خفايا وأسرار لم تنشر من قبل عن “الصماد”
تقرير: وكالة الصحافة اليمنية// الإثنين 23 إبريل 2018، تمام السادسة مساءً، خيّم الذهول والحزن على اليمن مع إعلان استشهاد رئيس المجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد، بغارة جوية لتحالف العدوان في مدينة الحديدة..حدادٌ لثلاثة أيام، وتنكيسٌ للأعلام لأربعين يوماً، مقابل انتشاء بانتصار كاذب على مقلب «التحالف». يمثّل مقتل الصماد خسارة كبيرة على اليمن الذي يخوض معركة […]
تقرير: وكالة الصحافة اليمنية//
الإثنين 23 إبريل 2018، تمام السادسة مساءً، خيّم الذهول والحزن على اليمن مع إعلان استشهاد رئيس المجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد، بغارة جوية لتحالف العدوان في مدينة الحديدة..حدادٌ لثلاثة أيام، وتنكيسٌ للأعلام لأربعين يوماً، مقابل انتشاء بانتصار كاذب على مقلب «التحالف».
يمثّل مقتل الصماد خسارة كبيرة على اليمن الذي يخوض معركة كرامة ضد عدوان غاشم ؛ فهو رجل السياسة والتفاهمات مع شركائها، كما هو رجل الحرب الذي اقترن ظهوره ورحيله بالتصدي للعدوان السعودي وأدواته، من الحرب الرابعة على صعدة إلى السنة الرابعة من الحرب على اليمن.
بدايات مثيرة
برز أسم الصماد في الحرب الرابعة على صعدة في عام 2007، كقائد ميداني لـ«أنصار الله» في منطقة بني معاذ، شرقي مدينة صعدة، التي ولد فيها في عام 1979، ومنها قاد مجموعات من الشباب، وفكّ الحصار عن منطقة فلة، غربي المدينة، والتي كانت حاصرتها قوات نظام صنعاء.
لمع اسمه سريعاً في أوساط سكان صعدة، بفضل قربه منهم، ونشاطه في حلّ قضاياهم، لتُعيِّنَه قيادة «أنصار الله» في عام 2008 المسؤول الاجتماعي للحركة.
شارك الصماد بفاعلية في مواجهة قوات صنعاء في حربها السادسة على صعدة، وتصدّى لها كقائد ميداني للمديريات المحيطة بالمدينة، ليُعيّن في عام 2009 مسؤولاً ثقافياً لـ«أنصار الله».
وهذا المنصب استحقّه لِما أظهره من قدرات في الخطابة، وكسب الجماهير إلى صف الحركة في أكثر من مناسبة في صعدة والمحافظات المجاورة لها.
محاور بارع
عقب الحرب السادسة، كُلّف الصماد من قبل قائد «أنصار الله» السيد عبد الملك الحوثي، بتمثيل الحركة في التخاطب مع لجان الوساطة التي قَدِمت من صنعاء لإعادة تطبيع الأوضاع في صعدة، وأسهم في إعادة الهدوء والتوفيق بين الجيش واللجان الشعبية التابعة للحركة.
ومع انعقاد «مؤتمر الحوار الوطني» في صنعاء، شاركت «أنصار الله» فيه بفاعلية، وقدّم فريقها رؤية الحركة لحلّ القضايا اليمنية العالقة، ومقترحاتها لشكل النظام السياسي والإداري لليمن.
وفي هذا الشأن قالت مصادر في الحركة، لـ«الأخبار»، إن الصماد هو من تولى مراجعة هذه الرؤية مع الدكتور عبد الكريم جدبان والدكتور أحمد شرف الدين، اللذين اغتيلا في صنعاء قبل نهاية مؤتمر الحوار.
في 21 سبتمبر 2014 نجحت الثورة التي قادها السيد عبدالملك الحوثي ضد الفساد والتبعية، وبعد توصل الأطراف السياسية إلى إتفاق ” السلم والشراكة” عين الرئيس المستقيل لاحقاً عبدربه منصور هادي، الصماد مستشاراً له في وقت كان يشغل فيه منصب رئيس المكتب السياسي للحركة منذ ما قبل ذلك التاريخ ببضعة شهور.
وفي أغسطس 2016، تحالف «أنصار الله» مع حزب «المؤتمر» ، وشكّل الطرفان «المجلس السياسي» لإدارة السلطة والتنسيق بينهما في مواجهة الحرب.
كان الصماد عضواً في المجلس، وبعدها توافق الطرفان عليه رئيساً للمجلس، ومن يومها إلى حين اغتياله في 19 إبريل 2018 حقّق نجاحاً في إدارة شؤون السلطة في صنعاء سياسياً وعسكرياً وأمنياً وإدارياً، وإلى حدّ ما في الجانب الاقتصادي، رغم الحصار المفروض على اليمن.
حظي الصماد بثقة قائد ثورة 21 سبتمبر السيد عبدالملك الحوثي، ومع محاولة علي عبدالله صالح اشعال فتيل فتنة في ديسمبر 2017، غير أن الصماد تمكن من إخماد الفتنة في أقل من أسبوع من خلال التفاف قيادات الحركة من حوله، من القضاء على فتنة عفاش، والحفاظ على الوضع الأمني في صنعاء والشمال، وصيانة تماسك أكثر من 40 جبهة قتال تحارب عليها الحركة. عقب ذلك، تمكن الصماد من تجاوز تداعيات
مقتل عفاش، والحفاظ على تحالف «أنصار الله» و«المؤتمر»، واستئناف عقد جلسات البرلمان الذي ينتمي أغلب أعضائه إلى حزب صالح.
نزيه وبلا منزل
عُرف عن الصماد نزاهته ومناهضته للفساد المالي والإداري. وفي هذا قالت مصادر مقرّبة منه لـ«الأخبار» بعد اغتياله بأيام قليلة،إن الصماد لا يملك منزلاً، وإنه كان يقيم خلال السنوات الأربع الماضية في منزل مستأجر.
كذلك عُرف عن الرجل شجاعته التي تجسّدت في زياراته المتكررة لجبهات القتال، بما فيها الجبهة الحدودية، حيث ظهر مرات عديدة وهو يقود طقماً مسلحاً، حاملاً بندقيته ومتنقّلاً بين جبال جيزان.
…………………..
وكالة الصحافة اليمنية/ الأخبار اللبنانية