متابعات خاصة (وكالة الصحافة اليمنية)
قال البيت الأبيض، مساء الثلاثاء، إن الرئيس دونالد ترامب استخدم حق النقض (الفيتو) ضد قرار للكونجرس يسعى لإنهاء المشاركة الأمريكية في الحرب على اليمن.
وقال ترامب في الرسالة التي أعلن فيها استخدام الفيتو: ”هذا القرار محاولة غير ضرورية وخطيرة لإضعاف سلطاتي الدستورية، وهو ما يعرض للخطر أرواح مواطنين أمريكيين وجنودا شجعانا، في الوقت الحالي وفي المستقبل“، حد زعمه.
وأضاف أن الدعم الأمريكي للتحالف في اليمن ضروري لأسباب عدة أولها وأهمها كما قال “حماية أمن أكثر من 80 ألف أمريكي يعيشون في بعض دول التحالف التي كانت عرضة لهجمات الحوثيين من اليمن”، كما زعم.
وزعم أيضا أن القرار “يؤذي السياسة الخارجية للولايات المتحدة” و”علاقاتنا الثنائية”.
ويقول الديموقراطيون إن الانخراط في النزاع اليمني من خلال المعلومات الاستخبارية والدعم اللوجستي وبيع الأسلحة وتزويد الطائرات بالوقود في الجو، الذي تم وقفه سابقا، هو عمل غير دستوري من دون موافقة الكونغرس.
ويحذر المنتقدون للتدخل العسكري من أن القوات السعودية تستخدم الأرجح الأسلحة الأمريكية لارتكاب فظائع في الحرب المستمرة منذ أربع سنوات.
واعتبر رئيس لجنة الانقاذ الدولية ديفيد ميليباند أن نقض القرار هو “ضوء أخضر لاستمرار استراتيجية الحرب التي تسببت بأسوأ أزمة انسانية في العالم”.
وأضاف “هذا الفيتو من قبل الرئيس ترامب خاطئ على الصعيد الأخلاقي والاستراتيجي، أنه يحبط آمال الشعب اليمني في فترة هدوء، ويترك الولايات المتحدة متمسكة باستراتيجية فاشلة”.
ولفت الى أن “اليمن عند نقطة الانهيار حيث يوجد 10 ملايين شخص على حافة المجاعة، هناك ما يصل إلى 100 ضحية مدنية في الأسبوع، ومن المرجح أن يُقتل اليمنيون في منازلهم أكثر من أي مكان آخر”.
وأقر مجلس النواب مشروع القرار في أبريل بينما أقره مجلس الشيوخ في مارس، في أول مرة يقر فيها مجلسا الكونجرس مشروع قانون بشأن صلاحيات الحرب والذي يقيد قدرة الرئيس على إرسال قوات للمشاركة في عمليات.
ولم يكن تصويت مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، بأغلبية 247 صوتا مقابل 175 ولا تصويت مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، بأغلبية 54 صوتا مقابل 46 كافيا لإبطال الفيتو الذي يحتاج إلى أغلبية الثلثين في المجلسين.
ويقول مؤيدو التشريع إن المشاركة الأمريكية في الحرب على اليمن تنتهك الإلزام الدستوري بأن الكونجرس، وليس الرئيس، هو من يقرر متى تخوض البلاد الحرب.
جدير بالذكر أن قرار الرئيس الأمريكي يثبت بما لا يدع مجالا للشك المشاركة الأمريكية المباشرة في الحرب على اليمن والاستراتيجية الأمريكية الداعمة لتحالف العدوان في الحرب على اليمن منذ أربعة أعوام، وهو ما كانت تخفيه من قبل.
وأعلنت السعودية من واشنطن شن عدوانها على اليمن في مارس 2015، ما تسبب بمقتل واصابة أكثر من 40 ألف مدني، بالإضافة إلى تدمير آلاف المنازل والمنشئات الخدمية والصحية والتجارية والصناعية والبنى التحتية للبلاد، وكذلك تسبب العدوان والحصار الاقتصادي على اليمن إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم.