الخليج//وكالة الصحافة اليمنية//
هاجم رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم آل ثاني السعودية، أمس الجمعة، قائلاً: “إن معظم المقاتلين في صفوف داعش من السعوديين”.
وأضاف: “أن السعودية تتحمل النصيب الأكبر عن نتائج الأزمة السورية وانتشار تنظيم داعش مشيرًا إلى أن اتهامات السعودية لقطر بدعم الإرهاب باطلة.”
وأكد بن جاسم أل ثاني في حواره مع صحيفة “تلغراف” البريطانية، فيما يتعلق بالمقاطعة الخليجية لبلده، أن هذا الجرح عميق يضر بالجانبين، وهناك عائلات انقسمت بين البلدين، فهناك أشقاء لا يستطيعون رؤية بعضهم البعض، وأمهات لا يستطعن رؤية أبنائهن، وأبناء لا يمكن رؤية آبائهم.وأضاف بن جاسم، أن دول الحصار- يقصد السعودية والإمارات والبحرين ومصر-، لم تؤكد حتى الآن اتهاماتها لقطر لإضفاء الشرعية عليها.
ونوه أنه بعد مرور سنتنين من المقاطعة ما زلنا لا نعرف بالضبط ما الذي يتهموننا به، وقطر أثبتت قدرتها على تجاوز أزمة الحصار، كأمة وشعب من الناحيتين الاقتصادية والسياسية، حيث أنه لا يوجد أي تأثير اقتصادي بفضل الحكومة والأمير تميم بن حمد.
وأشار بن جاسم إلى أنهناك حوالي (19) إرهابيًا من منفذي هجمات 11 سبتمبر 2001، هم (15) سعوديًا، وإماراتيان، ومصري، ولبناني.وتساءل بن جاسم:” هل يجب القول إنهم كانوا مدعومين من حكوماتهم؟ كما أن السفارة السعودية في واشنطن قامت بتحويلات بنكية لحسابات هؤلاء الأشخاص؟”
وفيما يتعلق بإيران، أكد بن جاسم، أن قطر كان لها موقفًا مختلفًا تمامًا فيما يتعلق بالأزمة السورية ودور إيران في دعمها للرئيس بشار الأسد، منوهًا إلى أنه عندما تعرضت السفارة السعودية في طهران لهجوم من قبل متظاهرين في العام 2016 قامت قطر من جانبها بسحب سفيرها من إيران تضامنًا مع السعودية.
وأوضح أنه إذا تم الإعلان عن إيران كعدو لقطر، والممر الوحيد إلى العالم الخارجي جوًا وبحرًا من خلال إيران، كون حدود قطر مغلقة، متسائلًا:” هل يجب أن أنتحر بعد ذلك من خلال عدم التعامل مع إيران لأن السعوديين يقولون أنني يجب ألا أفعل”؟
وفيما يتعلق بالتبادل التجاري الإيراني الإماراتي، قال بن جاسم، إن الإمارات لديها علاقات تجارية مع إيران أكثر من قطر، فالرقم الرسمي لحجم التبادل يصل لبضع مليارات من الدولارات، ولكن بشكل غير رسمي يتم تبادل ما بين 10-20 مليار دولار بين البلدين فيما يتعلق بالنفط والعملات المهربة.
وأضاف: “كذلك لدينا رأي، إيران لم تلحق أي أذى بقطر. نحن لا نتفق مع كل سياساتهم بالتأكيد. لكن لا يمكننا قتالهم عندما نتشارك في نفس حقول الغاز والنفط”.
فيما وجه تساؤل بن جاسم إلى السعودية، إلى إن كان هناك سعي لإبرام سلام مع إسرائيل، فلم لا يكون هذا السلام مع إيران؟ لماذا لا نجلس مع الاثنين ونحل المشاكل؟ نحن لا ننازع السعوديين من أجل القيادة.
وأكد بن جاسم “نريد أن تكون المملكة العربية السعودية القائدة في المنطقة. حسنًا، لكن يجب أن يكونوا عادلين. عليهم احترام الآخرين”.
وشدد، على أنه لا يعارض الدعم العلني الذي تقدمه واشنطن للرياض، قائلا: “أعتقد أن علينا جميعا أن ندعم السعودية، أعتقد أن استقرار المملكة أمر مهم للمنطقة، لكن عليهم أن يعرفوا أيضا أنه يجب أن تكون لدى السعودية علاقة سلمية مع جيرانها، بما في ذلك قطر”.
ووجه بن جاسم نصيحة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أن لديه فرصة كبيرة لتغيير السعودية للأفضل، لكن هذا لن يحدث ما لم تكن هناك مصالحة في جنوب الجزيرة العربية. إنه بحاجة إلى وقف الحرب غير الضرورية في اليمن، ومحاولة إجراء نقاش مباشر مع الإيرانيين للمساعدة في حل المشكلة في سوريا.
وبين بن جاسم:” إنهم يتهموننا زورا بالإرهاب وما إلى ذلك. لا توجد منظمة دولية تدعم علنا هذه الادعاءات. لم تتهم الولايات المتحدة قطر، أو أي هيئة أوروبية، أو أي هيئات أخرى، إنها فقط السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهي تفعل ذلك لأنهم يعلمون أنه في أمريكا وأوروبا عندما يتحدثون عن الإرهاب، يريد الجميع الاستماع لأن الغرب عنده الحرب على الإرهاب أولوية”.
يذكر أنه في 5 يونيو من عام 2017، قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر وفرضت عليها حصارا بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.