تقرير: وكالة الصحافة اليمنية//
لم يمضِ شهران على تعيينه نائباً للرئيس ووزيراً للدفاع حتى شاهد السودانيون الفريق أول عوض بن عوف يعلن الانقلاب على الرئيس عمر البشير، وإنهاء حكمه الذي استمر 30 عاماً.
ففي 23 فبراير الماضي أصدر الرئيس المعزول عمر البشير مرسوماً جمهورياً جديداً ينص على تعيين الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف نائباً أول لرئيس الجمهورية ووزيراً للدفاع، في سابقة أولى منذ انقلاب البشير قبل 30 عاماً.
ولم يكن الفريق عوض، الذي بات اليوم رئيس اللجنة الأمنية العليا في البلاد، معروفاً في الشارع السوداني، لكن بعد الاحتجاجات ضد البشير التي انطلقت في ديسمبر الماضي، خرج من يدير شؤون البلاد اليوم، بتصريح، يوم الاثنين الماضي، فهم منه انحيازه للشعب.
وقال حينها: “السودان بأبنائه ومقدراته أمانة في عنق القوات المسلحة، وإن التاريخ لن يغفر لقادتها إذا فرطوا في أمنه”.
كما تداول ناشطون حينها مقطعاً مصوراً يظهر جنوداً من الجيش تدخلوا لحماية متظاهرين من قوات الأمن، التي كانت تحاول تفريق اعتصامهم أمام وزارة الدفاع حيث كانوا يطالبون الجيش بتكرار ما فعل حينما انقلب على نظام الرئيس الأسبق جعفر النميري عام 1985، وهو ما حدث حينها.
وتعهد قائد الجيش السوداني حينها، المشير أحمد سوار الذهب، بعد إطاحته بالنميري، بتسليم البلاد لحكومة منتخبة، وهو ما تم بعد عام واحد بالفعل، وقد استمرت حكومة الصادق المهدي المنتخبة حينها 4 سنوات إلى حين انقلاب البشير عليها.
وسيكون سؤال المرحلة المقبلة هو: هل سيسير الفريق عوض على نهج سوار الذهب بتسليم الحكم في نهاية المرحلة الانتقالية لحكومة مدنية؟ خاصة أن فترة السنتين الانتقالية يراها مراقبون طويلة وأثارت توجساً في نفوس العديد من السودانيين.
ومع اختلاف التسريبات بتولي بن عوف رئاسة المجلس العسكري الانتقالي بعد الإطاحة بالبشير، أرجع مراقبون تأخر إذاعة بيان الجيش صباح اليوم الخميس، إلى الرغبة في تحديد ردة فعل الشارع السوداني ومدى قبوله لبن عوف.
من هو عوض بن عوف؟
ولد بن عوف في إحدى قرى منطقة “قري”، شمالي العاصمة الخرطوم، والتحق بالكلية الحربية، ليتخرج فيها برتبة ملازم، ضمن صفوف الدفعة 23، ونال بعدها تدريباً عسكرياً في مصر، وعمل بسلاح المدفعية، كما عمل مدرساً بكلية القادة والأركان.
بن عوف الموالي للحركة الإسلامية، كان قريباً من انقلاب البشير عام 1989 ضد حكومة الصادق المهدي، ما أتاح له الفرصة للترقي والتدرج في المناصب العسكرية، ليعمل مديراً لجهاز الأمن، ومديراً لهيئة الاستخبارات العسكرية.
كما عمل نائباً لهيئة أركان الجيش السوداني، وتقاعد من العمل العسكري عام 2010، وعين سفيراً بعدها في وزارة الخارجية، حيث تولى منصب مدير إدارة الأزمات، قبل أن يصبح قنصلاً عاماً للسودان في القاهرة، ثم سفيراً للخرطوم لدى سلطنة عُمان.
عاد بن عوف إلى المؤسسة العسكرية بعد 5 سنوات من الابتعاد عنها، عندما تولى منصب وزير الدفاع الوطني عام 2015، بمرسوم جمهوري صدر من البشير، بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت ذلك العام، وفاز البشير بموجبها.
وخلال عمله وزيراً للدفاع، عمل على تقوية تسليح الجيش السوداني بالأسلحة الحديثة والنوعية، وعرف عنه دعمه لمشاركة قوات بلاده في عملية “عاصفة الحزم”، التي تقودها السعودية والإمارات في اليمن.
……………………………..
المصدر: الخليج أون لاين