المصدر الأول لاخبار اليمن

رويترز تكشف عن برنامج تجسّس إماراتي استهدف رئيس قناة الجزيرة وصحفيين عرب وأمريكيين

الخليج/وكالة الصحافة اليمنية//

ساعدت مجموعة من خبراء التسلل الإلكتروني الأمريكيين، الذين كانوا يعملون سابقاً في المخابرات الأمريكية، الإمارات في التجسّس على الإعلامية جيزيل خوري، مقدمة البرامج في تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، وكذلك رئيس شبكة الجزيرة، وشخصيات إعلامية عربية أخرى بارزة عبر مشروع ريفين وهو برنامج سري تابع للمخابرات الإماراتية.

 

وعمل الخبراء الأمريكيون وعددهم حوالي 9 خبراء على الأقل لصالح مشروع ريفين، وهو برنامج سري للمخابرات الإماراتية تجسَّس على منشقين ومتشددين ومعارضين سياسيين للأسرة الحاكمة في الإمارات وإعلاميين عرب بارزين وناشط بريطاني والعديد من الصحفيين الأمريكيين الذين لم يتم الكشف عن أسمائهم وذلك بحسب الجزء الثاني الذي نشرته وكالة رويترز. 

 

ووجد الخبراء العاملون في ريفين وعددهم 9 على الأقل من العاملين السابقين بوكالة الأمن الوطني الأمريكية والجيش الأمريكي- أنفسهم في قلب نزاع خطير بين حلفاء أمريكا الخليجيين.

 

ويُبرز دور الخبراء الأمريكيين في النزاع كيف أصبح مسؤولو المخابرات الأمريكيون السابقون لاعبين رئيسيين في حروب إلكترونية لدول أخرى، دون رقابة تذكر من واشنطن.

 

وكانت الأزمة قد اندلعت ، عندما اتهمت الإمارات وحلفاؤها (السعودية ومصر والبحرين) قطر بنشر الاضطرابات في الشرق الأوسط من خلال دعمها وسائل إعلام وجماعات سياسية، وهو ما نفته الدوحة تماماً، وما أعقب ذلك من قطع الدول الأربع علاقاتها مع قطر وفرضت مقاطعة جوية وبحرية وبرية عليها.

 

وبحسب تقرير نشرته وكالة رويترز فقد بدأ خبراء مشروع ريفين العمل، في ربيع عام 2017م حيث أطلقوا عمليات لاختراق هواتف آيفون الخاصة بما لا يقل عن 10 صحفيين ومسؤولين تنفيذيين بوسائل إعلام كانوا يعتقدون أن لهم صلات بحكومة قطر أو جماعة الإخوان المسلمين، وذلك وفق ما أظهرته وثائق للبرنامج اطلعت عليها رويترز و4 أشخاص من المشاركين في العمليات.

 

وذكر التقرير أن أبرز المستهدفين كانت الإعلامية اللبنانية جيزيل خوري ورئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة وشخصيات إعلامية عربية من أطياف سياسية مختلفة، من الإعلامية جيزيل خوري التي تقيم في بيروت وتقدم برنامج «المشهد» الذي تعرضه قناة تلفزيون (بي بي سي) باللغة العربية، ويستضيف البرنامج زعماء بالشرق الأوسط لمناقشة الأحداث الجارية.

 

كما استهدف المشروع رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة ومنتجاً بقناة فضائية في لندن أسسها عضو في جماعة الإخوان المسلمين.

 

وقال الخبراء السابقون في مشروع ريفين إن الهدف كان العثور على أدلة تظهر أن الأسرة الحاكمة في قطر تؤثر على تغطية الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام، وكشف أي علاقة بين الشبكة التلفزيونية والإخوان المسلمين. ولم يتسن لرويترز تحديد البيانات التي حصل عليها مشروع ريفين.

 

ولم ترد وزارة الشؤون الخارجية الإماراتية أو سفارتها في واشنطن على التقرير كما امتنعت وكالة الأمن الوطني الأمريكية والمتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية عن التعليق.

 

وقالت جيزيل خوري في مقابلة بعدما أبلغتها رويترز باختراق هاتفها: «عليهم أن يمضوا وقتهم في تحسين أحوال واقتصاد بلدهم، وليس في جعل جيزيل خوري هدفاً للتسلل الإلكتروني».

