المصدر الأول لاخبار اليمن

الهوية الثقافية في الرؤية الوطنية.. وعي مستنير وإبداع هادف وتعليم بنّاء

خاص/ وكالة الصحافة اليمنية تسعى الرؤية الوطنية لبناء الدولة “يد تحمي ويد تبني” التي أقرها المجلس السياسي الأعلى في صنعاء الأسبوع المنصرم وأطلقها الرئيس الشهيد صالح الصماد العام 2018 إلى الحفاظ على وحدة الهوية التاريخية الحضارية العربية والإسلامية للشعب اليمني وما تمثله اليمن عبر مراحل التاريخ.   وتضمنت الرؤية الوطنية في الجانب المتعلق بالهوية الثقافية […]

خاص/ وكالة الصحافة اليمنية


تسعى الرؤية الوطنية لبناء الدولة “يد تحمي ويد تبني” التي أقرها المجلس السياسي الأعلى في صنعاء الأسبوع المنصرم وأطلقها الرئيس الشهيد صالح الصماد العام 2018 إلى الحفاظ على وحدة الهوية التاريخية الحضارية العربية والإسلامية للشعب اليمني وما تمثله اليمن عبر مراحل التاريخ.

 

وتضمنت الرؤية الوطنية في الجانب المتعلق بالهوية الثقافية أهدافا تعمل على ترسيخ الهوية الوطنية الواحدة الشاملة والجامعة لكافة مكونات المجتمع كأساس لبناء الدولة اليمنية الحديثة، وتفعيل استخدام الوسائل الثقافية في التنمية وبناء السلام واستنهاض قدرات المجتمع، إلى جانب تطوير مؤسسات قادرة على تحقيق إنجازات ثقافية تنقل الثقافة من اهتماماتها التقليدية على هامش التنمية إلى عنصر محرك لها، وهي أهداف مهمة تتطلب العمل الجاد والحثيث للوصول إلى المنشود.

 

ومن خلال التوعية بالدور الذي لعبه تجار وعلماء اليمن الأوائل في نشر الإسـلام وقيمه وتسامحه وتنوعه وتعايشه ووصوله إلى جنوب شرق آسيا وتمثيل هذا النهـج كأنمـوذج يعبر عن هوية اليمن الحقيقية، فإن الرؤية ستتخذ اتجاها إيجابيا يعمل على ترسيخ الهوية الدينية، وهو ما سيتم الأخذ به خلال الأعوام التي ستطبق فيها الرؤية.

 

وإلى جانب ذلك فإن تضمين القيم المعبرة عن وحدة الهوية التاريخية والحضارية في المناهج المدرسية ومختلف وسائل الإرشاد وكذا الدراما والإعلام سيخلق لدى الأجيال القادمة وعياً كبيراً ومستنيراً يعطي أكله في المستقبل.

 

وتتضمن الرؤية صياغة استراتيجية وطنية جامعة ترسخ الهوية الوطنية الواحدة والشاملة وتحقق متطلباتها، ودعم إنشاء وتطوير المؤسسات الثقافية والفنية وتشجيعها على توسيع إنتاجهـا الموجه لتعزيز ثقافة المجتمع تحو البناء والتنمية والسلام والتعايش مع الآخر.

 

وتتبنى الرؤية التي وضعت استراتيجية 11 عاما إلى 2030 تطوير مناهج اللغة العربية واستراتيجياتها في المرحلة الأساسية من التعليم، كونها تمثل رمزا لهوية الأمة وتراثها، من خلال صدور قرارات باعتماد التطوير في مناهج اللغة العربية للصفوف الأولي متضمنة أسس الثقافة الوطنية، إلى جانب إقرار المناهج المعدلة التي تم تضمينها محتوى عن الهوية.

 

وفي الجانب التاريخي تعمل الرؤية على حماية واستثمار الآثار التاريخية والحضارية لليمن بما فيها المخطوطات وتوثيقها والممل على استعادة ما نهب منها، وما سيساعد على ذلك هو عدد المناطق التي أدخلت في نظام الحماية، كما أن اليمن غنية بالقطع الأثرية والوثائق والمواقع الاثرية إلى جانب ما تم استرجاعها إلى اليمن، بالإضافة إلى أن هناك الكثير من المواقع الأثرية التي أصبحت جاهزة للزيارات السياحية والكثير من القطع الأثرية الجديدة المعروضة في المتاحف الوطنية والمخطوطات المفهرسة وغير المفهرسة الموجودة في دور المخطوطات والمكتبات.

 

كما أن للرؤية، في إطار اهتمامها بالعمل الثقافي والمثقفين ستقر وثيقة نظام وطني للإبداع، وهناك عدد كبير من المبدعين من فنانين وأدباء وشعراء ومثقفين يمنيين الذين حصلوا على جوائز خارجية وداخلية، وستعمل على إقامة العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تنظمها الجامعات اليمنية والمؤسسات التعليمية، وبناء وتطوير نظام وطني للإبداع وتشجيع الأنشطة الثقافية والفنية التي تعزز من ثقافة المجتمع وتؤصل للقيم الحضارية الأصيلة للشعب اليمني وتسهم في حفظ وحماية وتشر التراث الثقافي اليمني، بالإضافة على تشجيع المبدعين في مجال الفكر والثقافة والأدب والفنون لتوسيع إنتاجهم الفكري والثقافي والفني ونشره عالميا، وتفعيل الدور الثقافي الريادي للجامعات والمؤسسات التعليمية، علاوة على تبني مشروع وطني يربط الثقافة والإبداع والإنتاج مع الاستثمار وجذب المستثمرين.

 

وبما أن اليمن واحد من أكثر بلدان العالم اشتهارا بالثارات القبلية فإن محاربة ثارات القبيلة اليمنية ونزاعاتها واحد من الأهداف التي تسعى الرؤية إلى الوصول لها، والحفاظ على أعراف القبيلة وقيمها الحميدة التي تنسجم مع سيادة القانون، من خلال إعداد برنامج وطني لتعزيز الدور التنموي للقبيلة واعتماد ميثاق العرف القبلي الوطني الموحد، وتطوير وثيقة الشرف القبلية.

 

وتسعى القيادة السياسية في صنعاء إلى تحقيق الرؤية الوطنية بكل جهود من خلال الكوادر البشرية والإمكانيات المادية المتواضعة واستغلال عامل الوقت والمكان في آن، وهو ما ستصل إليه، فالنظام الذي تحمل كل التحديات في فترة الحرب على اليمن بكل صمود سيكون قادرا على تحقيق ما رسمه باعتباره جاء من رحم المعاناة وبدافع الحاجة اللازمة.

قد يعجبك ايضا