تحليل / خاص / وكالة الصحافة اليمنية //
يجمع الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين أن خطاب قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك الحوثي الذي وجهه للشعب الأثنين الماضي بمناسبة اليوم الوطني للصمود في وجه دول التحالف، كان خطاباً استثنائياً بكل معنى الكلمة.
فقد حمل خطاب السيد الكثير من المكاشفات والتحذيرات والوعود،فاليمن مع دخول العام الخامس للعدوان، هي غير اليمن التي كانت عند بداية في 26مارس 2015، حيث تدشن اليمن العام الخامس للعدوان وقد تحقق لها الكثير من المكاسب خصوصاً على الصعيدين السياسي والعسكري.
على الصعيد السياسي تمكنت اليمن من كسر طوق العزلة السياسية التي حاولت دول التحالف فرضها على اليمن، ولعل سلسلة اللقاءات الأخيرة التي عقدها رئيس الوفد الوطني المفاوض، في البرلمان الأوروبي تؤكد أن حبات عقد الحصار السياسي بدأت تنفرط، بينما تم أجبار البوصلة الدولية على تصويب مسارها باتجاه الحقيقة، حيث صدر منذ أغسطس تقريران للجنة الخبراء المشكلة من قبل مجلس الأمن، أتهمت التحالف بارتكاب جرائم ضد الانسانية بقصف المدنيين وحصار اليمن، بينما نفى التقرير الثاني الصادر مطلع مارس الجاري ادعاءات دول التحالف بتهريب أسلحة ايرانية إلى اليمن، وتمكن أهمية التقريران انهما يمثلان علامة فارقة تؤكد أن صمود اليمنيين أثمر تحريك المياه الراكدة في الموقف الدولي الذي كان يتجاهل العدوان، إلى حد التواطؤ.
ورغم الانتصارات العسكرية التي يبدو أنها ستسجل المزيد من التفوق في المرحلة القادمة، إلا أن خطاب السيد عبدالملك جدد التوجيه بأهمية الاستمرار برفد الجبهات والتحشيد لمواجهة العدوان، مشدداً ايضاً على أهمية التصدي للمرجفين.
وقد اعتبر عدد من المتابعين أن قائد الثورة كان يبعث برسالة تحذير لأبناء اليمن بعدم الاسترخاء، ومواصلة التصدي للعدو بنفس المعنويات العالية.
فإلى جانب أن العدو الأجنبي يغتصب أجزاء من أرض الوطن، هناك تنامي للأحقاد والمخاوف الأمريكية، من أن يؤدي صمود اليمن إلى إجهاض مشروع تمكين اسرائيل في المنطقة العربية، وهو مشروع يتطلب إخضاع كل الشعوب العربية من أجل تصفية القضية الفلسطينية، واعلان سيادة اسرائيل على المنطقة، وقد تعرض هذا المشروع للإعاقة على يد اليمنيين في عامهم الرابع من الصمود.