حين تتحول مظاهر الفرح إلى “كوارث”
استطلاع خاص: عُباد هادي:وكالة الصحافة اليمنية// حين أنهت رصاص متهورة حياة عبود يحيى، لم يكن ذلك الصبي قد أكمل عامه الثالث عشر لكنه كان شغوفاً بحمل السلاح ويجد في “الأعراس” فرصة مناسبة لإقناع والده السماح له بحمل البندقية ليظهر كما شباب القرية. غادر عبود إلى إحدى القرى بمحافظة إب في زيارة عائلية للمعايدة وفي إحدى […]
استطلاع خاص: عُباد هادي:وكالة الصحافة اليمنية//
حين أنهت رصاص متهورة حياة عبود يحيى، لم يكن ذلك الصبي قد أكمل عامه الثالث عشر لكنه كان شغوفاً بحمل السلاح ويجد في “الأعراس” فرصة مناسبة لإقناع والده السماح له بحمل البندقية ليظهر كما شباب القرية.
غادر عبود إلى إحدى القرى بمحافظة إب في زيارة عائلية للمعايدة وفي إحدى غرف منزل العائلة وجد بندقية معلقة على حائط تلك الغرفة، ولم يكن يعلم أنها غير مؤمنة وفي بطنها عياراً نارياً جاهز للإنطلاق صوب أي وجهة حتى لو كانت رأس ذلك الصبي.
أنزل عبود البندقية وأثناء محاولته وضعها في جعبتها الخاصة إنزلقت إحدى أصابع يده إلى الزناد ليصحو الأهل على صوت دوي مفزع وصرخة كتمت سريعاً، وخبر صادم جداً ، فقد مات عبود ضحية لشغفه، وإهمال من حوله.
تلبية لدعوة “قاتلة”
ذهبت احدى السيدات إلى صالة أفراح وسط العاصمة صنعاء، تلبية لدعوة زفاف جاءتها من جيرانها في تعز..كانت السيدة التي نزحت قبل ثلاثة أعوام من محافظة تعز إلى صنعاء مسرورة جداً بلقائها بصديقاتها وجاراتها اللواتي نزحن أيضاً ويسكن في مناطق متفرقة وبعيدة في العاصمة المترامية الأطراف.
عند تمام السابعة والنصف مساءً غادرت تلك السيدة صالة الأفراح مبتهجة، غير أن بهجتها لم تدم طويلاً، فقد باغتها عيار ناري مرتد (راجع) وقتلها من فوره وسط دهشة الحاضرين الذين اختلط صراخهم بأصوات أعيرة نارية كثيفة كان مصدرها بندقية أحد أقارب العريس.
ضحية في السابعة
العام الفائت شهد أحد أحياء العاصمة صنعاء حادثة مؤلمة.. كانت إحدى الإمهات قد تركت طفلتها بنت 7 أعوام تلهو داخل بلكونة المنزل فيما هي انشغلت بشؤون المنزل وبعد أكثر من ساعة افتقدت طفلتها التي لم يصدر عنها أي صوت.
سارعت الأم إلى حيث تركت طفلتها وهناك رأتها مرمية دون حراك وقد تلطخ وجهها ورأسها بدمائها.. كانت صدمة قاسية للأم المسكينة التي اكتشفت لاحقاً أن “راجع” عيار ناري سقط على رأس الصغيرة وقتلها من فوره.
ظاهرة وذكريات سوداء
ظاهرة حمل السلاح وإطلاق النار في الأعراس ليست مقتصرة على منطقة أو قرية ومدينة معينة داخل اليمن، لكنها عادة اجتماعية متوارثة تزايدت أعداد ضحاياها بسبب الإزدحام العمراني والكثافة السكانية.
وقد أصبح الضوء مسلط على هذه الظاهرة مع تطور وسائل الاتصال وتناقل الأخبار الأمر الذي دفع بنشطاء اجتماعيين وصحافيين إلى استغلال هذا التطور في نشر رسائل تحذيرية وتوعوية عن مخاطر ظاهر اطلاق النار في الأعراس ويف أنها حولت الكثير من الأفراح إلى مأتم في ظرف عيار ناري بدد أجواء البهجة في عديد مناسبات فرائحية واستبدلها بأصوات بكاء مكلومة وذكريات اتشحت بالسواد.
هاشتاج ..أفراحكم تقتلنا
– إطلاق النار في الأعراس مظهر حرب لا مظهر حب.. أفراحكم تقتلنا.
– أخي العريس أن الرصاصة التي تطلق في عرسك وأنت تعلن بدء حياة جديدة قد يكون فيها نهاية لحياة غيرك.
– أخي المواطن، لا تجعل من يوم عرسك مأتماً لغيرك، ولا تكن فرحتك سبباً في حزب الآخرين.
– أخي المواطن، لتعبر عن أفراحنا بطرق حضارية وراقية تدخل البسمة في قلوبنا بعيداً عن أصوات الرصاص وخطرها.
– أخي المواطن، إطلاق النار في الأعراس قد يسعدك لحظات ويدخل الحزن لسنوات في قلوب الآخرين.
تحت هاشتاج # أفراحكم _تقتلنا، تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي تلك الرسائل المذكورة أعلاه وهي توعوية
تحذيرية، آملين أن يتم التعاطي معها بمسؤولية وأن تحدث تغييراً إيجابياً في المجتمع خاصة وأن ضحايا ظاهرة إطلاق الرصاص في الأعراس يتزايدون بصورة تدعو للقلق.