26 مارس .. يوم آخر من أيام اليمن الذي سيتحدث عنه التاريخ وسيدونه في أبهى صفحاته، يوم سيشهد أن اليمنيين لا يمكن هزيمتهم أبداً لأنهم أولو قوة وبأس شديد.
واليوم خرج اليمنيون في حشود مليونية توزعت على العاصمة صنعاء و14 ساحة في مختلف المحافظات اليمنية لتذكير العالم بمرور أربعة أعوام من الصمود في وجه العدوان، وإحياءً لليوم الوطني للصمود.
المشاركون في الفعالية الجماهيرية بميدان السبعين في العاصمة صنعاء رفعوا علم الجمهورية اليمنية واللافتات المؤكدة لاستمرار الصمود والتحدث في مواجهة عدوان بربري ومدشنة لعام خامس يبدو من الآن حافلاً بالمفاجأت المنكلة بدول تحالف العدوان.
وردد المشاركون في الفعالية الجماهيرية المركزية التي شهدت حضوراً نسائياً لافتاً، الهتافات المنددة بجرائم العدوان والمؤكدة على استمرار الشعب اليمني في الصمود والثبات في مواجهة العدوان.
السامعي: ندشن ملحمة الصمود الأسطوري
وفي الفعالية حيا عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي الشعب اليمني شعب الإيمان والحكمة الصابر والصامد في وجه العدوان .
وقال السامعي “باسم دماء الشهداء وأوجاع الجرحى وأنات الثكالى، ندشن ملحمة الصمود الأسطوري في عامه الخامس لنستقبل عاماً جديداً مفعماً بالقوة والوحدة وتماسك الجبهة الوطنية في وجه العدوان، عاماً متشحاً بالعزة والإيمان والصبر والمفاجآت الكبيرة في ردع العدو المتغطرس والجبان، عاماً متوجاً بالنصر المؤزر “.
كما حيا أبطال الجيش واللجان الشعبية وأسر الشهداء والجرحى والأسرى .. وأضاف ” شعبنا اليمني الأبي في كل الساحات والميادين الحرة، أنتم الشعب العظيم بعظمة هويته الوطنية والإيمانية أنصار الله ورسوله وأحفاد الأنصار تلك المكانة والرفعة التي أشاد بها نبي الرحمة”.
وأشار السامعي إلى أن العدوان على اليمن أُعلن من واشنطن، وتكالب شر من في الأرض بدعوى إعادة شرعية رجل انتهت شرعيته وقدم استقالته بنفسه ومن أجل أطماعهم في السيطرة على ثروات اليمن والموقع الجغرافي المهم، شٌن عليه عدوان وقح وبشع بدون وجه حق.
وأكد أن الشعب اليمني قرر الدفاع عن الأرض والعرض والسيادة والحرية والعزة والكرامة والصمود والتصدي والمواجهة رغم قلة العدة والعتاد .. وقال “بإيماننا وصبرنا وصمودنا وثباتنا وتأييد الله لنا والثقة بالنصر استطعنا الصمود خلال الأربع السنوات الماضية في وجه أعتى قوى العالم متحدة ومتحالفة مع السعودية والإمارات وأسيادهم الأمريكي والبريطاني والصهيوني “.
وأوضح أن صمود الشعب اليمني، انطلق من المبادئ التي يؤمن ويعتز بها ومن الثوابت الأصيلة والتأريخ العريق لليمن.. وقال ” نكسنا رايات العدوان في كل جبهة وآخرها في حجور، حيث سقطت مؤامرات العدوان وخاب رجائه وجرت جحافله الهزيمة تلو الأخرى رغم ما يقدم لها من دعم ومشاركة من كل جيوش الذي يصف نفسه زيفاً بالمتطور”.
وذكر عضو السياسي الأعلى أن رجال الجيش واللجان الشعبية إلى جانب الشعب الحاضر دوماً في كل الساحات مثلما يملأ الجبهات، يؤكد للعالم برسالة واحدة أن الإرادة اليمنية لا تقهر وأن ما حاول العدو أن يصنعه في نفوس أبناء هذا الشعب من مشاعر الخوف والقبول بالوصاية والاحتلال، قد فشل على كل الأصعدة.
وأضاف:” على الجميع أن يفهم أن الشموخ والعزة والبطولة والرجولة يمانية والنصر يماني والعام الخامس سيكون عليهم وبالاً وخزياً وجحيماً”.
