//تقرير//خاص// وكالة الصحافة اليمنية//
صراع العملاء على أشده في الجنوب، تُحركه أبوظبي وتخوض به صراعاً لم يعد خفياً مع الرياض، ومن ورائهما ممن استمرئ الخيانة ولهث وراء مال تلوث بدماء الأبرياء.
وتشهد محافظات اليمن الجنوبية – التي لم تهنأ بأمن واستقرار منذ أن سلمها العملاء لقوى العدوان على اليمن – حالة غليان وغضب شعبي عارم، تزايدت بصورة لافتة مع فرض قوات الاحتلال الإماراتي دخول طارق صالح وأخيه عمار وقيادات مؤتمرية هاربة، ممن تلخطت أيديهم بدم أبناء الجنوب وأمعنوا نهباً في ثرواته.
غير أن المطالب المستحقة، ليست وحدها من تقف وراء الاجتماع الذي دعا إليه عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، فثمة دور كبير للإمارات التي جعلت من طارق وعمار صالح، وسيلة وأداءه لتقويض حكومة بن دغر واعلان انتهاء صلاحياتها فضلاً عن صلاحيات هادي الذي أتخذ الرياض ملاذاً آمناً له بعد أن طُرد من عدن ولم يعد باستطاعته العودة إليها.
ويبدو أن الغضب الشعبي الجنوبي خرج اليوم عن السيطرة أو هكذا أرُيد له، فقيادات ما يسمى بالمقاومة الجنوبية التي يقودها عيدروس الزبيدي محافظ عدن السابق، أعلنت في بيان لها عن حالة الطوارئ في عدن لإسقاط حكومة الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي.
وتضمن البيان الختامي الصادر عن الاجتماع الذي دعا إليه الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي، في عدن العديد من المواقف.. ومعلناً عن حالة الطوارئ والبدء بإجراءات اسقاط حكومة الشرعية وتشكيل حكومة كفاءات وطنية.. متهماً ما يسمى بالشرعية بالفساد وممارسة العبث في المحافظات الجنوبية.
ورفض البيان أي نشاط لقوات عسكرية شمالية في الجنوب ،في إشارة واضحة لرفضهم الصريح لتواجد طارق وعمار صالح وتمكينهما من أي مهام أو أعمال.
وأضاف :” كنا نتطلع بمسئولية الى بناء شراكة حقيقية مع “الشرعية” تقوم على اساس الاحترام المتبادل لمعنى الشراكة وأدبياتها السياسية التي تعترف بوجودنا وحضور قضيتنا, والتي تحترم ارادة شعب الجنوب وتضحياته ولا تستخف بها او تحاربها, إلا ان قرارات الحكومة الشرعية قد استولت عليها قوى سياسية ونفعية خالفت كل ما سبق”.
واتهم البيان حكومة بن دغر بتسخيرها كل امكانياتها وطاقاتها لمواجهة الجنوب وشعبه ومشروعه الوطني، في عمل عدواني ممنهج بموجبه بات الجنوب هو العدو الرئيسي لحكومة “الفشل والفساد”.. مؤكداً رفضه القاطع لانعقاد مجلس النواب اليمني في العاصمة عدن وعموم الجنوب.
وأكد المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يرأسه الزبيدي ويدين بالولاء للإمارات، التزامه الكامل لدول التحالف بالمضي معهم لتحقيق أهدافهم الاستراتيجية.
وكان عيدروس الزبيدي قد دعا جميع قيادات ما يسمى بالمقاومة الجنوبية لاجتماع هام -اليوم الأحد- لإيصال رسالة قوية لمن “بهم صمم”،
ولتحديد موقف حازم من تواجد طارق صالح وإنشاء معسكر له في الجنوب بعدما رفضه حزب الإصلاح في مأرب.
وعلمت وكالة الصحافة اليمنية أن السعودية استدعت اليوم قيادات فيما يسمى بالمقاومة الجنوبية من بينهم أبو همام اليافعي وأيمن عسكر ومازن الجنيدي، بغرض توجيههم التجاوز بشأن تواجد طارق وعمار صالح والسماح لهما بالمشاركة في القتال ضد “صنعاء”.
وفي أول رد لحكومة “عدن” حول اعلان منع جلسات البرلمان أكد بن دغر بلغة متحدية: “أن مجلس النواب سينعقد الشهر القادم في عدن، وستكون الجلسة لإقرار الموازنة العامة للدولة”.
أما السياسي الجنوبي عبدالكريم سالم السعدي اعتبر بيان المجلس الانتقالي الجنوبي أنه معبراً عن خطاب حزب سياسي، وهو مازال يقبع في مربع المغازلة لقوى التحالف التي تملك أمر معلني هذا الخطاب.
وقال السعدي على صفحته في الفيس بوك :” ان اصرار الخطاب على وضع هادي وحكومة بن دغر في مقدمة الخصومة يؤكد أن الخطاب تقف وراءه قوى غير جنوبية، ويظهر مدى تناقضه مع القائمين عليه”.. ورفض السعدي استغلال معاناة الجنوب وتجويعه لأغراض سياسية تخدم قوى الاحتلال.
وفي سياق متصل قال مواطنون شماليين أنهم منعوا من دخول عدن بناء على توجيهات أصدرتها نقاط تابعة للقوات الموالية للعدوان في الضالع جنوب اليمن.
المواطنون الذين يقيمون في العاصمة صنعاء أنهم لا يستطيعون العودة إلى عدن بسبب توجيهات أصدرتها نقاط أمنية في الضالع لشركات نقل ركاب في صنعاء تقضي بمنع نقل أي شخص يحمل بطاقة شخصية صادرة من الشمال أو تثبت هويته الشمالية.
وتحول الجنوب إلى ساحة يتلاعب بها طامعين وعملاء ..فيما تتوسع مخططات التشطير لمصلحة تسليم المحافظات الجنوبية للاحتلال الإماراتي والسعودي، غير أن هاتين الدولتين تسيران هما أيضاً في طريق ” صراع سيطرة ونفوذ واستعمار” .