تحليل خاص / وكالة الصحافة اليمنية//
تقف المملكة السعودية خلف حائط هش من الأكاذيب، للاحتماء من الصواريخ اليمنية، لكن يبدو أن جدار الحماية السعودية، ليس أكثر من حائط جليد سرعان ما يذوب بمجرد أن يتعرض لنيران الصواريخ القادمة من اليمن.
وخلال خمسة أعوام من العدوان على اليمن، تجلت مجموعة من الحقائق على أرض الواقع، أسقطت ذرائع العدوان على اليمن، وجعلت السعودية تقف عارية، وقد فقدت مكانتها أمام المجتمع الدولي.
ويلاحظ عدد من المتابعين أنه كلما تمادت المملكة السعودية، في ارتكاب الجرائم بحق شعب اليمن؛ تضطر في المقابل إلى تقديم المزيد من التنازلات للأمريكيين والإسرائيليين، وقد وصلت العلاقة بين الطرفين إلى درجة أن واشنطن أصبحت توجه الاهانات المذلة للمملكة السعودية، دون أن تتجرأ الأخيرة على أن تنبس بكلمة لرد الاهانات الأمريكية المتلاحقة.
كما يلاحظ أن مشاريع الاندماج مع الكيان الصهيوني، أصبحت تجري علانية من قبل السعودية منذ بدء الحرب على اليمن.
ويرى عدد من المراقبين أن تنامي قوة الردع اليمنية، قد تفضي إلى فرملة التوجهات الأمريكية المفروضة على الأنظمة التابعة لواشنطن في المنطقة العربية، حيث يمكن أن تؤدي قوة الردع المتنامية في اليمن، إلى فرض معادلة جديدة، في المنطقة، تجبر السعودية والأنظمة المهرولة لإقامة علاقات مع إسرائيل، على إعادة حساباتها، ومحاولة التجانس مع محيطها من الدول التي اثبتت أنها تمتلك من القوة ما يكفي لكبح جماح التوجهات الأمريكية بفرض سيادة اسرائيل على العرب، ويمنح الأنظمة الحاكمة في “عواصم النفط ” خيارات تتيح لها التعامل بشيء من الندية مع واشنطن.
ويرى محللون سياسيون، أن تطور قدرات اليمن العسكرية، سيتجاوز كونه حدثاً طارئاً في سياق الدفاع عن النفس، وصد العدوان، ليصبح في المستقبل، عاملاً يحسب له “ألف حساب” في التعاملات على مستوى المنطقة العربية.
إضافة إلى أن الحرب التي تتعرض لها اليمن ستؤدي إلى مخاضات أخرى، يتمثل أبرزها بفقدان الثقة بالحماية الأمريكية، بمقابل نشوء دولة قوية في اليمن تشير معطيات الواقع انها ستتمتع باستقلالية وثقل اقتصادي وعسكري سيتيح لليمن لعب دور أكبر في المنطقة مستقبلاً، وبما يعيد الاتزان المفقود عند الدول العربية التي امتهنت واشنطن إذلالها.
على أن تنامي القوة العسكرية الرادعة في اليمن ليس مداخلة مؤقتة تنتهي بانتهاء الظروف التي أوجدتها الحرب، بل سيكون لها الكثير من التأثيرات التي ستأخذ المنطقة العربية برمتها، إلى واقع مختلف، خارج حدود السيطرة الأمريكية الكاملة.