ولفت عضو المجلس السياسي الأعلى السامعي إلى أن حجم المعاناة واسع ومستوى التضحيات كبير ، مقدراً ومثمناً تضحيات هذا الشعب العظيم، واستدرك ” لكن الانتصارات بفضل هذه التضحيات كبيرة ولولا التضحيات لكان وضعنا أكثر عناءً وأشد بؤساً وإنما يواسينا تجاه آلام شعبنا هو حجم الانتصارات وعِظم المنجزات التي تحققت في ظل هذه المعركة الطويلة التي طورنا فيها قدراتنا لنثأر لشعبنا ونحافظ على سيادتنا واستقلالنا “.
وأكد أنه خلال أربع سنوات من العدوان، وصلت الصواريخ اليمنية والطائرات المسيرة إلى عمق العدو ووجهت له الضربات الموجعة جغرافياً ونفسياً .. وأضاف “إننا اليوم في العام الخامس من الصمود في وجه الغزاة، نؤكد أننا أقوى عوداً وأذكى ناراً وأكثر استعداداً وأشد عزيمة وأعظم شكيمة وأصلب إرادة ولا ينتظر منا الغزاة والمعتدين إلا خيارات أقسى وبطولات أقوى”.
وفيما يتعلق بمسار المفاوضات أكد السامعي موقف الجمهورية اليمنية الثابت تجاه السلام والعملية السلمية مراهناً بكل ثقة على صمود واستبسال الشعب اليمني ويقظة الأبطال في كافة الجبهات والميادين ومستوى الوضع الداخلي ، قائلاً :”ومن هذا الميدان الذي يضم ضريح الرئيس الشهيد صالح الصماد ورفاقه الشهداء، نؤكد المضي على دربهم النضالي ومشروع بناء الدولة تحت شعار ” يد تحمي .. ويد تبني “.
وأوضح أن المجلس السياسي الأعلى أقر الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة لينطلق من خلالها لتطوير مؤسسات الدولة على كل المستويات عبر مشروع وطني من شأنه حماية الوطن بالتوازي مع النهوض به نحو المستقبل عبر تكاتف جهود مختلف مؤسسات الدولة بالتعاون مع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والعلماء والأكاديميين وغيرهم وفق خطط وإستراتيجيات.
وأضاف ” نؤكد أننا لن نستسلم لما يريده العدوان وأننا لن نظل فقط مقاتلين في الجبهات بل في كل الساحات الإدارية والاقتصادية والسياسية “.
ورحب عضو المجلس السياسي الأعلى السامعي بما جاء في خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي مساء أمس على أن الرؤية الوطنية ستكون مظلة لتصحيح وضع مؤسسات الدولة وتنظيفها وتطويرها وإصلاحها في كل المجالات .
كما أكد رفض الجمهورية اليمنية للقرار الأمريكي الأرعن بضم الجولان للكيان الصهيوني والتضامن المطلق مع سوريا في الدفاع عن أراضيها .. مندداً بالعدوان الصهيوني على غزة .. معتبرا أنه امتداد للعدوان على اليمن.
الحوثي: شعب لا يهزم
من جانبه أكد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، أن الحضور الجماهيري الحاشد في اليوم الوطني للصمود، يمثل رسالة للمعتدين أنه مهما ارتكبوا من جرائم لن يثنوا الشعب اليمني عن مواصلة الصمود والتحدي والمواجهة والحشد للجبهات.
وأشار إلى أن ثبات الشعب اليمني في كل المحافظات انتصار للإرادة اليمنية وفشل لقوى العدوان ، مشيداً بالحضور المهيب في ساحة ميدان السبعين وغيرها من الساحات التي ستشهد فعاليات اليوم الوطني للصمود في مختلف المحافظات.
وحيا رجال الأمن ورجال الرجال في كل ميادين الوغى والعزة والكرامة .. وقال : “لقد رفعتم الرؤوس وأثبتم أنكم الشعب الصامد الذي لا يهزم والجيش المنتصر واللجان الثابتة وبفضل الله وبصمودكم وبالتضحيات التي قدمها هذا الشعب سننتصر مهما تطاولوا في عتوهم وطغيانهم “.