 

وتظهر وثائق برنامج ريفين أنه جرى استهدافها بسبب اتصالها بعزمي بشارة، وهو كاتب يقيم في الدوحة وينتقد الإمارات، أسس صحيفة العربي الجديد.

وأظهرت مقابلات ووثائق أن الأمريكيين الذين عملوا في مشروع ريفين استهدفوا في 19 يونيو/حزيران 2017، فيصل القاسم مقدم برنامج الجزيرة الشهير «الاتجاه المعاكس.

وقال القاسم بعدما أبلغته رويترز باختراق هاتفه إنه لم يفاجأ باستهدافه من قِبل الإمارات التي يتهمها بأنها «رمز للفساد والسياسة القذرة لإنهم يخافون الحقيقة.

 

واستخدم خبراء التسلل في هجماتهم سلاحاً إلكترونياً يسمى «كارما». الذي يمكن مستخدميه من الوصول إلى جهات الاتصال والرسائل والصور وبيانات أخرى مخزنة  في الجهاز المستهدف بمجرد إدخال رقم الهاتف أو عنوان بريد إلكتروني للشخص المستهدف في البرنامج الهجومي بشكل مباشر وهو على خلاف برامج تصيد أخرى كثيرة، لم يكن «كارما» يتطلب من الهدف أن يضغط على رابط يتم إرساله إلى الآيفون، وفق ما ذكرته المصادر. وامتنعت أبل المنتجة لآيفون عن التعليق.

 

ورغم أن خبراء ريفين اخترقوا الهواتف، فإنهم لم يطلعوا بشكل كامل على البيانات التي حصلوا عليها، حيث كانوا يقومون بإحالتها إلى مسؤولي المخابرات الإماراتية الذين يشرفون على العملية. ولم يتضح ما الذي عثروا عليه.

وأقر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش في نيويورك عن مشروع ريفين بعد نشر التقرير الأول لرويترز  بأن بلاده لديها «قدرة إلكترونية»، لكنه لم يتحدث بشكل خاص عن البرنامج. ونفى استهداف مواطنين أمريكيين أو دول ترتبط معها الإمارات العربية المتحدة بعلاقات طيبة.

 

واستهدف المشروع بين ما استهدف قطر التي تتهمها كل من الإمارات والسعودية منذ مدة طويلة بدعم المعارضة السياسية في أنحاء المنطقة من خلال وسائل من بينها تمويل الحكومة القطرية لقناة الجزيرة  ولذا اخترقوا في 20 يونيو/حزيران هاتف الآيفون الخاص بعبدالله العذبة، رئيس تحرير صحيفة العرب أقدم الصحف القطرية.

 

كما تم استهداف البرنامج عزمي بشارة مؤسس «العربي الجديد». وقال لرويترز إنه يعتبر منفذه الإعلامي «مستقلاً نسبياً» في إطار العالم العربي.

 

واستهدف مشروع رافين قناة الحوار الفضائية في اليوم الذي بدأت فيه مقاطعة قطر. وقال عزام التميمي، مؤسس قناة الحوار، إنه يعتقد أن الإمارات تخشى تأييد قناته للإصلاح السياسي ونشر الديمقراطية في العالم العربي.

 

وعلى النقيض من الآخرين الذين استهدفهم مشروع رافين فإن قناة الحوار لا تنفي تعاطفها مع جماعة الإخوان المسلمين التي قال التميمي إنه يؤيدها «لأنها الضحية».

 

وقال التميمي لرويترز إنه عضو قديم في الإخوان المسلمين ومن أنصار حركة حماس الفلسطينية.

 

وامتنع التميمي عن قول ما إذا كانت القناة تحصل على أموال من الحكومة القطرية، لكنه قال إنه يقبل أي دعم بشرط ألا يكون مشروطاً. وقال إن القناة تتيح المجال لمجموعة من الآراء وتشجع الحوار. لكنْ ثمة قيود.

 

وقال هاتفياً: «أغلبية مشاهدينا مسلمون. ولن نسوّق أفكاراً غريبة على ثقافتنا. هذا ما يجعل لنا شعبية.

قد يعجبك ايضا