تقرير: وكالة الصحافة اليمنية//
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً بسبب صورة تُظهر عبارة ترحيب “عبرية” كتبت باللغة الإنجليزية التقطت في الحرم المكي الشريف.
وتزامن انتشار الصورة مع الدعوات المروجة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي التي تدعمها الرياض، إضافة إلى تطورات الكشف عن “صفقة القرن” التي دشنت البحرين مؤخراً ورشة تمثل الجانب الاقتصادي لها.
وعلّق أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على الصورة التي كتب عليها باللغة الإنجليزية “شابات شالوم” أي “سبت مبارك” باللغة العبرية، داخل الحرم المكي.
وقال جندلمان رداً على الصورة التي نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، “تويتر”، أمس السبت: “تحية عطرة مني شخصياً إلى الصديق الذي تمنى لنا شبات شالوم (يوم سبت مبارك) من باحة الكعبة المشرفة”.
ونشرت صفحة “إسرائيل بالعربية” التابعة لـ”وزارة الخارجية الإسرائيلية” الصورة ذاتها على صفحتها بـ”تويتر”، وعلقت قائلة: “تلقينا من أحد الحجاج في مكة هذه الصورة وبها هذه التهنئة، يوم سبت مبارك، (شابات شالوم) موجهة إلى اليهود أو الإسرائيليين من قلب الحرم. هذه رسالة جميلة تعبر عن الأخوة والسلام”.
من جهته أعاد أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش جيش الإسرائيلي باللغة العربية الصورة ذاتها على صفحته بـ”تويتر”، معلقاً: “شاهد: شابات شالوم اليهودية داخل الحرم المكي. ما أجمل التعايش والاحترام المتبادل”.
غضب عربي
الصورة تلك أثارت استياء واسعاً وردود فعل غاضبة بين العرب، الذين ردوا في تعليقات عبر “تويتر” مؤكدين رفضهم إقامة أي علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.
بعض المغردين العرب رأوا أن مثل هذه الصور دليل على التقارب بين حكومة السعودية والاحتلال الإسرائيلي، وهي تعبير عن التطبيع الذي يدعمه محمد بن سلمان.
وهذه ليست المرة الأولى التي يُستفز بها العرب والمسلمون بسبب صور قادمة من السعودية، حيث سبق أن نشر صحفي إسرائيلي يدعى بن تسيون صوراً له من المسجد النبوي في المدينة المنورة.
تأتي هذه الصورة بالتزامن مع انفتاح كبير في العلاقات بين السعودية و”إسرائيل”، جسدته مؤخراً في دعمها لـ”ورشة البحرين” التي تمثل الجانب الاقتصادي لـ”صفقة القرن”.
فقد شهدت العلاقات السعودية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي تطوراً كبيراً في الفترة الأخيرة، وتُوّجت بزيارات متبادلة واتفاقيات وصفقات عسكرية، كان أبرزها شراء الرياض منظومة “القبة الحديدية” الدفاعية العسكرية من “تل أبيب”، وفق ما كشفه “الخليج أونلاين” في سبتمبر الماضي.
وكشف “الخليج أونلاين”، بتاريخ 28 أكتوبر الماضي، عن إتمام السعودية صفقة شراء أجهزة تجسس عالية الدقة والجودة من “إسرائيل” قيمتها 250 مليون دولار أمريكي، نقلت للرياض وبدأ العمل بها بشكل رسمي بعد أن تم تدريب الطاقم الفني المسؤول عن إدارتها وتشغيلها.
وشهد عام 2018 سلسلة زيارات ولقاءات تطبيعية بين “إسرائيل” والسعودية في مجالات عدة؛ إذ كشفت وسائل إعلام عبرية عن زيارة اللواء أحمد عسيري، نائب رئيس المخابرات السعودي المقال، دولة الاحتلال عدة مرات في مناسبات مختلفة، وفق ما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.
وتعتبر السعودية أبرز الداعمين لصفقة القرن، وهذا ما تأكد من خلال مشاركتها في “ورشة البحرين” التي انعقدت الثلاثاء الماضي، بمشاركة “إسرائيل” وعدد من الدول العربية، أبرزها السعودية والإمارات ومصر.
وتمثل “ورشة البحرين” التي افتتحها جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجانب الاقتصادي لصفقة القرن، الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، وتوصف بأنها تستهدف حقوق الشعب الفلسطيني.
(الخليج أون لاين)