وخاطب عضو السياسي الأعلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بقوله ” إننا بالعدالة لقضيتنا والمظلومية التي يحملها الشعب اليمني وبدماء شهدائنا الأبطال سننتصر وسنحمل رايتنا والعزة والنصر في آن واحد”.
كما حيا المجاهدين الأحرار الذين قصفوا تل أبيب عاصمة الكيان الغاصب وأرسلوا زخات من الصواريخ من غزة على جيش الاحتلال وصمودهم وثباتهم .. مؤكداً أن الشعب اليمني الذي لم ينثن أمام العدوان الأمريكي السعودي البريطاني إلى جانب الشعب الفلسطيني ويرفض التطبيع مهما كانت المغريات والتهديدات.
ولفت إلى أن أبناء اليمن مستعدون للتضحية من أجل الانتصار في فلسطين .. وخاطب المجاهدين في لبنان بقوله ” لا يضيركم ولا يحزنكم قرار بريطانيا بوصفكم بالإرهاب، فأنتم المجاهدون مع إخوانكم في فلسطين “.
وأشار محمد علي الحوثي إلى أن بريطانيا لا تملك إلا سجلاً أسوداً من الإجرام فهي التي سلمت فلسطين للكيان الغاصب .. وقال ” إن بريطانيا بعتوها وقراراتها لا تعني لنا شيئاً كما أن قرارها لا يعني شيئاً بالنسبة لكم”.
وبارك انتصار الشعب السوري الشقيق على العدوان .. موضحاً أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضم الجولان للكيان الغاصب هو إعلان من لا يملك لمن لا يستحق .
وشدد على أنه لا يمكن أن يعطي الأرض من لا يملك لمن لا يستحق، ما دام أبناء الجولان متحركون ومستيقظون ضد هذا الاحتلال ونشد على أيديهم للتحرك في الاتجاه الصحيح.
ودعا عضو السياسي الأعلى الحوثي، المقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا والشعب والرئاسة السورية للوقوف إلى جانب أبناء الجولان .. مشيراً إلى توالي الانتصارات في سوريا والعراق ولبنان وسيتبعها الانتصار في اليمن.
وجدد التأكيد على أن إيمان الشعب اليمني بالنصر يأتي من منطلق إيمانه بعدالة قضيته وثبات الأبطال في مختلف الساحات.
ونقل تحيات قائد الثورة إلى الحشود في كل الساحات .. لافتاً إلى أهمية استيعاب خطاب السيد عبدالملك الحوثي مساء أمس والجهوزية للدخول في العام الخامس من الصمود.
وخاطب قوى العدوان قائلاً :” جاهزون للاستمرار في المواجهة ما استمريتم في عدوانكم وإن جنحتم للسلم فنحن لها ونحن أهلها بعزة وصمود، بإباء وكبرياء لا نخنع ولا نخضع إلا لله ولانستكين ولا نلين لأننا شعب رضع الكرامة من مهده ولازال مدرسة يتخرج منها الآلاف في مواجهة عدوانكم وغطرستكم “.
وتطرق إلى الحرب الإعلامية التي يشنها العدوان للنيل من الشرفاء بتصويره أن المعتدين والمرتزقة هم الوطنيون، وأن الشعب اليمني على غير ذلك .. مؤكداً أن من يدعي الوطنية خارج هذه الساحات كاذب وأن من يأتي على ظهر الإبرامز الأمريكي هو عميل ومرتزق وسيبقى كذلك إلى أن تقوم الساعة.
وجدد عضو السياسي الأعلى الحوثي في ختام كلمته العهد للشهداء العمل في العام الخامس من أجل تحقيق النصر.
مفتي الديار اليمنية: اليمنييون مدد رسول الله
فيما حيا رئيس رابطة علماء اليمن مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين الحشود الجماهيرية في ساحة ميدان السبعين وميادين البطولة والفداء والتضحية والرجولة والصبر والشهامة .
وقال في كلمة عن علماء اليمن ” السلام عليكم يا نفس الرحمن يا نصر الإسلام يا مدد رسول الله ومدد هذا الدين منذ بدءه إلى يوم القيامة، تحية لكم ولهذا الحضور المشرف الذي برهنتم فيه على صدق إيمانكم ووفاءكم لدماء شهدائكم وجرحاكم ومبادئكم وقيمكم التي خرجتم وناضلتم من أجلها للخروج من الوصاية والذل والمهانة، فأنتم بحق رجال الله الصادقين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه”.
