تقرير خاص// وكالة الصحافة اليمنية//
تهديدات المجلس الانتقالي الجنوبي بتشكيل حكومة “حرب” في حال لم يستجب الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي لمطالبهم بإقالة حكومة بن دغر خلال مدة أقصاها أسبوع، يبدو أنها لاقت تجاوباً سريعاً وعلى غير ما جرت عليه عادة “هادي”.
وكشفت صحيفة “عكاظ ” السعودية في عددها الصادر اليوم عن تغييرات حكومية مرتقبة سيجريها الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي في حكومة بن دغر، في إطار ما أسمته خطة تقشف، بعد ساعات من مهلة اسبوع منحتها قيادات ما تسمى بقوات المقاومة الجنوبية لهادي للاطاحة بحكومة بن دغر وتعيين حكومة كفاءآت وطنية.
ونقلت “عكاظ”عن مصادر في مكتب الرئيس المستقيل هادي تأكيدها للتغييرات الحكومية المرتقبة التي سيجريها “هادي”، في إطار ما وصفته بالإصلاحات الاقتصادية التي ستواكب الوديعة السعودية .
وأشارت مصادر الصحيفة إلى أن التغييرات ستشمل وزارة المالية والبنك المركزي اليمني، وإلغاء بعض الحقائب الوزارية في إطار خطة تقشف، إضافة إلى إعادة هيكلة بعض الوزارات السيادية والإيرادية.
وكانت السعودية قد قالت أنها ستودع ملياري دولار في البنك المركزي في عدن، ثم في وقت لاحق اشترطت لتسليم الوديعة تكليف لجنة خاصة مكونة من إداريين وخبراءاقتصاديين سعوديين بإدارة البنك المركزي اليمني في عدن، في إشارة إلى عدم ثقتها ببن دغر وتخليها عنه في وقت قريب.
وقال اللواء أحمد بن بريك، رئيس الجمعية الوطنية المشكلة عن طريق ما يمسى المجلس الانتقالي الموالي للإمارات،إن المجلس أمهل الرئيس المستقيل هادي أسبوعاً لإقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة جديدة.
وتابع رئيس الجمعية الوطنية، في اتصال هاتفي مع “سبوتنيك”،أمس أن مهلة الأسبوع كافيه جداً لإقالة حكومة بن دغر، وتشكيل حكومة جديدة توافقية تكنوقراط “حكومة حرب” يتم فيها تقليص عدد الوزراء من 37 وزير إلى 10 وزراء وهذا عدد كافي جدا للمرحلة الراهنة، وأن يدير المحافظين بقية المناطق.
بن بريك وبلهجة تحذيرية قال:”إن لم يتم إقالة الحكومة الجديدة خلال المهلة المحدد في بيان المجلس سوف نقدم على خطوات عملية بتشكيل حكومة حرب وبالتالي الدفاع عن المحافظات الجنوبية مع تقديم الدعم والمساندة لقوات التحالف والوقوف معها لإنهاء مرحلة الابتزاز التي يقوم بها الإصلاحيون”.
وفي سياق متصل، قال مراسل “وكالة الصحافة اليمنية” في محافظة عدن أن قوات الحماية الرئاسية قامت في ساعة متأخرة من مساء أمس بقطع الطريق المؤدية إلى قصر المعاشيق “مقر حكومة بن دغر” بخرسانات اسمنتية مرتفعة يبلغ تكلفة الواحدة منها حوالي نصف مليون ريال يمني.
مشيراً إلى أن قطع الطرق المؤدية الى البنك والمعاشيق رافقها تكثيف الإنتشار الأمني لقوات الحماية الرئاسية بالقرب من مبنى البنك والحواجز الأمنية المؤدية اليه وكذلك الى قصر المعاشيق مقر إقامة بن دغر وعدد من أعضاء حكومته.
وتأتي هذه الخطوة الاحترازية بعد يوم واحد من صدور بيان للمجلس الإنتقالي وقوات الذي اتهم فيه حكومة بن دغر بتجويع الشعب وامهل هادي الذي يتواجد في “الرياض”،اسبوعاً واحداً لاتخاذ قرار بتغيير حكومة بن دغر – الفاسدة – وتقديمها للمحاكمة وتغييرها بحكومة كفاءات وطنية.
ما يحصل في عدن من تصعيد سياسي لا يمكن تجاهل من يقف وراءه، فمن المعلوم أن المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة عيدروس الزبيدي المدعوم من الإمارات لايمكن أن يتخذ خطوات تصعيدية ويهدد بتشكيل حكومة حرب، إلا وهو متكأ على دعم إماراتي مطلق.
غير أن السعودية فيما يبدو أصبحت ستشعر الخطر خاصة بعد أن أصبح على المكشوف بين الرياض وحلفائها بعد أن توغلت الإمارات بشكل غير مسبوق وبدأت تستحوذ على أكثر من نصف المحافظات الجنوبية،وزرعت الموالين لها إلى جوار”هادي” وفي حكومة بن دغرالمدعومة لوجستياً ومادياً وسياسياً من الرياض التي بدأت بالتدخل المباشر في شئون حكومة بن دغر وتشترط إدارة البنك المركزي وأرسلت سفيراً لها كانت أولى مهامه زيارة ميناء عدن الذي تسيطر عليه قوات إماراتية.
الصراع السعودي الإماراتي ، لن يقتصر في الأيام القادمة على استبدال محافظ لعدن موالي لأبوظبي، بأخر يوالي الرياض.. ولا على تقاسم المحافظات الجنوبية وثرواتها، سينتقل الصراع إلى مرحلة الهيمنة المطلقة..وهاهي السعوديةالتي تضع “هادي” تحت الإقامةالجبرية، تدشن مرحلة الهيمنة الأحادية.