خاص: وكالة الصحافة اليمنية/
تتجه دول أوروبية نحو الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، كردة فعل رافضة لإعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، الذي قوبل بردود فعل عربية ودولية رافضة ومن أبعاد القرار، باعتباره يدمر أي فرصة لحل الدولتين، ويقوّض أي جهود لتجديد المفاوضات للتوصل لما يسمى “اتفاق حل نهائي”.
ونقلت القناة العاشرة للاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس، عن مسؤولين كبار في حكومة الاحتلال، أنه من المتوقع أن تعلن سلوفينيا الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة وذات سيادة، خلال الأسابيع المقبلة، وأن ثلاثة دول أوروبية أخرى تدرس الخطوة ذاتها.
وبحسب القناة، عقدت الحكومة السلوفينية، اجتماعاً لبحث إجراءاتها فيما يتعلق بالاعتراف بدولة فلسطين، ومنحت قرار الحكومة السلوفينية، الضوء الأخضر للبرلمان، لاتخاذ القرار النهائي بالاعتراف بدولة فلسطين، وهو الهيئة المخولة بالاعتراف ببلدان أخرى، وفق القانون المحلي.
وأكدت مصادر القناة العاشرة، أن وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي تحاول تجنيد أعضاء من البرلمان السلوفيني لمعارضة هذا الإجراء، رغم أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن القرار سيمر وسوف تعترف سلوفينيا بفلسطين كدولة، وبحسب المصادر ذاتها فإن ثلاث دول أخرى على الأقل في الاتحاد الأوروبي، تدرس الخطوة ذاتها، وهي لوكسمبورغ وإيرلندا وبلجيكا.
وكان وزير خارجية لوكسمبورغ، قد دعا قبل أيام، إلى تشكيل جسم أوروبي مكون من مجموعة دول تقوم بالاعتراف بدولة بفلسطين، وحاول إقناع فرنسا بتولي زمام المبادرة، وقد أطلع وزير الخارجية الإيرلندي، الذي زار دولة كيان الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً، محاوريه في القدس، على أن إيرلندا تدرس بجدية الاعتراف بفلسطين كدولة.
وأكد مسؤولون لقناة الاحتلال العاشرة، أن الحكومة البلجيكية تنظر بجدية في الاعتراف بفلسطين، ونقلت القناة عن مسؤول في الحكومة قوله: إن “الموقف الإسرائيلي هو أن الاعتراف بدولة فلسطينية، خارج إطار تسوية، يضر بفرص التوصل إلى السلام ويجعلها بعيدة المنال”.
في المقابل، ذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية، اليوم، أن فرنسا تعمل في مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل لتحسين وضع السلطة الفلسطينية في الاتحاد دون الاعتراف بها كدولة، ويقترح الفرنسيون أن يوقع الاتحاد الأوروبي اتفاقية تجارة حرة مع السلطة الفلسطينية على غرار الاتفاق الذي وقع في الماضي مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.
ومن المقرر، أن يصل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلى بروكسل، اليوم الاثنين، للاجتماع مع وزراء خارجية الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
ومن المتوقع، أن تكون قضية الاعتراف بفلسطين كدولة في صميم الاجتماع، ومن المتوقع أن يطالب الرئيس عباس، الدول الأوروبية، أن تتبع الحكومة السويدية التي اعترفت منذ سنوات قليلة بدولة فلسطين.
مواقف دولية من دولة فلسطين
وكانت دول كثيرة اعترفت بفلسطين دولة مستقلة بعدما أعلن رئيس منظمة التحرير الفلسطينية حينها ياسر عرفات، في الـ 15 من تشرين الثاني 1988، الاستقلال.
وقامت حينها بلدان الشرق الأوسط وغالبية الدول الأفريقية وعدد من الدول التي كانت حينها قسم من الاتحاد السوفياتي بالاعتراف بالاستقلال. وكان ضمن الدول التي اعترفت في اليوم ذاته من الإعلان كل من الأردن والعراق واليمن والجزائر وليبيا والمغرب وتركيا.
واعترفت السعودية والإمارات في اليوم التالي من إعلان عرفات، وكذلك كل من باكستان وكوبا، فيما كان اعتراف السودان في الـ 17 من الشهر ذاته، وتلتها مصر والهند في اليوم التالي.
فيما اعترفت روسيا واوكرانيا بفلسطين دولة في الـ 19 من تشرين الثاني (نوفمبر)، وتلتهما الصين في اليوم التالي.
وفي أوروبا، اعترفت بولندا بفلسطين في الـ 14 من كانون الأول (ديسمبر) 1988، والسويد في 30 تشرين الأول (أكتوبر) 2012.
وفي شرق آسيا، اعترفت كل من اندونيسيا وماليزيا في الـ 15 من تشرين الثاني أيضاً، أما فييتنام ففي اليوم الـ 19، فيما اعترفت الفيليبين في الأول من أيلول (سبتمبر) في 1989، ولم تعترف تايلند إلا في الـ 18 كانون الثاني (يناير) 2012.
في الجانب الاخر هناك دول التي لم تعترف بفلسطين، وفي مقدمها الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك واليابان، بالإضافة إلى استراليا والدنمارك وكولومبيا.
يذكر أن البرلمان الارلندي أقر مذكرة غير ملزمة تطالب الحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين في 10 كانون الأول 2014، لتصبح بذلك حينها رابع دولة أوروبية يتخذ برلمانها هذه الخطوة بعد فرنسا وبريطانيا واسبانيا.
وكان النواب البريطانيون صوتوا أيضاً بغالبية ساحقة تأييداً للاعتراف بفلسطين، في خطوة رمزية وغير ملزمة للحكومة، لكنها تعكس الرأي البريطاني العام.