع رشاوي وهبات مالية بمئات الملايين للعديد من الاشخاص والشركات في واشنطن والعديد من العواصم المؤثرة كما أن الحرب تضغط على ابوظبي والرياض للارتماء أكثر
في أحضان ترامب وتنفيذ سياساته في المنطقة، واهما دفع هذه الدول الى التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وتصفية القضية الفلسطينية التي تعتبر قضية محورية للأمتين العربية والاسلامية.