تقرير خاص / وكالة الصحافة اليمنية //
منذ ثورتي سبتمبر واكتوبر في ستينات القرن الماضي، أخذت التجاذبات السياسية الدولية، تعصف باليمن، في جمهوريتي الشطرين سابقاً، وقد وصلت تلك الصراعات الدولية، إلى حد تعيين قيادة للدولة، مضمونة الولاء للقوى الاستعمارية.
على أن هناك شخصيات وطنية حاولت تسير أمور اليمن وفق مصالح اليمن، وسيادة قراره، إلا أن تلك الشخصيات تعرضت للاغتيال مثل الرئيس الراحل ابراهيم الحمدي، بينما تم اقصاء كثير من الشخصيات السياسية في اليمن إلى الاقصاء والتهميش، في أحسن الأحوال لأنها رفضت مسايرة مزاج الدول الاستعمارية.
وفي العموم كانت السياسة الخارجية والداخلية لليمن، تابعة لدول اقليمية تعمل بالوكالة لصالح قوى الهيمنة الغربية وعلى رأسها النظام السعودي، الذي كان يتدخل بكل صغيرة وكبيرة في شئون اليمن، وهي مسائل أسهب فيها الكثير من السياسيين اليمنيين منذ ولادة الجمهوريتين في ستينات القرن الماضي.
ونظراً للمخاطر التي مازالت قائمة وتشكل تهديداً على استقلالية اليمن، فقد افردت الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، مساحة واسعة للتخلص من براثن الهيمنة الخارجية.
فقد عمدت “الرؤية الوطنية” إلى تحصين اليمن من أسباب الضعف، التي تقود بدورها إلى سلب الارادة الوطنية أمام الأطماع، وسد الثغرات المؤدية لتدخل الدول الأخرى بإخضاع قرار الدولة بعيداً عن مصالح شعب اليمن.
حيث ارتبط محور السياسة الخارجية في “الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة” بمجموعة من المحاور، المتعلقة بتقوية الجانب الاقتصادي، والاداري، والاجتماعي، في اليمن، بما يؤدي إلى تخليص البلاد من كل عوامل الضعف والارتهان.
فقد حددت “الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة” أربعة عناوين رئيسية لإدارة علاقات اليمن مع المجتمع الدولي، تقود في مجملها إلى ايجاد علاقات تتسم بالندية، والاحترام المتبادل بين اليمن وبقية دول العالم والمنظمات الدولية، وقد شملت تلك العناوين الرئيسية، رعاية المواطن اليمني ومصالحه في دول المهجر، وهو أمر طالما عانى من غيابه المغتربين اليمنيين في مختلف انحاء العالم.