وأضاف “تحية لكل العلماء والسياسيين ومشائخ القبائل والقبائل الأبية ولكل الرموز الوطنية التي لم يستهوها بريق المال ولم يخوفها أزيز الطائرات ولا التهديدات والإرهاب “.
وأشار رئيس رابطة علماء اليمن إلى أن تحالف العدوان الممقوت شن عدوانه على الشعب اليمني بزعم إعادة الشرعية وإعادة اليمن إلى الحاضنة العربية وهم يوميا يسمعون الفلسطينيين في غزة والضربات الإسرائيلية المتكررة في الأراضي المحتلة ولم يحركوا ساكنا.
ودعا من ارتمى في حضن العدوان العودة إلى الوطن لمواجهة العدوان خاصة وقد وضح الأمر واستبان السبيل وكشف العدوان عن مطامعه وكشر عن أنيابه واتضحت أهدافه في الاستئثار بثروات اليمن.
وأكد العلامة شرف الدين أن الموقف الطبيعي الذي يمكن أن يتخذه المرء هو أن يبقى مع وطنه وشعبه في السراء والضراء دون أن يستهويه المال أو يخيفه العدوان بأي حال من الأحوال .
وأضاف” قالوا إنهم حاربوا اليمن من أجل أن لا يقع في أحضان إيران في حين أننا لم نر قائد القوات المركزية الإيرانية كما رأينا قائد القوات المركزية الأمريكية إلى جانب الخونة والمرتزقة ولم نر كتائب إيران كما رأينا كتائب القوات المركزية ولم نر دبابات ولا طائرات ولا مدرعات إيران ولا رجال إيران في اليمن بقدر ما رأينا القوات الأمريكية والبريطانية وقوات المرتزقة والخونة من شتى بقاع الدنيا “.
وشدد على أن الشعب اليمني سيبقى حراً ولن يكون عبداً ولا ذيلاً لا لإيران ولا لآل نهيان ولا لآل سعود ولا للأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين والإسرائيليين ولا لأحد غير الله .
وقال ” أعداؤنا لم ولن يتركوا لنا فرصة للسلام، فقد خيرونا بين اثنتين بين السلة والذلة، إننا وبعد مرور أربعة أعوام باسمي وباسم علماء اليمن أحيي هذه الحشود والجيش واللجان الشعبية كما أحيي كل الأحرار الصامدين في هذا البلد المغوار”.
ودعا العلامة شمس الدين شرف الدين إلى جمع الكلمة ووحدة الصف والابتعاد عن المذهبية والمناطقية والحزبية الضيقة وأن يكون الجميع على قلب رجل واحد كون ذلك السبيل للخلاص من هذا العدوان.
ومضى قائلاً ” أوجه نصحي للمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ أن يكونوا بقدر هذه المسؤولية وأن يقفوا موقف الوفاء أمام التضحية الجسمية والملاحم اليومية والانتصارات التي يسطرها الجيش واللجان الشعبية وأن يقابلوا هذا الوفاء بالوفاء وأن يحاربوا الفساد بكل أشكاله وأنواعه كون محاربة الفساد لا يقل شأنا عن محاربة المعتدين في الجبهات”.
وعبر عن أمله في تضافر الجهود لمحاربة الاختلالات الاقتصادية والمالية وعلى رأسها محاربة الربا.
ووجه مفتي الديار اليمنية رسالة لعلماء الأمة في اليمن وخارجها إلى الاضطلاع بدورهم وواجبهم الإسلامي وأن لا يبقوا في دائرة الصمت الغريب والرهيب والمريب وأن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر كما أمرهم الله، ولا أنكر من المنكرات من العدوان الذي يٌشن على الشعب اليمني.
وحمل العلامة شمس الدين شرف الدين، العلماء المسؤولية أمام الله ورسوله وأمام الحشود الجماهيرية وذكرًهم بقوله سبحانه ” إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ”.
تخلل الفعالية قصيدة للشاعر معاذ الجنيد بعنوان (عودوا بخيباتكم) وفقرة إنشادية بعنوان (ملحمة الصمود) لمجموعة من مبدعي فن الإنشاد ووصلة شعبي لفرقة أشبال صعدة.