واشنطن وأنقرة تخططان لتمزيق واحتلال سوريا واستنزاف روسيا في الشرق الاوسط
وكالة الصحافة اليمنية: //خاص//
منذ أعلنت واشنطن أنها تعمل مع فصائل سورية حليفة لها على تشكيل قوة حدودية قوامها 30 ألف فرد لنشرها على الحدود السورية مع تركيا والعراق وشرقي الفرات، لم يتوقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إطلاق تصريحاته النارية ضد سياسات واشنطن ومخططاتها في سوريا، وما بين إعلان الرفض التركي للتوجهات الأمريكية والتوعد بتدخل الجيش التركي لمواجهة وتدمير الجيش الذي تسعى واشنطن لإنشائه في الشمال السوري غابت سوريا وظهرت الدولتان وكأنهما تخوضان صراع سياسي وعسكري لا علاقة للدولة السورية وكيانها السياسي به..
لكن وفي الوقت الذي بدا فيه الأمر من وجهة نظر الكثير من المراقبين على أن واشنطن، بإعلانها تشكيل جيش على الحدود السورية التركية ودعمها لقوات سوريا الديمقراطية التي تمثل وحدات حماية الشعب الكردية هيكلا عسكريًا لها، تسعى لمعاقبة تركيا على مواقفها الاخيرة المتمثلة بالتقارب مع روسيا وايران والضغط عليها سياسيا وعسكريا من أجل إعادتها لبيت الطاعة كحليف لواشنطن ساهم بفاعلية وقدم الكثير لخدمة المشروع الأمريكي في المنطقة، يرى أخرون غير ذلك ويعتبرون الخلاف المفتعل واشنطن وأنقرة مجرد فقاعة يحاول الطرفين من خلالها التغطية على مؤامرة أمريكية تركية تستهدف تمزيق واحتلال سوريا بل واستهداف التواجد الروسي فيها..
وحتى وإن كانت حدة التوتر بين أنقرة وواشنطن قد ازدادت مؤخرًا بعد هجوم القوات التركية، بقصف مدفعي على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في مدينة “عفرين” شمال سوريا، والتي جاءت ردًا على قصف لأراض تركية على الحدود مع سوريا من القوات الكردية، وإعلان قوات التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا التخطيط لإنشاء قوات أمنية حدودية جديد تخضع لقيادة الأكراد، إلا ان مثل هذه التوترات لا تؤكد على وجود خلافات بين الحليفين التاريخيين بقدر ما تؤكد أن السيناريو الامريكي التركي يسير بشكل صحيح وأنهما تمكنا بالفعل من إقناع العالم بوجود تباين وخلاف يبرر كل ما سيقومان به ضد الدولة السورية التي يتعمدان تغييبها واخراجها من المعادلة..
المطامع التركية في سوريا تحدث عنها الرئيس التركي صراحة بقوله “إن العملية العسكرية التركية المزمعة ضد قوات كردية في منطقة عفرين بسوريا سيدعمها مقاتلون من المعارضة السورية” وتابع في تصريحات للصحفيين في البرلمان هي الأحدث ضمن سلسلة تحذيرات من عملية وشيكة تستهدف عفرين بعد أن قالت قوات التحالف إنها تعمل مع قوات يقودها أكراد لتشكيل قوة حدودية جديدة قوامها 30 ألف فرد في سوريا.
من جهته، أعلن قائد الجيش التركي أنه لن يسمح بدعم وحدات حماية الشعب الكردية السورية وأضاف أنه “يجب على حلف الأطلسي ألا يفرق بين جماعات الإرهاب المختلفة ” كمبرر لعملية تزويد الجيش التركي بالكثير من التعزيزات العسكرية إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا..
اضافة إلى ذلك فإن القوات التركية تواصل تصعيدها العسكري على منطقة عفرين، من خلال استهدافها بالمدفعية والقذائف الصاروخية لدرجة أن معركة عفرين باتت قاب قوسين أو أدنى من إعلان انطلاقها، فالاستعدادات للهجوم العسكري على المدينة قد انتهت، بحسب ما أعلنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من أن ساعة ستنطلق في أي لحظة، مشيرا أن القوات التركية ستنهي مسألة عفرين ومنبج قريبا، وأن التجهيزات العسكرية اكتملت الآن، وسنبدأ تحركاتنا في أسرع وقت..
لكن وفي الوقت الذي يعلن فيه الطرفان جاهزيتهما لخوض الحرب إلا أنهما ما يزالان يحرصان على أن يظل العدو الذي يسعيان لمواجهته ما يزال غامضا وما تزال سيناريوهاتهما التي يريدان تنفيذها في سوريا مخبأة وراء الكثير المبررات التي سرعان ما ستنكشف وتتلاشى.
ومثلما وأن لتركيا مطامع في سوريا فإن لأمريكا مطامعها وأهدافها التي لا تتوقف عند حدود، ومخططاتها لم تعد تتوقف عند مسألة التخلص من أعداء اسرائيل وتمزيق سوريا بل تسعى لتحويل سوريا إلى أفغانستان جديدة وتكرار سيناريوهاتها القديمة التي استهدفت من خلالها الاتحاد السوفياتي، وها هي تقوم فعليا بإعادة بناء التنظيمات الارهابية ” القاعة ، داعش” بعد انهيارها في سوريا والعراق تحت مسمى جيش سوريا الديمقراطية والذي ستوجهه ليصنع فيتنام روسيا في الشرق الاوسط..